فلسطين أون لاين

​"فله وزره ووزر من عمل به"

التصويت للمشاركين في البرامج الغنائية إثم متعدٍّ

...
صورة تعبيربة عن التصويت عبر الجوال
غزة - هدى الدلو

ابتلي المسلمون بفتنةٍ عظيمة وهي البرامج الغنائية الماجنة التي باتت تتربع على عرش الكثير من الفضائيات العربية كبرنامج عرب أيدول، و(ذا فويس)، ولكن المُلفت للنظر هو مشاركات الشباب والشابات من المسلمين في برامج الغناء والمواهب التي لا تتقيد بأي معايير شرعية، ولكن هذا المشترك فإنه في نهاية أمره يتحمل وزر نفسه، فماذا عن الأشخاص الذين يصوتون لهذه البرامج أو المواهب لتأهيل الأشخاص، ومن خلال تصويتهم يتم اختيارهم كفائزين.. فهل يجوز التصويت لهم عن طريق رسائل sms للمتسابقين في هذه البرامج؟، هذا هو محور حديثنا الذي نتناوله في سياق التقرير التالي:

يقول الدكتور بسام العف أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية: "إن الغناء في حد ذاته مباح إذا لم يحتوِ على كلمات تثير الفتنة، وتنشر الرذيلة ويتم الدعوة فيها إلى الفجور، ولكن الغناء غير المضبوط بالشرع، ولا تحكمه قيودٌ دينية وشرعية، فإن التصويت له وللمشاركين فيه هو غير مشروعٌ وغير جائز شرعًا لا سيما أن الغالب على الغناء المقدم منهم مثير للفتنة".

وأضاف: "ومما لا شك فيه عدم مشروعية التصويت للمشاركين في برامج الغناء لما في ذلك من إعانة على الإثم وتقويةً لشوكة أهل الباطل، كما فيه تشريعٌ لهذا البرامج وكأن المصوت له يعطي شرعية للمجون والفجور".

وأوضح د. العف أن عواقب هذا الأمر أقله أنه يساهم في إنجاح هذا الشخص المشارك في برنامج يعمل على نشر الرذائل وتمرد المشاركين على الأخلاق والفضائل، كما أنه لا يدعو إلى الله، ولا يلتزم بأي ضوابط شرعية.

وتابع حديثه: "إن من ساهم في إنجاحه، كمن ساهم في نشر سُنة سيئة، وبالتالي يناله شيء من وزرها ووزر من عمل بها، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سنَّ في الإسلام سُنّةً حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً".

وأشار د. العف إلى أن ذلك سببه أنه شجع على انتشار المجون، لأنه في حال عدم مشاركته في التصويت فإن صوته يؤثر على فوزه وتأهله، وبالتالي فإن مقاطعة المسلمين لمثل هذه البرامج يُعد ضربةً للقائمين عليها.

وبين أنه كون المسلم يشارك في هذه البرامج غير الشرعية فهو يرتكب معصية، لتعاونه على الإثم والعدوان، لقوله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، كما أنه يحاسب على أعماله وآثارها، لقوله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ".

ولفت د. العف إلى أن المشاهد لهذه البرامج له "إثم المشاهدة"، ولكن ينتهي إثمها بالاستغفار، نظرًا لأنه غير متعدٍ آثارها، بل هي قاصرة على الشخص نفسه رغم أنه قد يتأثر بالبرنامج ويُفتن، ولكن يمكنه التخلص منها بالتوبة والاستغفار، أما المُصوت لشخصٍ مشارك في البرنامج فإن إثمه ربما يكون مضاعفا؛ لأنه ساهم في إنشائها وفوزها فهو مستمر مع قيامه، وسيلحقه ذنب كل نشاط فني يقدمه الشخص الذي كان قد صوَّت له.