فلسطين أون لاين

خاص قصة الطفلة جوري.. زهرة عائلتها التي "ذبلت" باستهداف "إسرائيلي"

...
قصة الطفلة جوري.. زهرة عائلتها التي "ذبلت" باستهداف "إسرائيلي"
رفح - نبيل سنونو:

"كنت ألعب مع عصافير خالو"، هذا ما تذكره الطفلة جوري بركات (تسعة أعوام) عن آخر ما كانت تفعله قبل أن يقذفها هجوم صاروخي "إسرائيلي" نحو 30 مترًا إلى خارج منزل جدها في رفح.

الطفلة ذات الملامح البريئة التي شوهتها جريمة الاحتلال ومزقتها جسديًا ونفسيًا، فجع أبوها بنبأ استشهادها، قبل أن يطمئن إلى أنها لا تزال على قيد الحياة، لكن بجروح بالغة.

كانت جوري، والكلام هنا لوالدها حسن بركات، مع والدتها في زيارة لبيت جدها، المكون من ثلاثة طوابق، وتعرض لقصف "إسرائيلي" مباغت دمر نصفه قبل نحو شهر و10 أيام.

أدى ذلك إلى إصابة جوري وأختها بجروح بالغة ووصفت إصابات بقية أبنائه وزوجته بالطفيفة، في حين استشهد ابن عمته وأصيب 15 آخرون من العائلة.

تمكث جوري الابنة الأكبر،  في المستشفى منذ ذلك الحين، وقد شخص الأطباء إصابتها بأنها قطع في "عرق النسا" الأساسي، وتهتك في أنسجة اللحم في الفخذين بمساحة كبيرة، وكسر في يدها اليمنى وساقها الأيمن وآخر في الأيسر احتاجت إلى تركيب "البلاتين" فيه، فضلا عن غرز في كل أنحاء الجسد بما في ذلك الرأس والبطن.

تلقت جوري العلاجات الأولية، ودخلت العناية المركزة وحاليًا تخضع لجلسات تنظيف للجرح الذي يتسم بأنه غائر وعميق يوما بعد يوم.

وخضعت الطفلة لعملية لوصل "عرق النسا" الأساسي وتقصير في الساق لكن العملية فشلت لوجود التهاب، وفق والدها.

وتحتاج جوري إلى إعادة العملية، لكنها تنتظر الحصول على تحويل علاجي للخارج.

وتتزايد هواجس الوالدين ومخاوفهما من ازدياد احتمال تعرض ساقها الأيسر للبتر كلما تأخر تحويلها للخارج.

وجوري التي تئن على سرير المستشفى، كانت قبل الإصابة تدرس في مدرسة عائشة الشرعية واجتازت القاعدة النورانية بشهر واحد وحصلت على كفالة وإعفاء دائم من الرسوم وحفظت جزء عم.

يلقي إليها والدها نظرات الحزن على ما آل إليه حالها، واصفا إياها بأنها زهرة العائلة ومن المميزات جدا، وتتسم بالذوق الرفيع، ومبدعة في الرسم.

"تسمع الكلام ومطيعة لا تنطق إلا الكلمة الحلوة، لكنها الآن تعيش على مسكن الأترمال لتخفيف وجعها مرة في النهار وأخرى ليلا"، يتابع أبوها حديثه.

تذرف جوري الدمع على سرير المستشفى، وتترجم قهرها بالقول: "حسبي الله ونعم الوكيل في هذا الاحتلال".

ولا تنسى الطفلة في غمرة ألمها أن تتساءل: "لماذا يعيش أطفال العالم دون قصف وجروح، وأنا هنا مصابة؟"، أما نظراتها فتكاد تنطق قائلة: "ما الذي أتى بي إلى هنا؟ لماذا لم أتمكن من استكمال اللعب مع العصافير؟ ولماذا لم أستطع تحقيق حلمي في إتمام تعليمي؟"

أسئلة ستظل تراود جوري ومثلها آلاف الأطفال الفلسطينيين، ضحايا حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.