فلسطين أون لاين

ضمن مشروع أطلقه مركز الإعلام بجامعة بيرزيت

صحفيون يوثّقون جرائم الاحتلال بحق زملائهم خلال "حرب الإبادة الجماعية"

...
دير البلح- عبد الله يونس

وثّق ثلاثة صحفيين من قطاع غزة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق زملائهم الصحفيين خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وكتب الصحفيون الثلاثة وهم رشا أبو جلال، ويحيى اليعقوبي، وأحمد أبو قمر، قصصا عن الصحفيين الذين استشهدوا خلال الحرب، ووثقوا سيرة حياتهم الشخصية والمهنية.

ويأتي هذا العمل ضمن مشروع "الإبادة الصحفية" الذي أطلقه مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت في رام الله، وبتمويل من منظمة اليونسكو الأممية، بهدف توثيق عمليات قتل الصحفيين الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

كما يهدف هذا المشروع لدفع المجتمع الدولي لإجراء تحقيقات ميدانية وتقديم قادة الاحتلال الإسرائيلي للمحاكمة الدولية لمحاسبتهم على هذه الجرائم.

وقالت الصحفية رشا أبو جلال، أحد أعضاء المشروع: "لقد نضجت ثمرة هذا المشروع في ظروف وبيئة قاسية، تحيط بدها معاناة الحرب من كل جانب".

وأوضحت أنها وخلال كتابتها قصص قتل الصحفيين نزحت ستة مرات من مكان إلى آخر.

وأضافت: "في معظم الوقت كنت أجلس داخل خيمتي وأكتب، فيرهقني حر الخيمة ويدفعني للخروج منها بحثا عن ظل شجرة لأكمل قصتي".

وتابعت: "كنت أجرى الاتصالات مع عائلات الشهداء الصحفيين وانتزع منهم شهادات ومعلومات، قبل أن يمسحوا دماء أحبابهم من على أيديهم، فلم يكن الوقت في صالحنا على الإطلاق، فقبل أن أنتهي من كتابة قصة شهيد صحفي، كان يصلني خبر استشهاد زميل صحفي آخر".

وأوضحت أن توثيق قصص الشهداء في ظروف قاهرة للغاية، "ولكنها بقدر قهرها كانت مهمة وضرورية، ضرورية لأننا كشعب نرفض أن نكون أرقاما، بل نحن قصص، وتجارب حياة، فهذه الجثامين التي تحمل دروع الصحافة المخضبة بالدماء، كل منها يمثل قصة وحكاية".

وقال صالح مشارقة أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت والقائم على مشروع "الإبادة الصحفية" في غزة لموقع "فلسطين أون لاين": "في البداية كانت الفكرة أن يتم كتابة تحقيق صحفي عن شهيدين من قطاع غزة استشهدوا في مسيرات العودة أحدهم الشهيد ياسر مرتجى والشهيد الثاني أحمد أبو حسين".

ولفت مشارقة أنه وبعد اندلاع حرب أكتوبر 2023 "قمنا بتغيير كامل للمشروع نحو توثيق لقصص الصحفيين الشهداء من حيث مستوياتهم التعليمية ومكان عملهم وحالتهم الأسرية، بالإضافة إلى شهادات من زملائهم بالميدان ومن عائلاتهم فضلًا عن بيانات من مراكز حقوقية".

وبين أن قصص الشهداء الصحفيين كتبت وسط تحديات عصيبة وفي ظروف صعبة للغاية في ظل الغارات التي على قطاع غزة.

وأضاف مشارقة: "الصحفيون الثلاثة الذين أعدوا القصص -أبو جلال واليعقوبي وأبو قمر- كانوا يعملون وسط معاناة النزوح المتكرر، وانقطاع شبكة الإنترنت والاتصالات".

وشدد أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت، على أن المعلومات الموجودة في التوثيق "يمكن أن تخدم أي لجنة تريد التحقيق في هذا الموضوع كي تحاكم دولة الاحتلال على هذه الجرائم.

ودعا لمنع إفلات أي من المسؤولين الإسرائيليين الذين قتلوا الصحفيين الفلسطينيين من العقاب.

وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى صياغة هذا التقرير 158 صحفيا، في محاولة لمنع الصحفيين الفلسطينيين من توثيق جرائمها، ولمنع الرواية الفلسطينية من الوصول إلى العالم.