فلسطين أون لاين

​اللغة في "الكرتون".. فائدةٌ وحيدةٌ ضمن حزمة من السلبيات

...
غزة - مريم الشوبكي

كثيرة هي قنوات التلفزة الموجهة للأطفال، ومن المحتوى الذي تعرضه ما هو عربي وما هو أجنبي مدبلج باللغة العربية الفصحى، والتي ينجذب إليها الأطفال بشدة ويتأثرون بها، ويتحدثون بما يسمعونه منها، وحديثهم بالفصحى يكون باعث فرح للأهل، ظنا منهم أن أفلام الكرتون تنمي الجانب اللغوي عند الطفل ليصبح بارعا في اللغة العربية فيما بعد، دون الانتباه إلى السلبيات التي يحملها الكرتون إلى جانب اللغة.

اللغة والسلوك

قال أخصائي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: إن "أفلام الكرتون المدبلجة بالفصحى هي في أغلبها مترجمة من ثقافات أخرى غير الإسلامية، لذلك لو رجعنا للإطار العلمي لحجم الفائدة لوجدنا أن الأطفال يركزون على الحركات أكثر من الألفاظ، وهذا ما يسمى لغة الجسد".

وأضاف لـ"فلسطين": "هناك فارق كبير بين اللغة المنطوقة وبين حركات الجسد لتلك الأفلام، وهذا ما يسبب تشتيتًا لقدرة الطفل على إدراك اللغة واستيعابها بالشكل الصحيح، وربما تؤثر سلبا على حصيلة الطفل اللغوية وعلى المنسوب الثقافي والاجتماعي الذي من الممكن أن يتعلمه".

وتابع: "يركّز الأطفال على السلوكيات الظاهرة ولغة الجسد بنسبة 70%، والنسبة القليلة الباقية تكون للغة والألفاظ، ولذلك لا تأثير إيجابي للغة المنطوقة، مقارنة بما يتعلمه الكفل من سلوكيات أبطال فيلم الكرتون".

بعض الأمهات يكنّ سعيدات جدا بتحدث أطفالهن الفصحى بسبب مشاهدتهم لهذه الأفلام، فهل هذا أمر صحي؟!، أجاب أبو ركاب: "اللغة الفصحى هي لغة القرآن، ومن المفترض أن نتحدث بها نحن الكبار قبل الصغار، ولكن ما نراه في المجتمعات هو الخلط والتداخل بين الفصحى والعامية".

وأوضح: "أحيانا، يحدث العكس، فيكون الأبوان أول من يستهزئ بالطفل الذي يحاول التحدث بالفصحى، وهنا تحدث صدمة فكرية لبعض الأطفال ويتساءل عمّا إذا كان ما تعلّمه وردده صحيح أم خطأ، ويبدأ بالتفكير السلبي تجاه اللغة في المستقبل، ويجعلها أمرًا ثانويًا في حياته اليومية، ويكتفي باللهجة العامية في توصيل المعلومة باعتبارها مقبولة اجتماعيا".

وحذّر أبو ركاب منح الطفل حرية مطلقة في اختيار ما يتابعه من أفلام كرتون، لما قد تحمله من ضرر، وإذا رغب الأبوان في استخدام الكرتون لتعزيز الجانب اللغوي عند الطفل، فلا بد أن يشرفا على انتقاء المحتوى الذي يتابعه، والأفضل أن يبدآ بنفسيهما، فيغيرا طريقة كلامهما، وستكون النتيجة أن الطفل سيقتبس منها النسبة الأكبر من لغته المنطوقة.