فلسطين أون لاين

أسرة "المحرر أبو شمة" .. عناق "الحرية" لا يزال مؤجلًا

...
صورة أرشيفية
سلفيت/ غزة - فاطمة حمدان

الارتماء في حضن والده هو ما كان، ولا يزال، يتمناه الشاب عادل أبو شمة (25 عامًا)، الذي حرمته قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي من ذلك منذ أن كان طفلًا في عامه الأول. لكن الأمر بدا مستحيلًا مع الحكم الجائر الذي أصدره الاحتلال بحق والده، الأسير المحرر رمزي أبو شمة، بالسجن لمدة تسعة وتسعين عامًا! 

إلا أن ما لم يخطر ببال عادل أن تدور الأيام، ويُكتب لوالده التحرر ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي، لكن دون أن يتمكن من احتضانه أيضًا، إذ أُبعد والده بموجب الصفقة إلى قطاع غزة، بينما بقي هو ووالدته وشقيقته (التي كانت تبلغ من العمر تسعة أشهر فقط عند اعتقال والدها) يتابعون أخبار الصفقة عبر وسائل الإعلام. 

كان خبر الإفراج عن الأسير رمزي وإبعاده إلى غزة صادمًا للأسرة، لكن ذلك لم يمنع مشاعر الفرح من التسلل إلى قلوبهم بانتهاء عذابات السجن التي أكلت من عمره قرابة ربع قرن بين جدران معتمة ومعاملة لا إنسانية. 

وقد سبّب ما عاناه الأسرى في سجون الاحتلال من تعذيب وانتهاكات لأبسط حقوقهم الإنسانية، بعد السابع من أكتوبر، قلقًا كبيرًا لأسرة أبو شمة، التي انقطعت عنها أخباره كغيرها من أسر المعتقلين الفلسطينيين، ومُنعت من زيارته. لكن الحلم تحقق، ونضجت صفقة تبادل الأسرى، وكان الأسير رمزي من بين المفرج عنهم في المرحلة الأولى منها. 

ويشير عادل إلى أن الأسرة ظلت تعدّ الأيام وصولًا إلى لحظة الإفراج عن والده، حتى تحقق ذلك يوم الخميس الفائت، قائلًا: "كنا نتمنى أن نحظى بعناق طويل، حُرمنا منه لربع قرن، لكن الأقدار شاءت أن يخرج أبي من السجن إلى الإبعاد، ولا ندري متى سيلتئم شملنا مجددًا". 

ورغم إدراك عادل أن الذهاب إلى غزة في هذه الظروف الصعبة مستحيل، إلا أنه سعيد بكون والده في الأرض التي بذل أهلها الغالي والنفيس لكسر قيده وقيود غيره من الأسرى، لا سيما أصحاب المحكوميات العالية، في صفقة تبادل مشرفة. 

يقول: "صحيح أننا لم نتمكن من التحدث مع والدي بأريحية حتى اللحظة، كونه لا يزال يخضع للفحوصات الطبية في غزة ولا يمتلك هاتفًا بعد، لكن في المحادثات الهاتفية القصيرة التي أجريناها معه، عبّر لنا عن سعادته الغامرة بالإفراج عنه ووجوده في غزة، التي كان لصمود أهلها الدور الكبير في إبصاره نور الحرية بعد سنوات طوال من العذاب". 

الأسير المحرر رمزي أبو شمة، من قرية مردا في محافظة سلفيت بالضفة الغربية، اعتقله الاحتلال عام 2001، وحكم عليه بالسجن المؤبد (99 عامًا)، وكان يقبع في سجن "ريمون" قبيل الإفراج عنه.

المصدر / فلسطين اون لاين