لم تكتفِ قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال الطفلة عهد التميمي ابنة السادسة عشرة عامًا، بل وضعت نُصب عينيها أن جميع أفراد عائلتها في دائرة الاستهداف والاعتقال.

بدون سابق إنذار، أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال باسم التميمي والد عهد، من قرية النبي صالح غربي رام الله وسط الضفة المحتلة، أثناء حضوره جلسة محاكمة ابنته أمس.

ومددت المحكمة العسكرية، اعتقال "عهد"، إلى الإثنين القادم، على "ذمة التحقيق" بطلب من النيابة العامة.

ويبدو أن الاحتلال يحاول اعتقال جميع أفراد العائلة ضمن مُخطط أعده مُسبقاً، كونه استغل وجود باسم، في المحكمة لحضور محاكمة طفلته، وإصدار حكماً باعتقاله دون علمٍ مسبق.

هذا المشهد لم يكن الأول الذي تعيشه عائلة الطفلة "عهد"، التي اعتقلتها قوتين من جيش الاحتلال مدججتين بالسلاح فجر أول من أمس، حيث اعتقلت والدتها ناريمان حينما ذهبت للاستفسار عنها في مركز شرطة الاحلال "بنيامين".

كما اعتقلت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية الفتاة نور ناجي التميمي (20 عاماً) بنت عم عهد، وهو ما يُثبت أن النوايا الاسرائيلية المُبيتة لاستدراج أفراد عائلة التميمي.

وهو ما ذكره محمد التميمي أحد أقارب "عهد"، أن قوات الاحتلال استغلوا حضور ناريمان والدة عهد، لمركز التحقيق، واعتقلوها فور وصولها واقتادوها لمنطقة مجهولة.

وقال التميمي لـ "فلسطين"، إن الاحتلال كررّ ذات المشهد مع والد الطفلة الذي توجه لحضور محكمة ابنته، لكن محكمته أصدرت أمراً باعتقاله، مشيراً إلى أنه لا تتوفر أي معلومات عن المعتقلين حتى الآن.

ونوه إلى أن كل المعلومات المتوفرة لديهم تفيد بوجود قرار من قادة الاحتلال وأعضاء الكنيست بضرورة اعتقال الطفلة وأفراد عائلتها، "دون معرفة التهم الموجهة لهم"، وفق قوله.

و عائلة باسم التميمي(والد عهد) من أكثر العائلات في قرية النبي صالح المكونة من 600 نسمة كلهم من ذات العائلة، التي قدمت تضحيات كبيرة، وهم في دائرة الاستهداف الاسرائيلي بشكل شبه يومي.

في هذا الصدد، يوضح أحد أقارب العائلة، أن باسم (والد عهد) اعتُقل 9 مرات لدى الاحتلال، ووالدتها أيضاً عدة مرات، فيما أُصيب شقيقها، بالإضافة إلى وجود قرار اسرائيلي بهدم بيتهم بحجة وقوعه في منطقة (ج).

ويؤكد أن هذه العائلة تعاني الظلم من ممارسات الاحتلال "لكنها صامدة، وتواجه قواته بكل ما أوتيت من وسائل وقوة"، وفق تعبيره.

وعبّر التميمي عن فخره بهذه العائلة لما تقدمه من نموذج في العطاء والتضحية من أجل القضية الفلسطينية، قائلاً "عهد وعائلتها نموذج يكسر معادلة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر".

تجدر الإشارة إلى أن اعتقال الطفلة عهد وعائلتها، شكلّ قضية رأي عام وأثارت غضب في الشارع الفلسطيني والعربي والدولي.

وعن سؤاله عن التحركات التي ستنفذها العائلة، ذكر التميمي، أنه جرى توكيل محامي لمتابعة قضية عائلة عهد من الناحية القانونية، مستدركاً "لكن (اسرائيل) دولة لا تلتزم بالقانون وقائمة على التحريض والضرورات العسكرية، لذلك لا نثق بها".

وأكد على الاستمرار في الحملة الإعلامية المُناصرة للعائلة، من أجل فضح (اسرائيل) وجرائمها أمام الرأي العام الدولي، كونها تعتقل طفلة قاصرة، داعياً القيادة الرسمية الفلسطينية للتوجه للمنظمات الدولية في العالم بشأن ذات الموضوع.