فلسطين أون لاين

زاوية جروح النزوح

الجُرح الثامن والخمسون: النزوح خارج غزة

لم يكن النزوح فقط انتقال الناس من مدينة لأخرى داخل قطاع غزة، بل بعض الناس خرجوا من غزة، خاصة ممن يحملون جوازات أو جنسياتٍ أخرى، أو كانوا قادمين لغزة إجازة أو طلبة خرجوا لإكمال مسيرتهم التعليمية، أو لمتابعة حالات مرضية، ومنهم من ظن أن العدوان سينتهي سريعاً ثم يعودون لغزة، لكن طال العدوان، وما كان ضمن خطتهم وفي جعبتهم من أموال نفد، وبدأت الصعوبات تكشر عن أنيابها وكثرت أوجهها، فمن الصعوبات على سبيل المثال:

1_ نفاد المال الذي كان بحوزتهم، خاصة الذين لا يملكون بيوتا في الدول التي ذهبوا لها، فتراهم يدفعون إيجارات مرتفعة.

2_ارتفاع تكاليف الحياة عليهم، خاصة المدارس، فأغلبهم يدفعون رسوما مرتفعة لمن يحملون جنسية الدولة التي يقيمون فيها فيضطرون لتدريس أبنائهم في مدارس خاصة.

3_ عدم حصولهم على فرص عمل إلا القليل منهم، إلا من كانت لديهم بصيرة ومال، وأدرك أن الغياب سيطول والمال سينفد إن لم يتم استثماره للعيش فافتتح مشاريع خاصة.

4_ بقاء قلوبهم مشغولة خوفاً وقلقاً وحزناً على أهاليهم في غزة، فالمرأة التي خرجت بأولادها وبقي زوجها، يسكنها القلق عليه، وعلى أهلها ومن تبقى من أولادها لم تسعفهم الظروف لأن يكونوا معها.

5_ تعرض بعضهم في بعض الدول لمضايقات، خاصة المرضى الذين لا يسمح لهم بحرية الحركة.

6_ اهتمام السفارات الفلسطينية بهم ليس في المستوى المطلوب.

إن وضع غزة الكارثي الآن جعل الكثيرين يعلنون رغبتهم بمغادرة قطاع غزة بمجرد انتهاء العدوان؛ لأن غزة حسب وجهة نظرهم لم تعد صالحة للحياة، وهذه فكرة أوجدها الاحتلال من خلال تدمير كل مقومات الحياة بغزة، لكن هذا البعض وقع في فخ الوهم بأنه سيعيش خارج غزة مرتاح البال وسعيداً جداً، ولا يعلم أن من خرجوا من غزة في العدوان أغلبهم شعر بالندم على خروجه، وينتظرون أن يفتح المعبر بأي وقت حتى يعود لغزة رغم ما فيها من صعوبات الحياة، وهنا ينطبق على ما قاله الشاعر "حنا الأسعد": ولو أن أشواقي إليهنّ سُطّرت... لما وسعتها الكائنات سُطورا).

نسأل الله أن يكرمنا بالأمن والأمان، وأن يعود كل مغترب لوطنه وأهله سالماً غانماً.

المصدر / فلسطين أون لاين