يلاحق الاحتلال المقدسيين كافةً؛ بإجراءات عقابية تشتد وتيرتها في الآونة الأخيرة؛ وذلك بهدف إخضاعهم لسياسةٍ أمنية قاسية لمنع أي مقاومةٍ شعبية ضد الاحتلال في المدينة المقدسة؛ ففي فجر الأمس اعتقل ستة من المقدسيين من بينهم القيادي في حركة فتح حاتم عبدالقادر؛ و مدير التعداد السكاني في المحافظة عبد المطلب أبو صبيح.
أمجد أبو عصب رئيس لجنة أسرى القدس والذي تعرض سابقاً للتحقيق والاعتقال مؤخراً؛ قال لــ "فلسطين": "سياسة الاحتلال في مدينة القدس تأتي في سياق "القبضة الحديدية" ضد المقدسيين التي تطال كافة الفئات العمرية والمستويات القيادية والشخصيات البارزة بدون استثناء؛ علماً أن التركيز ينصّب على الفاعلين في الميدان".
ويشير أن الاحتلال لم يعد يستطيع تحمل أية فعالية مقدسية مناهضة له؛ ليراها دائماً "خارجة عن القانون"، مضيفاً: "القوانين التي تم إقرارها في الكنيست لمعاقبة المقدسيين تعطي الحق لضباط الشرطة والمخابرات اعتقال وتوقيف والتحقيق مع أي مقدسي بدون استثناء، ومَن مِنا لا يعرف مركز تحقيق المسكوبية و"غرف رقم 4 "؛ الكل يعرفها أطفال ونساء وشباب وقيادات فصائلية وشخصياتٍ بارزة ".
وأضاف: "غرف رقم 4 يُطلق عليها "شرطة الأقليات"؛ وهي تراقب وتُلاحق المقدسيين على مدار الساعة وترتبط هذه الغرف التي تحمل رسالة سياسية بجهاز المخابرات؛ بغرض تشديد القبضة على المقدسيين والتدخل بتفاصيل حياتهم؛ ومعاقبتهم بالتحقيق والاعتقال".
و أضاف: "ما جرى أمس من عملية اعتقالٍ واسعة طالت 16 مقدسي من بينهم سيدات يعملن في جهاز الاحصاء السكاني ، فالاحتلال لا يرغب بوجود أي مظهر فلسطيني داخل مدينة القدس مهما كانت نوعيته، ذلك أن أعداد المقدسيين في سجون الاحتلال 470 معتقل منهن 20 أسيرة و70 طفل، والاعتقالات لا تتوقف لحظة واحدة وكذلك الحال بالنسبة للغرامات الباهظة والعقوبات بالحبس المنزلي ".
بدوره قال الخبير المقدسي د. جمال عمرو لفلسطين :"في ظل السياسة الانتقامية ضد المقدسيين يضع الاحتلال نصب عينيه عدم السماح للمقدسي بممارسة أي عملٍ؛ حتى لو كان هذا العمل الصلاة في المسجد الأقصى بشكلٍ منتظم، الكثير من المقدسيين فُتحت لهم ملفات أمنية بعد التحقيق معهم؛ بسبب تواجدهم داخل المسجد الأقصى باستمرار بعد أن صدتهم الكاميرات الأمنية، وما يجري في الآونة الأخيرة من ملاحقةٍ أمنية مشددة لكافة أجهزة أمن الدولة العبرية هو بمثابةِ رسالة من المستوى السياسي والأمني في الدولة العبرية بحق المقدسيين".
وأضاف: "هناك قائمة سوداء بحق الشخصيات المقدسية تزيد عن الــ 300 شخصية والعدد مرشح للزيادة، لملاحقتهم وإخضاعهم للتحقيق المتواصل ناهيك عن عذاب الانتظار داخل "غرف 4 " في مركز تحقيق المسكوبية ".
ووصف المحلل السياسي ناصر الهدمي "غرف رقم 4 " بسيئة الصيت والسمعة، فكل من يخضع بداخلها للتحقيق يتعرض إلى تحقيقٍ عنصري باعتباره يتبع الأقليات ولا حقوق له على الإطلاق، فهذه الغرف يعرفها أهل القدس جيداً و أصبحوا يتعاملون معها بموجب خبرةٍ سابقة؛ حيث الإهانات تسود أجوائها".
وأضاف:" لا يمكن لسياسة الاحتلال أن تنجح في ردع المقدسيين فهم أصحاب حق في المدينة المقدسة؛ والاحتلال ومستوطنيه هم الدخلاء ".

