فلسطين أون لاين

قتل قائده في طوفان الأقصى..

ما هو "لواء ناحال" أكثر الألوية خسارة للجنود في (إسرائيل)؟

...
صورة تعبيرية
غزة/ فلسطين أون لاين:

كشف قائد إدارة القتال في لواء ناحال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، حصيلة قتلاه من الجنود والضباط، خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة لأكثر من 9 أشهر على التوالي.

وأفاد القائد العسكري، أن اللواء خسر أكثر من 50 مقاتلا، من مختلف الرتب العسكرية، في ضربات المقاومة الفلسطينية وكمائنها خاصة في نقطة "نتساريم" وسط القطاع، مضيفًا في تصريحات صحفية: إن "علينا الاستماع للأمهات والعناية بجنود الاحتياط والمحتجزين" .

في حين أفادت وسائل إعلام عبرية اليوم بمقتل ضابط وجندي من لواء ناحال جراء انهيار مبنى في محور نتساريم وسط قطاع غزة.

وكان جيش الاحتلال أعلن في وقت سابق مقتل أحد جنوده وإصابة آخر بجروح خطيرة في معارك بجنوب القطاع، قائلا -في بيان- "قُتل الرقيب اوري حداد (21 عاما) من الكتيبة 931 لواء المظليين في معركة بجنوب قطاع غزة"، مشيرا إلى إصابة جندي من لواء ناحال بجروح خطيرة في الحادثة نفسها، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.

وبمقتل هذا الجندي، ارتفع عدد الجنود القتلى منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 671 بينهم 317 في المعارك البرية منذ 27 من ذلك الشهر.

كما أصيب 3 آلاف و977 جنديا، بينهم ألفان و18 في المعارك البرية، وفق معطيات الجيش الإسرائيلي الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر لقتلاه وجرحاه.

 ولواء ناحال فرقة عسكرية إسرائيلية أصبحت مشاهدة جنودها القتلى معتادة خلال الحرب على غزة وتعد "رأس الحربة" في الاجتياحات البرية بالقطاع، يعتبر لواء "ناحال" أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، العديد من جنوده من بينهم أبرز قادة هذه الألوية؛ إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل قائد لواء "ناحال" يوناتان شتاينبرغ خلال اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية على حدود القطاع.

كما قال متحدث الجيش، دانييل هجاري، عبر حسابه على منصة "إكس": "سمح للنشر بأن قائد لواء ناحال المقدم يوناتان شتاينبرغ، قُتل خلال مواجهة بالقرب من معبر كرم أبو سالم".

يعمل اللواء بشكل دوري على حدود المناطق المحتلة من قبل إسرائيل مثل (لبنان، سوريا وغزة)، فضلاً عن المناطق في الضفة الغربية. تتمثل مهامها في الدوريات العادية وعمليات المراقبة، بالإضافة إلى الدعم التكتيكي لعمليات التوغل الإسرائيلي في تلك المناطق.

شاركت الكتيبة في العديد من الحروب والعمليات العسكرية منذ تأسيسها، من بينها كل من حرب لبنان والانتفاضتين الأولى والثانية والحرب الأخيرة بعد طوفان الأقصى.

وعن أبرز خسائره، في 10 يونيو/حزيران 1982، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية عربة لواء ناحال بالخطأ ظناً منها أنها وحدة سورية؛ إذ هاجمت طائرة الفانتوم F-4 التابعة للاحتلال الإسرائيلي الكتيبة رقم 931، التي كانت تتقدم في مركبات مفتوحة في جنوب شرق لبنان.

تعرضت الوحدة لمقتل 24 جندياً وجرح 108 آخرين، بالإضافة إلى 30 جندياً آخرين فاصلين. كانت هذه الحادثة الأسوأ في تاريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي 4 سبتمبر/أيلول سنة 1982، هاجمت فرقة فلسطينية مكونة من أربعة أفراد منصباً للمراقبة كان يديره ثمانية جنود من كتيبة ناحال. سلم جميع جنود الاحتلال الإسرائيلي أنفسهم دون إطلاق رصاصة واحدة.

اضطر على إثرها الاحتلال الإسرائيلي للجوء إلى صفقتي تبادل منفصلتين من أجل الإفراج عما يقرب من 6 آلاف أسير فلسطيني مقابل الجنود المحتجزين من كتيبة ناحال.

اعتبر العديد من الإسرائيليين هذه الصفقات بأنها مبالغ فيها للغاية بسبب العدد الكبير الذي تم الإفراج عنه، فيما اعتبروا سلوك الكتيبة قليلة البطولة وأطلقوا عليه خلالها وحدة "ثمانية جبناء".

الانتفاضتان الأولى والثانية وخسارات اللواء

في نوفمبر/تشرين الثاني 1987، تمكّن اثنان من مقاتلي جبهة التحرير الشعبية الفلسطينية من الوصول إلى الحدود اللبنانية والأراضي المحتلة. تم القبض على أحدهما واستُشهد على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

فيما نجح الثاني الذي يدعى ميلود نجاح، من أصل تونسي، في تفادي القبض وهاجم قاعدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي خارج كريات شمونة في شمال الأراضي المحتلة التي كان يتمركز فيها جنود لواء ناحال.

خلال تبادل لإطلاق النار استمر قرابة دقيقتين، نجح "ميلود نجاح" في قتل ستة جنود من كتيبة ناحال وجرح 10 آخرين، تم الاحتفال على نطاق واسع بالنصر الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وساهم ذلك في اندلاع الانتفاضة الأولى.

عرفت هذه الانتفاضة أيضاً باسم انتفاضة الحجارة؛ إذ جُلب هذا اللقب من استخدام الحجارة كأداة هجوم ودفاع من قِبَل المقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي. وكان الأطفال المشاركون في رمي الحجارة يُعرفون باسم "أطفال الحجارة".

قادت القيادة الوطنية الموحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية هذه الانتفاضة التي بدأت في 8 ديسمبر/كانون الأول سنة 1987 في جباليا بقطاع غزة وامتدت إلى جميع أنحاء فلسطين.

تشير التقديرات إلى أن لواء ناحال خسر قرابة 100 جندي خلال الانتفاضة بالإضافة إلى مئات الجرحى، كما يعتبر هذا اللواء من بين أكثر الألوية خسارة خلال الحروب.

خلال الانتفاضة الثانية، شارك اللواء في التوغلات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي قتل خلالها عشرات الجنود وأسر آخرون.

خلال القرن 21 و"طوفان الأقصى"

شارك لواء ناحال في كل من حرب نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بالإضافة إلى الحرب الأخيرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

سنة 2012، قُتل ثلاثة جنود من لواء ناحال في كمين في مدينة الخليل الفلسطينية. وقُتل في الحادث 9 جنود إسرائيليين آخرين من اللواء بالإضافة إلى جنود آخرين، بمن في ذلك العميد وينبرغ، قائد كتيبة الخليل.

اعتبرت المعركة فوزاً للجهاد الإسلامي الفلسطيني، والتي استُشهد فيها ثلاثة مقاتلين فقط خلال هذه الاشتباكات.

خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة شارك لواء ناحال في التوغلات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في القطاع، هذا التوغل أدى إلى مقتل العشرات من الجنود في اللواء من قبل المقاومة الفلسطينية من بينهم قائد اللواء"يوناتان شتاينبرغ".

بالإضافة إلى كل من الرائد إيدو يسرائيل شاني نائب قائد بوحدة الاستطلاع في لواء ناحال والمقدم يوناتان بنيامين تسور قائد كتيبة الاستطلاع في لواء ناحال.

وأوضح القائد العسكري الإسرائيلي، خلال مقابلة أجرتها معه جيروزاليم بوست في رفح حيث يدير الاجتياح الإسرائيلي للمدينة، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تزرع كاميرات كثيرة في رفح لإدارة المعركة من فوق الأرض وتحتها.

وأضاف العقيد يائير تسوكرمان، عن مجريات المعارك الدائرة بين قوات الاحتلال وكتائب القسام في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إن "عدد الأنفاق في مدينة رفح كبير جدًا".

وأشار إلى أن كتائب القسام تزرع كاميرات كثيرة في رفح لإدارة المعركة من فوق الأرض وتحتها.

ولفت العقيد تسوكرمان إلى أن تفخيخ المنازل والغرف في رفح قبل دخول قوات الاحتلال هو واحد من التهديدات التي تواجه الجنود المتوغلين في المدينة.

وفي تقرير سابق، كشفت القناة الـ12 العبرية، أن جيش الاحتلال يواجه صعوبة في القضاء على كتائب الشهيد عز الدين القسام في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وإنه قد ينهي العملية العسكرية دون تحقيق ذلك.

ونقلت القناة قول مصادر "إسرائيلية"، إنه لا تزال هناك قوات للمقاومة تخوض الحرب في قطاع غزة وقادرة على إلحاق الأذى بجنود الجيش "الإسرائيلي".

وقال موقع "يسرائيل هيوم"، إن "البيانات المقدمة إلى أعضاء الكنيست تشير إلى أن حماس في غزة لم تنهار بل أنها تمكنت من الحفاظ على قوتها".