لا تنتهي الثورة بعد الحصول على الحرية والاستقلال، فما يفعله شعب جنوب أفريقيا للتّضامن مع غزة، وإيقاف الحرب الصهيونية عليها، دليلٌ كبير على أنه شعبٌ زرعت في داخله معاني الحرية بشكل صحيح، لتتحول إلى مبدأ ثابت لا يُناقش ولا يُقسّم، فهذا حصاد الراحل نيلسون مانديلا، الذي قضى عمره يحارب لأجل زرعه في عقيدة شعبه وأبنائه وأحفاده.
بقيَ اسم مانديلا حاضرًا في خطابات الثورة، فحفيد الزعيم الراحل نيسلون مانديلا، نكوسي زويليفيليلي مانديلا، سافر من بلد لبلد، ليتحدث باسم القضية الفلسطينية وحريتها، ورفع علم النّضال والنداء لإنهاء حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وكانت آخر محطات الحفيد مانديلا، أمس الخميس، في العاصمة التركية إسطنبول، لحضور مؤتمر مناصر للقضية الفلسطينية، والمشاركة في تجهيز "أسطول الحرية" الدولي.
وقال مانديلا في تصريح صحافي، إنّ عزم الفلسطينيين وإرادتهم الصلبة لنيل الحرية كانت مصدر إلهام لبلاده لطرح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وأكد أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت في قلوب مواطني جمهورية جنوب إفريقيا.
وأضاف: "قال جدي الرئيس نيلسون روليهلاهلا مانديلا، الأب المؤسس لديمقراطية شعبنا، خلال زياراته إلى غزة عامي 1995 و1997: لن تكتمل حريتنا بدون حرية الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن الرئيس نيلسون مانديلا قطع هذا العهد للفلسطينيين، ولهذا السبب نواصل نحن في جنوب إفريقيا الدفاع عن القضايا التي كان يمثلها ويدافع عنها.
وأكد أن الرئيس مانديلا يعتبر النضال الفلسطيني أعظم قضية أخلاقية في هذا العصر.
ولفت مانديلا إلى أهمية مبادرة "أسطول الحرية الدولي" الذي من المقرر أن ينقل مساعدات إنسانية إلى غزة انطلاقاً من تركيا. مؤكدًا أن تلك المبادة تعتبر تحرُّك فعلي تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الذي ينص على وجوب السماح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة بحرية تامة.
وفي أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، قضت محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال "الإسرائيلي" بشأن ارتكابه إبادة جماعية في حربه على غزة، وأمرت المحكمة الاحتلال "الإسرائيلي" بمنع ارتكاب أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
ولليوم الـ 203، أي بعد أكثر من 3 شهور على قرار العدل الدولية، لا يزال الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل حربه التدميرية في قطاع غزة، مخلفًا أكثر من 34305 شهيدًا، و77293 جريحًا.