فلسطين أون لاين

في "تفاصيل أليمة"

وفاة رضيعة غزة التي استُخرجت من رحم أمها المتوفاة

...
2024-04-21t111048z_883508276_rc2ua7aow7zd_rtrmadp_3_israel-palestinians-gaza-baby-1170x600-1.jpg
غزة / فلسطين أون لاين

لم تصمد وحيدةً الرضيعة الفلسطينية "صابرين"، رغم محاولات الأطباء لإبقائها على قيد الحياة، ، بعد إنقاذها من رحم أمها بعد وقت قصير من استشهاد الأخيرة في غارة جوية إسرائيلية في على مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

توفيت "صابرين"، أو كما سماها "عمها رام الشيخ باسم "روح"، أمس الجمعة، 26 نيسان الجاري، في أحد مستشفيات غزة، بعد تدهور حالتها الصحية وعجز الطاقم الطبي عن رعايتها، لافتاً إلى أن الطفلة دُفنت بجوار والدها.

وقال وهو يتحدث بالقرب من قبر صابرين في مقبرة برفح: “لقد تعلقنا بهذه الطفلة بطريقة جنونية”.

وأضاف: "لقد أخذ الله منا شيئاً وأعطانا شيئاً في المقابل"، وقد نجت الطفلة بعد وفاة عائلتها. "ولكن الآن أخذهم جميعًا. تم القضاء على عائلة أخي بالكامل. لقد تم حذفه من السجل المدني. ولم يبق له أي أثر."

وكان ميلاد "صابرين" هو يوم استشهاد عائلتها، ففي الساعة العاشرة مساءً من السبت 20 أبريل/نيسان الجاري استهدفت غارة جوية منزل عائلة جودة بمخيّم أسدود بالشابورة بمدينة رفح، ليستشهد كلّ من شكري جودة وزوجته صابرين السكني وابنتهما ملاك (3 سنوات) وعدد كبير من العائلة معظمهم أطفال، وفقاً لعم الطفلة "صابرين الروح" رامي جودة الشيخ.

ونقل عمال الإسعاف الجثث إلى مستشفى قريب، حيث أجرى الأطباء جراحة قيصرية طارئة لوالدتها، التي كانت في الأسبوع الثلاثين من حملها.

ووفقاً للصحيفة فإن الرضيعة بقيت في حضانة بوحدة العناية المركزة الخاصة بحديثي الولادة حتى وفاتها بعد 5 أيام.

وكانت صابرين من بين 18 طفلاً قتلوا في غارتين جويتين في رفح في نهاية الأسبوع، مع تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها قبل الهجوم المقرّر على المنطقة.

وقال الحمص إن الطفلة صابرين الروح كان وزنها 1.4 كيلوغرام عند ولادتها، وتُوفيت، الخميس، بسبب ضعف الرئتين.

وأضاف الحمص لشبكة CNN، أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلة جودة في رفح، في وقت مبكر من صباح الأحد. ووصل والد الطفلة شكري جودة، 29 عامًا، وأمها صابرين السكاني، 28 عامًا، وابنتها ملاك البالغة من العمر 3 سنوات، إلى المستشفى بعد منتصف الليل بقليل، وهم مصابون بجروح خطيرة. تم نقل صابرين (الأم)، التي كانت حاملا في الأسبوع الثلاثين، فورا إلى غرفة الطوارئ.

وأوضح الحمص أنها كانت تحتضر بينما أجرى الأطباء عملية قيصرية لإنقاذ الجنين، وبحلول الوقت الذي أخرجوها فيه من الرحم، كانت صابرين قد ماتت بالفعل.

كما تُوفي والد الطفلة وشقيقتها ملك متأثرين بجراحهما. وقال الحمص إن الأسرة نزحت من مدينة غزة في وقت سابق من الحرب، وكانوا يعيشون في رفح وقت مقتلهم.

وأضاف لشبكة CNN: "الآن بعد وفاة الرضيعة، تم محو العائلة بأكملها من قاعدة بيانات السجل المدني".

وحسب شبكة "إن. بي، سي نيوز"، فإن رئتي الطفلة التي ولدت قبل موعدها بشهرين تقريباً، لم تتشكل بشكل صحيح، ووصلت مصابة بما يسمى بـ"متلازمة الضائقة التنفسية".

ويقول الغزاويون إنّ صابرين الصغيرة سطر من القصص المأساوية التي لا تنتهي في غزة المحاصرة بالبارود والنار والتجويع، أظهرت منها وسائل الإعلام جزءاً يسيراً.

ويتكدس في رفح نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، حيث نزحوا فراراً من الهجوم الإسرائيلي الذي ألحق الدمار بجزء كبير من قطاع غزة، خلال الأشهر الستة الماضية.

ولقي أكثر من 34 ألف فلسطيني حتفهم خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، بحسب مسؤولي صحة محليين في القطاع يقولون إن حوالي ثلثي القتلى من النساء والأطفال.