يتمادى الاحتلال في حصار مدينة القدس ومنع الدخول إليها بتكثيف الدوريات، واعتقال من يحاول الدخول من معبر قلنديا، دون الخضوع للتفتيش والفحص الأمني .
فقبل أيام اقتحم جيش الاحتلال منزل المواطن جمال قزمار (56 عاماً)، الذي يقطن في عِزبة سلمان جنوب قلقيلية، لم يكن الاقتحام بهدف الاعتقال أو الاستدعاء الأمني، بل كان يحمل رسائل تهديد حقيقية باعتقاله، إذا حاول الدخول إلى القدس يوم الجمعة للصلاة داخل المسجد الأقصى .
يقول قزمار: "اعتدت في كل جمعة أن أتوجه إلى معبر قلنديا للصلاة في المسجد الأقصى، وفي بعض الأحيان يعترضون على دخولي وأعيد الكرّة مرة ثانية".
ويفصح عن سبب الاقتحام: "قال الضابط لي: (جئت كي أحذرك من دخول القدس مرةً أخرى، ولو كان الهدف الصلاة في المسجد الأقصى، فهذه عاصمتنا، ونستطيع منع أي شخص من دخولها).
أما عن ردة فعله على رسالة التهديد الصريحة فيضيف: "أخبرتهم أني أذهب إلى الصلاة ولا أقوم بأي عمل خارج القانون، وهذا مسجدنا، فرد الضابط بعنجهية: (إذا حاولت الدخول مرة فسترى قوات الجيش أمام منزلك بهدف اعتقالك؛ فدولة (إسرائيل) هي التي تحدد من يدخل القدس ومن لا يدخلها)".
ويعلّق قزمار: "على ما يبدو إن ترامب بقراره اللعين منحهم الضوء الأخضر لقمع كل من يحاول شد الرحال إلى المسجد الأقصى".
ويتابع حديثه قائلًا: "عادةً من يعبر معبر قلنديا ولديه منع أمني من قبل المخابرات يُرجع، وإذا حاول الدخول مستغلًّا الازدحام أيضًا يُرجع، لكن في المدة الأخيرة كل من يحاول الدخول وهو ممنوع أمني ولا يخضع يعتقل فورًا، لقد وصلنا إلى مرحلة أن كل من يتوجه إلى المسجد الأقصى يضحي هدفًا للمخابرات الإسرائيلية، فإذا التقطت صورًا في المسجد الأقصى وكتبت فوقها: "هذه عاصمتي"؛ يعد تحريضًا موجبًا للاعتقال والمنع من دخول القدس".
ويذكر د.عبد اللطيف أبو سفاقة منسق حملات شد الرحال إلى المسجد الأقصى في محافظة قلقيلية: "تتزايد إجراءات الاحتلال ضد المصلين بعد قرار ترامب العنصري، وأضحى اعتقال كل شخص في شوارع القدس ممكنًا، وإن كان بحوزته تصريحًا أمنيًّا أو سنه تفوق 55 عامًا للرجال و50 عامًا للنساء، فلا حصانة لأحد، وهذا ما يجعل الاحتلال يتصرف بعنجهية غير مسبوقة".
ويوجه أبو سفاقة رسالة مفادها: "على الجميع عدم الاستسلام لهذه الإجراءات التي يريدون منها القول لنا: "القدس لنا وعلى طبق من ذهب"، علينا أن نستمر في شد الرحال إلى المسجد الأقصى، مهما بلغت الحواجز، فمن يرِد الصلاة فيه لا يعدم الوسيلة، حتى لا يتحقق مرادهم بإفراغ كل المنابع البشرية للمسجد الأقصى بغية تهويد ساحاته".