فلسطين أون لاين

كيف علّق المحلل الدويري على قرار انسحاب الاحتلال من معبر رفح؟

...
كيف علّق المحلل الدويري على قرار انسحاب الاحتلال من معبر رفح؟
غزة/ فلسطين أون لاين

نقلت هيئة البث العبرية عن مصادر أمنية، أن إسرائيل مستعدة لسحب قواتها من معبر رفح "لاعتبارات سياسية وعسكرية"، في أعقاب احتلال قواتها المعبر قبل 3 أسابيع ضمن توغلها البري في مناطق  رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضحت المصادر الأمنية -وفقا لهيئة البث- أنه "إذا قررت مصر فتح معبر رفح فلن تعترض إسرائيل"، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، في حين نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين كبار أنه "لم تعد هناك فجوات" بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن عملية رفح.

من جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن القرار بإمكانية انسحاب الجيش الإسرائيلي من معبر رفح قد يكون اتخذ بعد استيعاب القادة الإسرائيليين خطورة قرار محكمة العدل الدولية، كما أنها أصبحت دولة ينفر منها الجميع كأنها مصابة "بداء الجرب".

وبحسب الدويري فإن نتنياهو بدأ يستخدم سياسة "الهروب إلى الأمام" واستغلال الفرص وكسب الوقت، وقال إنه سيدخل المفاوضات في دائرة جديدة مفرغة، فيما يواصل محاولاته بالمناورة والضحك على الآخرين والاستمرار في القتل لمدة أسبوع مقبل على الأقل.

وحول سير خطوات قرار محكمة العدل أشار إلى أن الجميع يترقب إحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي، ويترقب ردة فعل أميركا إن كانت ستستخدم حق النقض "الفيتو" لتعطيل تطبيق قرار محكمة العدل رغم أنها وافقت على النقاط التي جاءت فيه.

وفيما يتعلق بتأثير ما يجري في الميدان على سير المفاوضات المقبلة قال الدويري إن "الميدان هو سيد الموقف"، موضحًا أن ما يجري في رفح وجباليا التي ما زالت تقاتل بصلابة -على حد وصفه- وما جرى في محكمة العدل في لاهاي جميعها أمور صبت في صالح المقاومة.

ونوه إلى أن المقاومة استطاعت بما تملك من قذائف مصنعة محليًا أن تدمر ما بين 1400 إلى 1500 آلية مدرعة مقاتلة لجيش الاحتلال، وأوضح أن هذا العدد يزيد على عدد الآليات المقاتلة في 5 فرق مدرعة التي تحتوي كل واحدة منها 315 مدرعة في العادة.

وفي الإطار، زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأحد، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قلص قواته المتوغلة شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وسحب قوات لواء "غفعاتي" العاملة هناك.

وادعت الصحيفة أنه "بعد أن قضت محكمة العدل الدولية في لاهاي بوجوب قيام إسرائيل بفتح معبر رفح، قلص الجيش قواته في شرق المدينة".

وأضافت: "غادر لواء (المشاة) غفعاتي من شرقي رفح إلى إسرائيل الليلة، بعد أن تواجد فيها منذ الليلة الأولى للعملية قبل نحو ثلاثة أسابيع".

وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أرجع تقليص قواته في رفح إلى الرغبة في "إنعاشها".

ولا تزال تعمل في رفح 4 ألوية قتالية هي "ناحال"، واللواء 401، و12، ولواء الكوماندوز، تحت قيادة الفرقة 162، بحسب المصدر ذاته.

وتابعت الصحيفة: "تأتي مغادرة غفعاتي المدينة الجنوبية في قطاع غزة وسط تقارير تفيد بأن الاحتلال سيسمح بإعادة فتح معبر رفح من قبل الجيش المصري من الجانب الجنوبي للمعبر، لصالح إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية، وبناء على ذلك سيتم إخراج قوات الجيش من المنطقة".

وبينما لم يصدر تعقيب رسمي من جيش الاحتلال بهذا الخصوص حتى الساعة 10:20 (ت.غ)، أفاد مصادر صحفية بأن قوات الاحتلال مازالت تتمركز في مواقعها شرقي ووسط مدينة رفح، وتواصل قصفها المدفعي والجوي لمناطق متفرقة من المدينة، ما أسفر عن وقوع 11 شهيدا وعدد من الجرحى خلال الساعات الماضية.

وبموافقة 13 من أعضائها مقابل رفض عضوين، أصدرت محكمة العدل الدولية، الجمعة، تدابير مؤقتة جديدة تطالب الاحتلال بأن "يوقف فورا هجومه على رفح"، وأن "يحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة"، وأن "يقدم تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذها" بهذا الصدد.

ومنذ 6 مايو/ أيار الجاري، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا على رفح، واستولى في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر، ما أدى إلى إغلاقه أمام عبور الجرحى ومساعدات إنسانية شحيحة بالأساس.

كما تسبب الهجوم في تهجير قرابة مليون فلسطيني من رفح، بعد أن كانت المدينة تضم 1.5 مليون، بينهم 1.4 مليون نازح من أنحاء أخرى في القطاع.

المصدر / الجزيرة