فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​إذ لم تحظَ بدعم عربي إسلامي

محللون: أي تغيرات أمريكية في القدس ستقيد من تحركات السلطة دوليًا

...
رام الله / غزة - عبد الرحمن الطهراوي

أثار حديث مسؤولين أمريكيين عزم الرئيس دونالد ترامب، الاعتراف بمدينة القدس المحتلة، (غير مقسمة) كعاصمة لـ(إسرائيل)، تساؤلات حول جدية الإعلان الأمريكي، والسيناريوهات المتوقعة حال حدوث الاعتراف؟.

وكان ترامب تعهد في حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي، بنقل السفارة الأميركية من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة، والاعتراف بالأخيرة كعاصمة لـ (إسرائيل)، لكنه أرجأ في يونيو/حزيران الماضي تنفيذ ذلك، مشيرا إلى رغبته في إعطاء فرصة لمحاولات إحياء عملية التسوية والتي لم تحرز أي تقدم.

عواقب سياسية

وذكرت الكاتبة السياسية نور عودة، أن الاعتراف الأمريكي ستكون له عواقب سياسية سلبية من الدرجة الأساسية، خاصة أن الاعتراف لن يغير من الوضع القانوني للقدس كمدينة فلسطينية محتلة.

وقالت عودة لصحيفة "فلسطين": "سيعقد الاعتراف الأمريكي من المساعي الدولية الساعية لإيجاد حل للتسوية، وسيكون من غير المقبول أو شبه المستحيل فلسطينيا وعربيا أن تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط الراعي للتسوية في المنطقة".

وأشارت إلى خطورة وفاعلية دور "اللوبي الصهيوني" داخل الولايات الأمريكية، والذي يلعب دورا أساسيا في التأثير على السياسات الداخلية ويدفع نحو تبني مواقف أمريكية متطرفة بدعم من الفريق المحيط بالرئيس ترامب، والذي يسعى لتحقيق أجندة شخصية عبر إرضاء المتطرفين اليهود في الولايات المتحدة.

وبينت عودة أن مشهد العلاقات الأمريكية مع القضايا الفلسطينية - الإسرائيلية يبدو أكثر تعقيدا في ظل وجود رئيس أمريكي يفتقر لأي حس سياسي ومحاط بفريق من المتطرفين فكريا وعقائديا.

خرق للاتفاقات

فيما اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، سعيد زيداني، مجرد الحديث الأمريكي عن احتمالية إعلان ترامب القدس عاصمة للاحتلال خرقا للاتفاقيات الدولية والفلسطينية - الإسرائيلية التي أكدت على أن منطقة (القدس وبيت لحم) منطقة دولية لها حسابات خاصة.

وقال زيداني لصحيفة "فلسطين" إن "السلطة تعاني من محدودية الخيارات في ظل التعنت الإسرائيلي في عملية التسوية والموقف الأمريكي الداعم للاحتلال بشكل عنصري واضح".

وذكر زيداني أن السلطة بإمكانها تفعيل أدوات الضغط والاحتجاج في المحافل الدولية فقط، ولكن ذلك الضغط سيبقى محدودا ما لم يلق دعما من الدول العربية والإسلامية، في سبيل اقناع الإدارة الأمريكية بالتنازل عن القرار أو تأجيله.

ورقة ضغط

بدوره، استبعد رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطني، رائد نعيرات، إقدام ترامب على الاعتراف بمدينة القدس كعاصمة لـ (إسرائيل)، معتبرا أن ذلك الإعلان يأتي في سياق الضغط على السلطة لدفعها نحو طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة.

وقال نعيرات لصحيفة "فلسطين": إن "الولايات المتحدة و(إسرائيل) تعلم خطورة الإعلان، فهو سيقضي على مشروع حل الدولتين، وسيضع السلطة في موقف صعب حول كيفية عودته للمفاوضات بعدما أثبت الطرف الأمريكي عدم نزاهته وانحيازه للاحتلال على حساب قرارات الشرعية الدولية". وأضاف نعيرات: "أستبعد في الوقت الجاري حدوث نقل فعلي للسفارة أو إعلانا أمريكيا صريحا بأن القدس كاملة عاصمة لدولة الاحتلال، ولكن من الممكن أن يحدث نقل جزئي لبعض مهام السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس، كون أن إدارة ترامب تعلم أن القدس قضية حساسة قد تزيد من تعقيد المشهد في الشرق الأوسط المتوتر أساسا".

ودعا السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات استباقية متوازنة مع جهود عربية مشتركة للتحذير من خطورة الموقف الأمريكي، مع التأكيد على أن القدس المحتلة من الملفات الكبرى التي تركت لمفاوضات الحل النهائي.

ومنذ العام 1995 عندما سنّ الكونغرس الأمريكي قانونا يقضي بنقل سفارة الولايات المتحدة في (إسرائيل) إلى القدس المحتلة، يوقع الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين على أمر رئاسي بتأجيل الخطوة، ويتم تجديد التأجيل كل نصف سنة.