فلسطين أون لاين

​انعكاس المشاكل الشخصية للمعلِّم على الطلبة يضرّ بمكانته

...
غزة - نسمة حمتو

كطبيعة الإنسام عموما، يحدث أن يتعرض المعلّم لمجموعة من الضغوط، وأن يعايش حالة نفسية صعبة بين الحين والآخر، بعض المعلمين لا يفصل بين مشاكله الشخصية من جهة وعمله من جهة أخرى، فتنعكس حالته النفسية على الطلبة، ويفرّغ غضبه على شكل تعامل سيئ معهم، خاصة إذا كانت أسباب مشاكله نابعة من العمل وصعوباته وأداء بعض الطلبة..

محدداتٌ عدّة

طرح الأخصائي التربوي علي قطناني سؤالًا في مستهل حديثه لـ"فلسطين": "لماذا يعدّ بعض المعلمين ضغوطات العمل أمراً متقبلاً وطبيعياً، ويراه البعض الآخر من السلبيات التي يعاني منها في عمله؟".

وقال: "للإجابة على هذا السؤال، لا بد من النظر في مجموعة من العوامل، أولها النظرة التحليلية والتقييمية للضغوط، حيث يعدّ بعض المعلمين هذه الضغوط ظاهرة صحية تصقل خبراته وتساعده على الاندماج والانسجام في عمله".

وأضاف: "البعض الآخر منهم يعدّها مشاكل، ويعكسها سلبا على عمله، فيبدو في كل تصرفاته متذمرا وسلبيا متشائما".

وبيّن أن السمات الشخصية من أهم المحددات التي ترسم طريقة تعامل المعلمين مع الطلاب، فالمعلم صاحب الشخصية الحساسة يكون شديد الحساسية في تصرفاته مع الطلبة، موضحا: "وهذا المدرس نجد رد فعله عنيفا إزاء مختلف تصرفات الطلبة، ويكون من الواضح عدم معرفته بطبيعة المرحلة التي يعيشها الطلبة" .

ولفت إلى أنه من ضمن المحددات كذلك، مستوى المهارات والقدرات لدى المعلم، فحين يعمد يطوّرها بما يتلاءم مع طبيعة طلابه وسمات فئتهم العمرية، فإنه يكون أقدر على التعامل معهم دون التأثر بمشاكله الخاصة.

الاستعداد المسبق

وأوضح: "في حال شعر المعلم بانعكاس حالته النفسية على طلبته، فعليه أن يحدد، مسبقا، شكل تعامله معهم، بناء على معرفته بهم، وهذا الاستعداد سوف يحسن من أسلوبه معهم، وسيساهم في الحفاظ على نفسه وعلى طلابه".

الاستعداد المسبق للتعامل مع الطلبة وبناء خريطة ذهنية تراكمية تساعد المعلمين في ترتيب الكثير من الحلول، وإيجاد آليات مختلفة لمعاملتهم بشكل ايجابي، وتجاوز الكثير من الإشكاليات اليومية، بحسب قطناني.

وقال: "بالتالي، يمكن للمعلم أن يتجاوز الكثير من الضغوط، ولن تخرج سلوكياته مع الطلاب عن حدود العناوين التربوية المطلوبة".

وأضاف: "على المعلم أن يحرص على عدم عكس حالته النفسية على طلبته، حتى لا تنخدش علاقاته بهم، لأن تضرر العلاقة بين الطرفين يعني أن الطلبة لن يقبلوا من أستاذهم، فيما بعد، أي نصائح، أضف إلى ذلك عدم قدرته على ايصال المنهاج التعليمي لهم بالشكل المطلوب".

وشدد على ضرورة أن يدرك المعلمون أنهم القدوة المؤثرة في قناعات الطلبة وسلوكياتهم بشكل كبير ويومي.