فلسطين أون لاين

تقرير "غارة" و"قنبلة" و"حزام ناري".. مصطلحات عسكرية ألصقتها حرب الإبادة في أذهان أطفال غزة

...
غزة/ أدهم الشريف

يحكي الشقيقان يزيد وسمية الخطيب حديثًا مطولاً عن أصوات الطائرات الحربية وما يرافقها من انفجارات ناجمة عن الضربات الجوية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. 

ويتابع يزيد (11 عامًا) وسمية (13 عامًا) باهتمام شديد نشرات الأخبار للتعرف على أنواع الذخائر الفتاكة التي تلقيها الطائرات الحربية وتستهدف بها أحياء سكنية ومنازل مأهولة بالمدنيين. 

وقد ألصقت حرب الإبادة الإسرائيلية في أذهان الشقيقان وغيرهم من أطفال غزة مصطلحات جديدة من بينها "القنابل" والغارة" و"الحزام الناري". 

ورغم أنهما لم يعهدا هذه المصطلحات العسكرية، إلا أنهما حفظاها عن ظهر قلب، وأصبحا يردداها في حديثهما مع أطفال آخرين. 

وللشهر الثامن على التوالي يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة على غزة، وارتكب خلالها جرائم ضد الإنسانية أثارت ردود فعل مناوئة بشدة على المستوى الدولي. 

وقال يزيد: إن الحزام الناري يعني أصوات انفجارات متكررة وشديدة. 

واستخدم جيش الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة يوم 7 أكتوبر/ تشرين 2023، أسلوبًا عسكريًا جديدًا صنفه خبراء عسكريون بـ"الحزام الناري". 

وهذا النوع من القصف الجوي يشارك فيه سرب كامل من المقاتلات الحربية، إذ إنها تلقي عشرات القنابل الفتاكة مستهدفة مناطق مدنية ما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء وتدمير أحياء سكنية واسعة في مناطق متفرقة من قطاع غزة. 

وأضاف يزيد لموقع "فلسطين أون لاين": عندما كانت الطائرات تشن غاراتها بكثافة كنت أختبئ خلف والديَّ للاحتماء بهما. 

وذكرت شقيقته سمية أن المنطقة التي تسكن فيها عائلتها غرب مدينة غزة، تعرضت لسلسة أحزمة نارية تسببت بدمار هائل في المنطقة. 

وأضافت لـ"فلسطين أون لاين": أخشى أن أكون وعائلتي من ضحايا القصف الإسرائيلي العنيف الذي لا يفرق بين أحد. 

وأجبرت الحرب الطفل أحمد حسونة (14 عامًا)، على النزوح إلى مراكز الإيواء في مدينة غزة، بعدما دمر حزام ناري شنته مقاتلات جيش الاحتلال منزله في مخيم جباليا شمالي القطاع. 

وقال أحمد لـ"فلسطين أون لاين": نجونا بأعجوبة من القصف الإسرائيلي بعدما دمر الحزام الناري مربعًا سكنيًا كاملاً في منطقتنا. 

وأضاف: نحن أطفال أبرياء لا ذنب لنا حتى تلقي طائرات الاحتلال قنابلها لتقتلنا وتدمر بيوتنا". 

وبحسب مصدر أمني تحدث لـ"فلسطين أون لاين"، فإن "الحزام الناري" ينجم عن إسقاط مقاتلات جيش الاحتلال قنابل موجهة على الأحياء السكنية. 

وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه القنابل تنتمي لعائلة "MK"، وهي "Mk82" ووزنها 500 كيلوجرامًا، وكذلك "MK83" ووزنها 750 كيلوجرام، وكذلك "MK84" ووزنها طن (1000 كيلوجرام). 

كما استخدم جيش الاحتلال في تشكيل الحزام الناري وتدمير الأحياء، وفق المصدر الأمني، قنابل مجنحة من نوع "GPU10"، "GPU31"، "GPU38". 

وجميع هذه القنابل الفتاكة والقادرة على إحداث دمارٍ مهولٍ، من صنع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مخصصة لاستهداف التحصينات العسكرية للجيوش. 

إلا أن جيش الاحتلال استهدف بها أحياء سكنية ما أدى إلى ارتقاء عشرات آلاف المواطنين، من بينهم أزيَّد من 10 آلاف مفقود تحت ركام المنازل المدمرة.