فلسطين أون لاين

​شكلا أيقونتَيْن تلهمان الشبان لمواجهة قوات الاحتلال

الشهيد أبو ثريا هل سيكون محمد الدرة الثاني ؟

...
مواطنون يشيعون جثمان الشهيد محمد عقل في رام الله أمس (أ ف ب)
غزة - نور الدين صالح

"شعب قوي لا يخشى الاحتلال وطلقاته الغادرة" ربما تكون هذه العبارة التي تُعبر عن عظمة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي طيلة فترة الانتفاضات، وتقديم الشهداء، آلاف الشهداء.

على مر السنوات الماضية وفي ظل الانتفاضات التي عاشها الشعب الفلسطيني برز العديد من الشهداء الذين شكّلوا "أيقونات" وعلامات فارقة في إشعال شرارة الانتفاضة ومواصلة مواجهة العدو الإسرائيلي.

كان آخر الشهداء من سجل فلسطين الحافل المُقعد إبراهيم أبو ثريا الذي قاوم الاحتلال بنصف جسده، بعدما بُترت قدماه في الحرب الأولى على قطاع غزة عام 2008.

الشهيد الآخر هو محمد أمين عقل الذي ارتقى بعد استهداف قوات الاحتلال بشكل متعمد عن قرب، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن على المدخل الشمالي لمدينة رام الله.

هذان الشهيدان ارتقيا في جمعة الغضب الثانية من انتفاضة "حرية القدس" برفقة اثنين آخرين أحدهما من غزة والآخر من القدس، والعديد من صور جرائم قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، لكنهما قد يكونان "الشعلة" التي تؤجج الانتفاضة الراهنة، ودفع المزيد من الشبان للسير على ذات النهج.

شرارة انتفاضة

الكاتب والمحلل السياسي د. أسعد أبو شرخ، رأى أن هؤلاء الشهداء "شرارة كبرى تفجّر الكثير من الغضب في الشارع الفلسطيني"، متوقعاً أن تتطور الانتفاضة وأساليبها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال أبو شرخ لصحيفة "فلسطين"، إن اندفاع هؤلاء الشبان بصدورهم العارية للدفاع عن الأقصى، يدلل على مدى استعدادهم لتقديم الغالي والنفيس من أجل تحرير فلسطين.

وأضاف أن "هؤلاء الأيقونات من الشهداء، تُعبد الطريق للآخرين من الشعب الفلسطيني"، معتبراً إياهم "نموذجاً لكل إنسان عربي فلسطيني".

وتابع: "الشعب الفلسطيني كله وهؤلاء الذين تقدموا الموكب خاصة الشهيد أبو ثريا الذي بُترت قدماه، وما زال بنفس العنفوان والقوة والإرادة يمثل نموذجاً للكل الفلسطيني".

وطالب أبو شرخ، الشعب الفلسطيني بالاعتماد على نفسه والمُضي في طريق المقاومة التي أثبتت أنها الطريق الوحيدة لاستعادة الأرض المسلوبة، خاصة في ظل فشل ما تُسمى عملية السلام.

كما دعا، الدول العربية، للوقف خلف المقاومة الفلسطينية، وتقديم الدعم اللازم لاستمرارها, مناشدة السلطة الفلسطينية، لضرورة قطع العلاقة مع الاحتلال والولايات المتحدة، والتوجه نحو الوحدة الوطنية.

دافع قوي

لم تختلف الحال كثيراً لدى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، الذي رأى أن الشهادة في سبيل الله، هي أكبر الدوافع للشبان لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وعدّ الصواف خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين" الشهيد أبو ثريا والعديد من الشهداء كأمثاله "أيقونة كبيرة، ودافعا قويا لتحريك جمهور فلسطين، نحو تحرير الأرض الفلسطينية من دنس المحتل".

وأوضح أن تاريخ الشعب الفلسطيني زاخر بالشهداء والأيقونات التي كانت سبباً مهماً في إشعال الانتفاضات والمواجهات في وجه الاحتلال، مشيراً إلى أن شهداء فلسطين "دائماً يتحولون لرموز يُضرب بها المثل".

وهنا لا بد من الإشارة إلى بعض "الأيقونات" التي أشعلت الانتفاضات الفلسطينية، وأبرزها الشهيد فارس عودة الذي استشهد بنيران الاحتلال حينما كان يرمي الحجارة في الشهر الثاني من انتفاضة الأقصى عام 2000.

والشهيد محمد الدرة الذي اغتالته قوات الاحتلال وهو بين أحضان والده على مرأى ومسمع العالم أجمع، والشهيد مهند الحلبي الذي فجّر "ثورة السكاكين" خلال انتفاضة القدس التي انطلقت شرارتها قبل عامين.

وهناك المئات من الشهداء ممن سطروا بدمائهم معاني التضحية والفداء، وكانوا رمزاً يُحتذى به طيلة مرحلة النضال الفلسطيني.