فلسطين أون لاين

​الألعاب الإلكترونية خطرٌ يهدد الطفل نفسيًا وصحيًا

...
غزة - نسمة حمتو

في الكثير من الأحيان تلجأ السيدات للهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية لإشغال أوقات أطفالهم والتخلص من إزعاجهم، خاصة إذا كانت مشغولة في مهام بيتها، أو تريد الاستمتاع بوقتها، وعبر هذه الأجهزة، يستمتع الأطفال بالألعاب الإلكترونية المُثبّتة عليها، يستمتع الابن، وتتخلص الأم من إزعاجه، وشيئا فشيئا، تظهر على الطفل أضرار كثرة استخدام الألعاب الإلكترونية..

تأثيرات مختلفة

قال الأخصائي الاجتماعي والتربوي د. إياد الشوربجي إن من أسباب إقبال الأطفال على الألعاب الإلكترونية، أنها وسيلة ترفيهية ممتعة وسهلة الاستخدام، والانتشار الواسع لها، حيث لا يخلو منزل منها، إلى جانب أن التكلفة المالية لها زهيدة، ولا يبذل الطفل مجهودا أثناء لعبها، وهي كذلك تساعده في التفريغ النفسي والانفعالي.

وأضاف لـ"فلسطين": "تعمل الألعاب الإلكترونية على تقوية المهارات لدى الطفل وتزيد من قدرته على حل المشكلات وتنمي إدراكه العقلي إذا أحسن استخدامها وتقربه من الحياة المعاصرة.

وفيما يتعلق بالآثار السلبية لها، أكد الشوربجي أنها تشغل الأطفال عن دراستهم وتحصيلهم الدراسي، وتؤثر على حدة البصر بسبب قرب الشاشات من عيونهم وطول فترة التحديق فيها.

وبين أن الألعاب الإلكترونية تؤدي إلى الانفلات من الرقابة الأسرية المباشرة واكتساب عادات وتقاليد تتنافى مع عادات المجتمع، مشيراً إلى أنها تدخل الطفل في حالة من الخلط بين الواقع والخيال والعزلة الاجتماعية نتيجة الانشغال الشديد.

ولفت الشوربجي الانتباه إلى أن الألعاب الإلكترونية تؤدي إلى ضعف المهارات الكتابية عند الأطفال، والإصابة بالاضطرابات النفسية كالقلق والتوتر والانطواء، وتؤدي إلى ظهور سلوكيات سلبية كالعدوانية والقسوة والتمرد.

وحذر الأخصائي التربوي والاجتماعي من أن قضاء الطفل ما يزيد على ثلاث ساعات يوميا في لعب هذه الألعاب يجعله عرضة للاكتئاب.

المراقبة الدائمة

وبخصوص دور الأسرة في إبعاد الطفل عن الألعاب الإلكترونية، قال الشوربجي: "على الأهل أن يُشبعوا رغبات الأطفال العاطفية، وأن يعززوا ثقتهم بأنفسهم، وأن يساعدوهم على تنظيم وقت اللعب بهذه الألعاب وتقنين استخدامها".

وأضاف: "المراقبة الدائمة وغير المباشرة للأطفال ضرورية، لأن الألعاب الإلكترونية قد تتضمن ما يضر بأخلاق الطفل، وأحيانا ترافقها بعض الإعلانات ذات المحتوى غير المناسب، مع توعية الأطفال بخطورة استخدامها، إلى جانب أهمية التركيز على التربية الروحية والأخلاقية للأبناء".

وأكد على ضرورة الاستماع للأبناء واتباع طرق تربوية صحية في تعليم الأطفال وتوفير ألعاب بديلة عن الألعاب الالكترونية، تكون مشوقة وممتعة، مثل الخروج للنوادي وممارسة الألعاب التقليدية.

ولفت الشوربجي إلى استخدام الأجهزة الإلكترونية وما فيها من ألعاب يمكن أن يكون مكافأة للطفل على تنفيذ الأوامر والتعليمات في نهاية كل أسبوع.