رغم درايتهم بأن المخاطر عديدة وجنود الاحتلال الإسرائيلي يتربصون بهم إما لاعتقالهم أو لإصابتهم بنيرانهم، لا يتردد نشطاء الحركة الطلابية في جامعات الضفة الغربية في الخروج إلى نقاط التماس للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومنذ إعلان ترامب مدينة القدس المحتلة، عاصمة لـ(إسرائيل) الأربعاء قبل الماضي، ونقاط التماس مع الاحتلال في مختلف المناطق الفلسطينية تشهد بشكل يومي مواجهات متقطعة مع الجنود الإسرائيليين بالحجارة والزجاجات الحارقة، يقودها في أغلب الأحيان نشطاء الأطر الطلابية في جامعات الضفة.
في صبيحة كل يوم دراسي، يستعد الطالب في جامعة بيرزيت "عبد الرحيم" للخروج في مسيرة غضب عند نقاط التماس المحيطة بجامعته شمال مدينة رام الله وسط الضفة، لعلمه المسبق أن الحركات الطلابية يتوجب عليها أن تكون في باكورة الانتفاضة التي تزداد وتيرتها يوما بعد الآخر.
وقال عبد الرحيم لصحيفة "فلسطين": "التاريخ النضالي الطويل للحركة الطلابية التي خرجت القادة والأسرى والشهداء، يعد دافعا لأن يكون الجيل الجديد صاحب الريادة في قيادات الحراك الجماهيري في سبيل دعم القدس ولإفشال المخططات الإسرائيلية والأمريكية بحق قضيتنا الأولى".
ويخيل لعبد الرحيم (20 عاما) في أثناء مشاركته مع مئات الطلبة في الانتفاض بوجه جنود الاحتلال، مشاهد من تاريخ نضالي سمع عنه دون أن يعيش تفاصيله، مرتبط بخريجي وطلبة جامعات بيرزيت والنجاح والخليل كأمثال يحيى عياش وزكريا الكيلاني ومحمود أبو الهنود ورائد مسك وأبو عكر.
تجفيف منابع الانتفاضة
الناشط في "الكتلة الإسلامية" أسيد قدومي، أوضح أن الحركة الطلابية لعبت دورا فاعلا في زيادة الحراك الاحتجاجي ضد إعلان ترامب داخل الشارع الفلسطيني، عبر سلسلة من الفعاليات الجماهيرية، التي بدأت أولا بالمشاركة في إضراب "الخميس" الماضي ثم المشاركة في جمعة الغضب.
وقال قدومي لصحيفة "فلسطين": "لا أحد ينكر أن الشارع الفلسطيني بمختلف أطيافه انتفض ضد القرار من تلقاء نفسه، إلا أن التحدي الأكبر مرتبط بإبقاء حالة الاستنفار الشعبي، لذلك أخذت الكتلة زمام المبادرة يوم السبت بإخراج طلبة بيرزيت نحو نقاط التماس وتحديدا حاجز بيت إيل العسكري شمال مدينة البيرة".
وتتركز مواجهات الحركات الطلابية حول عدة نقاط، أبرزها مفترق "عوفر" وحاجز "بيت إيل" القريبة من جامعة بيرزيت، بينما يخرج أبناء جامعة النجاح نحو حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس، ويتجه طلبة جامعة البوليتكنك في الخليل نحو الارتباط العسكري بينما تعد كلية فلسطين التقنية بقلب المواجهة الدائمة مع الاحتلال.
المحافظة على الزخم
بدوره، أكد رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت، عمر كسواني أنه رغم انقطاع الحركة الطلابية المناهضة لأفكار السلطة عن الانخراط الكلي في مواجهة قوات الاحتلال خلال السنوات العشر الماضية بفعل حالة الانقسام والتنسيق الأمني، إلا أن الشباب استطاعوا خلال العامين الماضيين أن يحققوا نجاحات لافتة في زيادة الزخم الثوري بالشارع.
وقال كسواني لصحيفة "فلسطين": "عودة أبناء جامعات إلى السيطرة على مشهد المواجهة مع جنود الاحتلال عند نقاط التماس ومبادرتهم بتنظيم مسيرات غضب عقب إعلان ترامب الأخير دخل الحرم الجامعي وخارجه، له دلالات واسعة ودور أساسي في استمرار حالة الغضب والاحتجاج".
ولم يخف تذمر قيادات العمل الطلابي، وتحديدًا نشطاء الكتلة الإسلامية من الأوضاع المعقدة التي تعيشها الضفة، في إشارة إلى مضايقات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال، الذي يسعى لتجفيف منابع الانتفاضة.
وخلال انتفاضة القدس الأخيرة ما بين عامي 2015-2016 قدمت الحركة الطلابية في جامعات الضفة قرابة 30 شهيدًا وما يزيد على 600 أسير تم تحويل غالبيتهم للاعتقال الإداري، وأصيب الآلاف منهم عبر نقاط الاشتباك اليومي مع جنود الاحتلال بالرصاص الحي والمطاطي.