فلسطين أون لاين

​عميد كلية الطب بـ"الإسلامية" : الحياة في تركيا تشبه الفسيفساء

...
غزة - الأناضول

تركت "السنوات الست" التي أمضاها الطبيب الفلسطيني فضل نعيم، داخل الأراضي التركية، قبل نحو 14 عاماً؛ للحصول على درجة "الدكتوراة" في الطب، بموجب منحة دراسية مقدّمة من رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB)،علامة فارقة في مسيرته المهنية والأكاديمية.

نعيم (52 عاماً)، من سكان غربي مدينة غزة، وهو أب لـ(6) أطفال، يعد من أبرز أطباء "العظام" في قطاع غزة.

وتقلّد نعيم قبل أكثر من عاميْن منصب عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية، والتي كان ضمن الفريق المؤسس لها، وعمل فيها منذ اليوم الأول من افتتاحها عام 2006.

ويعتبر نعيم أن دراسته في تركيا فتحت له فرصة كبيرة للتقدم في حياته سواء المهنية الطبية أو في مجال العمل الأكاديمي في قطاع غزة.

ويقول:" الدراسة في الجامعات التركية تُعطي الخريج الفلسطيني نوعاً خاصاً من التميّز الأكاديمي والمهني".

ولولا دراسته في تركيا وصقل مهاراته وخبرته ومعرفته من الجامعات هناك، لما وصل إلى هذا المكان الذي يصفه بـ"المرموق"، وفق نعيم.

وحصل نعيم على درجتي البكالوريوس والماجستير في الطب، من جامعة ألمانية، فيما حصل على درجة الدكتوراة من جامعة "غازي" التركية.

وفي فبراير/شباط 2003، تخرّج نعيم من جامعة "غازي" بعد 5 سنوات دراسية، تزامنت مع عمله كطبيب متطوع في المستشفى التابع للجامعة.

وكان نعيم قد حصل نهاية عام 1996 على منحة التعليم العالي للتخصص في تركيا (منحة لدراسة الدكتوراة)، في "الطب وجراحة العظام".

وبدأ الطبيب الفلسطيني حياته الأكاديمية فور وصولة للعاصمة أنقرة بدراسة "اللغة التركية"، لمدة 7 شهور.

وقال :" بعد انتهاء اللغة بدأت الدراسة في جامعة غازي في أنقرة، الطبيب هناك يأخذ مساراً أكاديمياً أي يعمل على رسالة الدكتوراة، وفي نفس الوقت يعمل كطبيب مقيم في المستشفى لمدة 5 سنوات".

وسبق لنعيم أن مكث في ألمانيا نحو 11 عاماً، لدراسة الطب، والتخصص في مجال جراحة العظام.

وبعد عودته من ألمانيا إلى قطاع غزة، عمل نعيم كطبيب متطوّع لمدة عام كامل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وخلال فترة عمله تلك، طُرحت منحتين –في نفس الفترة- للطلبة الراغبين باستكمال دراساتهم العليا، واحدة في تركيا والأخرى في إسبانيا.

لكن نعيم، فضّل وبعد تجربة 11 عاماً قضاها في دولة أوروبية، أن يختار "تركيا" البلد الشرقيّ المسلم، كونه قريب من عاداته الفلسطينية.

وقال:" هذا الخيار كان بالنسبة لي خياراً صحيحاً، وتأكدت من ذلك فور وصولي الأراضي التركية".

ويقول نعيم:" طبيعة الحياة في تركيا، تشبه الفسيفساء من الأنماط الاجتماعية، حيث تعطي حرية للفرد المسلم في اختيار النمط الذي يرغب في التعايش معه؛ دون الحاجة للتأقلم مع النموذج الوحيد للحياة، كما هو قائم في الدول الأوروبية".

ومنحت السنوات الست التي قضاها نعيم في تركيا، برفقة عائلته التي كانت مكوّنة من 5 أفراد آنذاك (زوجته و4 أطفال)، فرصة للاندماج بالمجتمع التركي والتعرف عليه عن قرب.

ويقول:" يشتاق الفلسطيني للعودة إلى تركيا وللحياة فيها، فهي أعطت فرصة له كي يعيش النمط الذي يريده".

وتعتبر المنح الدراسية التركية المقدّمة من رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB)، من أهم سبل دعم التواصل بين الشعبين التركي والفلسطيني، ونشر ثقافة التعاون بين البلدين، وفق نعيم.

وينصح الطبيب الفلسطيني، خريج جامعة "غازي" بأنقرة، الطلبة الفلسطينيين بالتوجّه للدراسة في تركيا، كخيار يفتح أمامهم "آفاقاً أكاديمية ومهنية مميزة".

ويلفت نعيم إلى أن الشعب التركي بمختلف انتماءاته السياسية ينظر إلى الفلسطيني نظرة "أخوية"، كما يكنّ له "الكثير من الحب".

ويقول:" الفلسطيني في الأراضي التركية لا يشعر بالغربة، هناك تقارب بين العرب والأتراك".

وثمّن نعيم الجهود التي تبذلها رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى في سبيل تقديم الدعم للشعب الفلسطيني.

وعبّر عن آماله في زيادة عدد المبتعثين الأكاديميين لتركيا، وتوفير البرامج التأهيلية الخاصة بهم، عقب انتهاء سنواتهم الدراسية هناك، كي يصبحوا قادرين على العمل في الأراضي الفلسطينية؛ لخدمة أبناء شعبهم.