فلسطين أون لاين

ناشدت العالم الوقوف بجانبها..

تقرير الطفلة سارة أصيبت بكسر في العمود الفقري إثر استهدافها وعائلتها بصاروخ حربي

...
غزة/ هداية محمد التتر

فتاة في مقتبل العمر وفي العرف الدولي هي طفلة، لم تعد أحلامها أن تصبح شيئاً ما في المستقبل، أو أن تذهب إلى مكان ما أو غيرها من أحلام الطفولة، أصبح حلمها هو أن تمشي على رجليها وتجري كما أطفال العالم يلعبون ويمرحون.


بداية الحكاية

تقول سارة سلمان "16 عاماً" وهي ترقد على سرير العلاج في مستشفى كمال عدوان الطبي لـ"فلسطين أون لاين": "بدأت حكايتي في 4/12/2023، عندما استهدفتنا طائرات الاحتلال الصهيوني بصاروخ حربي أدى إلى استشهاد أخي الكبير وإصابتي ومعظم أفراد عائلتي بجروح مختلفة لا يمكن لها العلاج في مدينة غزة أو شمالها".

وصمتت قليلاً مستذكرةً تلك اللحظات قائلة: "كانت لحظات عصيبة، فقدتْ فيها أختي ثلاثة من أصابع يدها، وتقطعت أمعاء بطنها، وفقدتْ أختي الثانية بصرها في العين اليمنى وقطع وتر يدها، وكسر الفك السفلي لأخي، وأصابع يد أمي، وأصبت بشظية زنة 800 جرام في الفخذ، وأخرى في الظهر أدت لجرح عميق فيه وصل لكسر في الفقرة الثالثة لعمودي الفقري، والحمد لله".

وأوضحت أنه وأثناء علاجها في مستشفى كمال عدوان الطبي تم محاصرة المشفى من قبل جنود الاحتلال الصهيوني لمدة 6 أيام "تعفّنت خلالها جروحي وأصبحت في حالة الموت"، وقالت: "ما أن انتهى حصار مشفى كمال عدوان حتى تم تحويلي لمستشفى الشفاء الطبي وهناك تم علاجي وبدأت بالتعافي حيث أصبحت الجروح سطحية بعدما كانت عميقة، باستثناء الكسر في عمودي الفقري الذي يحتاج للتحويل للعلاج بالخارج".


لحظات الفراق

صمتت سارة مرة أخرى وحالها يؤكد أن الاحتلال الصهيوني لم يكتفي بما ارتكبه بحقها وعائلتها من جرائم إبادة جماعية، وقالت لـ"فلسطين أون لاين": "حاصرتْ قوات الاحتلال مستشفى الشفاء الطبي لمدة 14 يوم بقيت فيها دون طعام ولا شراب ولا حتى علاج".

وأضافت: "بعد عدة أيام أجبر جنود الاحتلال جميع من بالمشفى من النازحين والمرضى ومن يستطيع من المصابين المشي الخروج"، واصفةً ذلك الموقف بأنه من أصعب اللحظات، "فرقوني عن أهلي وطلبوا منهم التوجه للجنوب، رفضتْ أمي وحاولت الاختفاء لكنها لم تستطع ورحلت معهم إلى الجنوب"، مستدركة أنه ربما كان ذلك في صالحهم حيث أنهم الآن في مصر يستكملون علاجهم.

وواصلت سارة رواية ما حدث معها بمشفى الشفاء متساءلة: "ما ذنبي أنا كطفلة يتم إخراجي بشكل يومي إلى الدبابة أو ما يعرف بالحلابة لتقوم بتصويري وأنا في حالة صعبة جدًا، فأنا حاليًا مصابة بشلل نصفي يمكن لأي حركة أن تحوله لشلل كلي".

وقالت: "رغم ذلك كان يحملني الممرضين على الشيالة ويخرجون بي عند الدبابة ويضعونني على الأرض ومن ثم يقومون بتقريب جهاز الفحص مني مدة دقيقة ونصف ومن ثم يعيدونني إلى القسم أو ينقلونني إلى قسم آخر، فقد تم نقلي عدة مرات من مبنى الإسعاف والطوارئ إلى مبنى الأمير نايف ومنه إلى مبنى التنمية".


 6 أيام بجانبي الشهداء

وأكدت وهي تحمد الله أنها نجت من حصار جمع ما بين الخوف والرعب من تواجد جنود الاحتلال معها في ذات المكان، وما بين الجوع والعطش الذي حرم المرضى والمصابين الحياة، وقالت: "من الصعب جدًا وأنت في عمر صغير ومصاب بشلل نصفي ترى المرضى ترتقي شهداء جراء الجوع والعطش، ففي أحد المرات كان مريض مسن بجانبي بحاجة للماء وكان معي زجاجة خاصة بي، آثرته على نفسي ولعدم قدرتي على إعطاءه إياها بيدي ألقيتها باتجاهه ولكنها وقعت على وفي اليوم التالي استيقظنا وقد فارق الحياة".

وتابعت سارة: "أنا طفلة استشهدت على يميني امرأة كبيرة في السن وعلى يساري رجل طاعن في السن، تُركوا بجانبي ستة أيام دون دفن حتى تم التنسيق لهم وإخراجهم من المكان ودفنهم".

وشددت على أنه كان يسمح للطاقم الطاقم الطبي الخروج يوميا ولمدة 10 دقائق من أجل دفن 6 أو 7 شهداء يرتقون جراء حرمانهم من الطعام أو الشراب وحتى العلاج، وقالت: "كنا في بداية الحصار 130 مصاباً، وبعدما فقدنا شهداء جراء نقص الطعام والشراب بقي منا 106 مصاب ومريض، وحسبنا الله ونعم الوكيل".


أبسط الأمنيات المشي

وأشارت الطفلة سارة إلى أنه وبعد خروج الاحتلال الصهيوني من المشفى نقلها والدها بالإسعاف إلى مستشفى كمال عدوان "ومنذ ذلك اليوم وأنا أنتظر أن يسمح لي الاحتلال بالوصول إلى جنوب غزة لأجل التوجه عبر معبر رفح إلى غير دولة أخرى واستكمال العلاج".

وأكدت الطفلة سارة أن أبسط أمنياتها أن تمشي وتجلس وتقعد "مرّ شهر رمضان وعيد الفطر وأنا نائمة على ظهري لا بعرف آكل ولا بعرف أشرب وأتساءل: كيف تمشي الناس على رجليها؟ نسيت كل هذه الأشياء، أربعة شهور ونصف وانا على السرير لا أشعر بأقدامي".

وناشدت الطفلة سارة العالم أجمع بالوقوف إلى جانبها ومساعدتها في العودة إلى حياتها "فالأطباء أخبروني بضرورة الخروج بسرعة لاستكمال العلاج كي لا يأخذ الجسد الوضعية التي أنا عليها".