فلسطين أون لاين

"طيور الحب" أيضاً تقاسمنا الألم والموت وسط الحرب ! (صور)

...
"طيور الحب" أيضاً تقاسمنا الألم والموت وسط الحرب !
دير البلح/ عبد الله التركماني:

"الموت جوعاً".. بهذه الطريقة قرر ذكر طيور الحب الذي يملكه الشاب محمد الشيخ علي، إنهاء حياته حزناً على أنثاه التي قُتلت جراء إصابتها بشظية زجاجية في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً قريباً.

وقال الشيخ علي من سكان حي الدرج وسط مدينة غزة لموقع "فلسطين أون لاين": "لقد استنكف ذكر طير الحب عن الطعام، وبقي صائما عنه، ولم يعد يغرد، واستمر على ذلك الوضع أيام قليلة حتى أصبحت عليه ميتاً".

c75e8fe5-99a5-4bfb-ae2a-ff699ba99192.jpeg
 

وأضاف: "لقد فضل ذكر طير الحب الموت بنفسه، عن انتظاره على يد جيش الاحتلال كما فعل بأنثاه".

وبحسب الشيخ علي، فمن الأمور المعروفة عن طيور الحب أو الدرة أو الطائر الطيب، أنها عاطفية وأحادية الزوج أي أنها ترتبط بزوج واحد طوال فترة حياتها، كما يقوم الذكر غالباً بإطعام الأنثى بقطع الطعام الصغيرة.

وأوضح الشاب أنه يتخذ من تربية طيور الزينة تجارة له، فهو يمتلك متجرا لبيع هذه الطيور في غزة وقد تم تدميره بشكل كامل بعد مغادرته مدينة غزة.

عقب حادث القصف وفقدان طيور الحب خاصته، نزح الشيخ علي من منزله بغزة إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

355d0324-17af-4257-a98e-435476c60075.jpeg
 

ولفت إلى أنه اصطحب معه نحو 30 زوجاً من طيور الزينة التي يربيها، وأضاف: "ولكن عدد كبير منها لم ينج من الحرب".

وبين الشيخ علي أن جزء من هذه الطيور ماتت بالسكتة القلبية بسبب الخوف من أصوات الغارات الإسرائيلية.

وتابع: "فيما جزء آخر قضت جوعا أو بسبب تناول طعام غير مناسب".

وسابقاً، كانت تدخل الحبوب الخاصة بطيور الزينة عبر معبر "كرم أبو سالم" التجاري جنوب غزة، وحاليا لا تسمح سلطات الاحتلال بإدخال هذه الحبوب.

وأوضح الشيخ علي أن هناك أنواع من طيور الزينة تعتمد على المكسرات كغذاء رئيسي، مشيرا إلى أن هذا النوع من الطعام أصبح باهظ الثمن خلال الحرب، ولا يملك القدرة الشرائية على توفيرها لطيوره.

أزمة نقص الغذاء لم تكن حكرا على البشر فقط في قطاع غزة، بل امتدت لتصل الطيور والحيوانات أيضا.

وخلال اشتداد الأزمة في شمال قطاع غزة في الأشهر الأولى من الحرب، لجأ الناس هناك لطحن حبوب الطيور والحيوانات وتحويلها إلى خبز بسبب عدم توفر الدقيق.

c9e36586-b9ed-494f-a021-3a4b03a4c230.jpeg
 

وانخفضت أسعار بيع طيور الزينة بشكل كبير في قطاع غزة بسبب عدم قدرة أصحابها على الحفاظ على حياتها لفترة طويلة بسبب الغارات الإسرائيلية أو الجوع وأحيانا البرد.

واشترى خالد بريكات (19 عاما)، طائر الكنار بثلاثين شيقلا فقط رغم أن ثمنه قبل الحرب كان يبلغ نحو 150 شيقلا.

وقال بريكات الذي نزح من مدينة جباليا إلى عدة مدن وصولا إلى دير البلح لموقع "فلسطين أون لاين": "قررت شراء طائر الكنار بعد أن نفق الذي كنت أملكه سابقا بسبب قلة الغذاء والنزوح المتكرر".

وأشار إلى أن طير الكنار الجديد خاصته، توقف عن الغناء وأصيب بالخرس بعد أسبوعين من شراءه، بسبب شعوره بالخوف من أصوات الغارات الإسرائيلية.

وبين أنه استطاع توفير نحو 2 كيلو جرامات من غذاء الكنار وهو نوع من الحبوب يسمى "الدخن"، بثمن يبلغ ثلاث أضعاف ثمنه الأصلي قبل الحرب.

وخسر يامن الخالدي نحو 4 آلاف دولار بسبب قذيفة مدفعية أصابت غرفة طيور الزينة التي كان يملكها أعلى سطح منزله في مدينة غزة.

وقال الخالدي لموقع "فلسطين أون لاين": "كانت هذه الغرفة تعيل أسرتي منذ 6 سنوات وتشكل مصدر رزقي الوحيد وتحقق لي دخل شهري يقدر بنحو ٤٠٠ دولار".

وأشار إلى أنه كان يربي أنواع عديدة في هذه الغرفة مثل الكنار، الدويري الهندي، الكوكتيل، وطيور الحب.

وأضاف الخالدي: "لقد أجهزت الحرب على كل شكل من أشكال الحياة في غزة، لقد استهدفت الطيور والحيوانات الأليفة كما البشر تماما".

355d0324-17af-4257-a98e-435476c60075.jpeg