فلسطين أون لاين

​في غزة.. متحفٌ للتكنولوجيا فقط

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

سيطرت علامات الإعجاب الممزوجة ببعض الدهشة على وجه الشاب "أكرم صرصور" أثناء تجوله في قاعة صغيرة عرضت تاريخًا طويلًا ومتشبعًا من عالم تكنولوجيا المعلومات، وذلك على هامش فعاليات معرض "إكسبوتك 2017" المُقام في منتجع الشاليهات على شاطئ بحر مدينة غزة.

وتجول "أكرم" برفقة زملائه في كلية الهندسة بجامعة الأزهر، دخل القاعة التي عُرفت باسم "المتحف التكنولوجي"، حيث ضم عدة أجهزت ومعدات وقطع إلكترونية يعود عصرها إلى أواخر القرن الماضي.

لتعريف الأجيال

وتبلورت فكرة تنظيم المتحف التكنولوجي، الذي يُعد الأول من نوعه في قطاع غزة، من قبل طلبة كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة غزة، بهدف تعريف الأجيال الجديدة المغموسة بالثورة التكنولوجية المتسارعة في الزمن الحديث على الحقبة التي كان فيها جهاز الكمبيوتر موجودا فقط لدى فئة محدودة.

وعلى جدران المتحف، عُلّقت العديد من اللوحات الورقية التي عرضت معلومات تاريخية تكنولوجية مرتبطة بفلسطين، مثل "في الثمانينات تم تركيب أربعة أجهزة حاسوب في اتحاد الكنائس بمعالجات من نوع (z89) والبدء بتدريب دورة (مقدمة حاسوب) مع المهندس فواز العلمي ودورة (لغة كوبال) للبرمجة مع المدرب فؤاد سالم من رام الله".

وعلى لوحة أخرى كان عنوانها "من أوائل الحواسيب في فلسطين" كُتب التالي: "توالي تركيب أجهزة حاسوب في فلسطين وفقا لما يلي: جامعة بيت لحم عام 1981، الجامعة الإسلامية 1982، جامعة بيرزيت1982، بلدية غزة 1983".

وفي واجهة المعرض، عرض على لوحة زجاجي كاميرا "900 panasonlc" وقد كتب تحتها: "بلد المنتج اليابان، أهم ما يميزها هو إمكانية عمل مونتاج للفيديو أثناء التصوير مع 100 إكس ديجتال زوم، وتقنية التسجيل المصور على شريط في اتش اس".

ومن القطع الإلكترونية المعروضة بين جنبات المتحف التكنولوجي، ذاكرة وصول عشوائي RAM حجمها ١٦ ميجابايت تعود لعام ١٩٩٧، و Hard Disk سعته التخزينية ٦ جيجابايت فقط، في الوقت الذي أصبحت فيه أقل الأجهزة أداء تحتاج إلى ٥٠٠ جيجابايت.

وإلى جنبات تلك القطع عُرضت عدة إصدارات من أجهزة الحاسوب القديمة، ووحدات التخزين كبيرة الحجم ضئيلة المساحة التخزينية، وعدة نماذج من الأجهزة الإلكترونية الخاصة بحفظ الملفات، إلى جانب قطع أخرى ببطاقات الصوت والفيديو والشبكة.

من مبادرة ذاتية

بدوره، تحدّث مسئول المتحف التكنولوجي، د. خلود البطش عن فكرة المعرض قائلا: "تولدت فكرة إنشاء المعرض التكنولوجي وجعله متحفًا دائمًا من مبادرة ذاتية مني، وبدعم من كلية التكنولوجيا، وذلك بهدف التعريف بمراحل التطور في عالم التكنولوجيا".

وأضافت لـ"فلسطين": "مما لا شك فيه أن هناك افتقار للعديد من المعلومات التكنولوجية، خاصة المرتبطة بنا كفلسطينيين، لذلك آمنا بأن هذا الجيل بحاجة إلى متحف تكنولوجي، ومجتمعنا كذلك بحاجة لتقبل مثل هذه الأعمال، لما لها من دور في التشجيع على التساؤل والتجريب والرصد بطريقة إبداعية".

وبينت البطش أن عملية الإعداد والتجهيز للمتحف اصطدمت بعدة تحديات، أبرزها صعوبة الوصول إلى جميع الأجهزة القديمة، الأمر الذي دفع القائمين عليه لتجسيدها بأشكال ثلاثية الأبعاد وعرضها على شاشة داخل المتحف، بهدف استكمال حلقة التطور التكنولوجي دون انقطاع، مشيرة إلى أن فترة الإعداد للمتحف استمرت لقرابة الستة أشهر.

وتُعدّ المتاحف التكنولوجية والعلمية في مختلف دول العالم من أهم مراكز التحفيز والإبداع، لدورها المميز في توفير بيئة حقيقة للتجارب والاطلاع على تاريخ علمي تقني تكنولوجي، وكما تشكل تلك المتاحف جزءا هاما من السياحة الداخلية الهادفة.

ويُشار إلى أن معرض "إكسبوتك 2017" تم تنظيمه في رام الله وغزة هذا الأسبوع، عبر اتحاد شركات أنظمة تكنولوجيا المعلومات "بيتا"، وبدأ في الحادي عشر من الشهر الجاري، وانتهى أمس الأربعاء، وهذه النسخة هي الرابعة عشر من هذا الحدث التكنولوجي السنوي.