فلسطين أون لاين

تقرير: استدعاء ربع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس للتجنيد يهدد مستقبل الجامعات "الإسرائيلية"

...
جامعات-اسرائيلية.png
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين

أفاد تقرير نشرته منصة University World News بأن قطاع التعليم العالي في (إسرائيل) يواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 وما تلاها من حروب في غزة ولبنان. ووفقاً للتقرير، أدت هذه الحروب إلى استدعاء نحو ربع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس للخدمة العسكرية، مما يزيد من الضغط على الجامعات التي تعاني بالفعل من تقلص في ميزانياتها مع توجيه المزيد من الموارد لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وصرح دانيال شاموفيتز، رئيس جامعة بن غوريون، قائلاً: "حوالي 70,000 طالب من مجموع 300,000 طالب في التعليم العالي تم استدعاؤهم للخدمة الاحتياطية، وهو ما يمثل تأثيرات لم نشهد لها مثيلاً من قبل".
وأضاف أن هذه الأحداث أدت إلى تصاعد معاداة (إسرائيل) واحتجاجات ضدها في مختلف أنحاء العالم، مما ساهم في دعوات متزايدة للمقاطعة الأكاديمية من جامعات عالمية.

تأجيل العام الدراسي واعتماد التعليم عن بُعد

في أعقاب هحمات السابع منأكتوبر، اضطرت الجامعات الإسرائيلية إلى تأجيل بداية العام الدراسي إلى شهر يناير 2024، مع الاعتماد المتزايد على التعليم عن بُعد نتيجة لاستدعاء العديد من الأساتذة والطلاب للخدمة العسكرية. كما أن الحرب المستمرة مع حزب الله أدى إلى نزوح ما يقرب من 62,000 إسرائيلي، مما أجبر كلية تل حاي الواقعة في كريات شمونة على الانتقال إلى مواقع بديلة لمواصلة تعليم طلابها.

وأكد شاموفيتز أن بعض الجامعات في شمال (إسرائيل) مثل جامعة حيفا ومعهد التخنيون، قد اضطرت لنقل امتحانات الطب إلى مواقع أخرى بسبب القصف المستمر، إلا أن معظم الجامعات واصلت العمل رغم الصعوبات.
وقالت الدكتورة ميخال موسكات باركان، مديرة قسم التعليم والتطوير المهني في كلية الاتحاد اليهودي في القدس: "الوضع في القدس ليس آمناً تماماً، ولكننا لم نحتاج إلى الانتقال للتعليم عن بُعد كما هو الحال في الجامعات الواقعة بالقرب من الحدود".

تراجع في أعداد الطلاب الدوليين

من أبرز التحديات التي تواجه الجامعات الإسرائيلية اليوم هو الانخفاض الكبير في عدد الطلاب الدوليين الذين يدرسون في (إسرائيل). فقد شهدت العديد من الجامعات تراجعاً ملحوظاً في أعداد الطلاب الأجانب بعد هجمات 7 أكتوبر، خاصة في البرامج التي لا تركز على التخصصات العلمية المتقدمة مثل العلوم الأساسية. ووفقاً لشاموفيتز، "شهدت جامعة بن غوريون انخفاضاً طفيفاً في أعداد الطلاب الدوليين نظراً لتركيزها على الاستدامة والتغير المناخي والزراعة الصحراوية، بينما تراجعت أعداد الطلاب في الجامعات الأخرى بشكل أكبر".

المقاطعة الأكاديمية وتأثيرها على التعاون الدولي

إلى جانب التحديات المحلية، تواجه الجامعات الإسرائيلية ضغوطاً دولية متزايدة نتيجة لدعوات المقاطعة الأكاديمية. فقد شهدت الأشهر الماضية تظاهرات واسعة في الجامعات حول العالم، خاصة في أمريكا الشمالية، مطالبة بقطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية تضامناً مع القضية الفلسطينية.
وأوضحت الدكتورة موسكات باركان أن "الأجواء المعادية ل(إسرائيل) تتزايد داخل الأوساط الأكاديمية، حيث لا يُرحب بالباحثين الإسرائيليين في الجامعات الأخرى، والتعاون الأكاديمي الدولي أصبح أكثر تعقيداً."

الأزمة لم تتوقف عند حدود التعليم فقط، بل تمتد إلى البحث العلمي والتمويل. في يوليو 2024، وقع أكثر من 2,000 أكاديمي أوروبي و45 منظمة على عريضة تطالب المفوضية الأوروبية بإنهاء الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي و(إسرائيل) بشأن برنامج Horizon Europe، الذي وفر ل(إسرائيل) منذ عام 2007 نحو 2.6 مليار يورو في شكل تمويل للأبحاث. وأبدى شاموفيتز تخوفه من "المقاطعة السلبية" التي قد تؤدي إلى تأثيرات غير مباشرة على طلبات التمويل البحثي، لكنه أشار إلى أن ذلك لم يحدث بعد.

ومع تراجع التمويل الدولي، يزداد الاعتماد على التبرعات الخاصة لتعويض الخسائر. وقد أشار شاموفيتز إلى "زيادة كبيرة في التبرعات من جهات مانحة غير راضية عن السياسات الجامعية في أمريكا الشمالية، مما ساهم في تقديم الدعم للجامعات الإسرائيلية".

*مخاوف من خفض ميزانية التعليم*

في خضم هذه الأزمات، تواجه الجامعات الإسرائيلية مخاوف متزايدة من تأثير الحروب على ميزانية التعليم. وتستمر المناقشات في الكنيست حول الميزانية، وسط انقسامات داخل الائتلاف الحاكم. وتعبر الجامعات عن قلقها من أن التركيز المتزايد على تعزيز ميزانية الجيش قد يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في ميزانية التعليم.
وقال شاموفيتز: "نخشى أن تشهد الجامعات تخفيضات كبيرة في التمويل، مما قد يجبرنا على تقليص الموظفين أو الحد من الأبحاث. أخشى أن يؤدي ذلك إلى ضياع عقد كامل من التعليم العالي".