فلسطين أون لاين

العالم يرتكب حرب إبادة "إضافية" بمنع عودة النازحين 

خاص شخصيات دينية مسيحية لـ "فلسطين أون لاين": عودة النّازحين جزء أصيل من الكرامة الإنسانية

...
غزة - فلسطين أون لاين

دعت شخصيات دينية مسيحية، المجتمع الدولي؛ لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، بعودة النازحين الفلسطينيين المشردين قسرًا من بيوتهم في شمال غزة، إلى منازلهم ومناطق سكناهم، التي تعرضت لحرب إبادة بشعة خلال الأشهر الست الماضية.

وأكدّت شخصيات دينية، أن رجوع المواطنين لبيوتهم والعيش في مناطق سكناهم هو حق إنساني خالص، جزء من الكرامة الإنسانية.

وقال الأب لويس سلمان مرشد عام الشبيبة المسيحية في فلسطين لـ "فلسطين أون لاين"، إن "الإنسان له الحق بالعيش في وطنه وأرضه ومكان نشأته، كحق أصيل وجزء رئيسي من كرامته الإنسانية؛ التي تحتم على الإنسان العيش في المكان الذي نشأ به وكان جزءا من ذكرياته وحاضره".

وأضاف سلمان، "هذا حق إلهي، لأن الانسان حر في إرادته، وليس من حق أي جهة أن تقرر له أين يسكن وأن يقيم قسرًا، وهذا قراره الذي ينبغي أن يمتلكه بحرية وكرامة".

وتابع: "خلقنا الله أن نعيش بكرامة وحرية، والاحتلال يعمل كل ما بوسعه لينتزع منا هذه الكرامة".

وفي السياق، أكدّ سلمان أن حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، طالت كل مكونات القطاع مسلمًا ومسيحيًا، الاحتلال يشن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني بأسره".

وتابع: "المسيحي الفلسطيني ليس كيانًا منفصلًا عن المجتمع، فنحن مسلمون ومسيحيون نتعرض سويًا لذات الإبادة والجرائم التي يشنها الاحتلال بحق شعبنا، فهو يتعرض لكل فلسطيني متجذر في هذه الأرض".

وأوضح سلمان أن جريمة الإبادة دفعت مئات المسيحيين للنزوح والتشرد، إلى جانب استهداف الكنائس ومرافقها، والمدارس التابعة للكنيسة، مكملًا: ""إسرائيل" لم تترك مكانًا لتلحق به الأذى إلّا وفعلت".


مسؤولية عالمية

وفي سياق ذي صلة، أكدّ رئيس اللجنة الأسقفية في الحوار الاسلامي المسيحي بلبنان الاب انطوان ضو، أن جريمة التشريد والنزوح، هي أكبر جريمة إبادة يتعرض لها الشعب الفلسطيني في عصره الحديث، لاستكمال وهم بناء الدولة العبرية على بقية الأرض الفلسطينية.

وقال ضو في تصريح لموقع "فلسطين أون لاين"، إن هذه الحرب تهدف أساسًا لتشريد الشعب الفلسطيني واستكمال تهجيره، وإلحاق نكبة أخرى به؛ لكن هذا لم يحدث؛ لأن الفلسطيني أدرك المعادلة جيدًا؛ لا خيار سوى التشبث بالأرض لآخر قطرة دم".

وأوضح ضو أن هذه الجرائم تقع مسؤوليتها على كامل المجتمع الدولي، الذي ينبغي أن يقف أمام مسؤولياته التاريخية، متابعًا: "هذه مسؤوليات كبرى؛ لأن عددًا من دول هذا المجتمع وقفت داعمة ومؤازرة لهذه الجريمة الوقحة التي ترتكب بدعوى الحرب الدينية، وهي تستهدف في جوهرها إبادة الإنسان الفلسطيني بكل معتقداته ودياناته".

وذكر أن الاحتلال لن يتخلى عن أحلامه في الدمار والقتل والتشريد، طالما لم يجد رادعًا إنسانيًا من المجتمع الدولي، "العالم اليوم يفقد رصيده الإنساني لصالح التوحش الإسرائيلي".

ومن جهته، قال الأب عيسى مصلح المتحدث باسم بطريركية الروم الأرثوذكس لـ "فلسطين أون لاين"، إن تهجير "الشعب الفلسطيني جريمة كبرى، وإن استمرارها جريمة مضاعفة، إلى جانب وضعها كورقة مساومة هي جريمة تفوق تصور العدالة الإنسانية تجاه ما يحدث في فلسطين".

وأضاف مصلح، أن وضع عودة النازحين موضع مساومة، هي عملية ابتزاز ظالمة، مدعومة من جميع الأطراف التي تؤيد مطالب الاحتلال وتغضّ الطرف عن جرائمه.

وتابع: "لا أحد يمكنه الصمت حيال استمرار هذه الجريمة، التي ينبغي أن تواجه بقوة"، مكملًا: "من يشيح وجهه عن الجرائم المحدقة التي طالت المدنيين والبنية المدنية من إبادة وقتل وتهجير، لا يمكن التعامل معه بمنطق الإنسانية، بل ينطلق هو في التعامل من مبدأ الوحشية والإجرام بحق البشرية".

وشددّ مصلح على حق الشعب الفلسطيني في العودة لدياره التي هجر منها في غزة، وصولًا لعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين من حول العالم إلى مناطقهم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس؛ كحق اصيل لشعبنا الفلسطيني مكفول بكل القوانين والأعراف الدينية والدولية.

ونزح مليوني فلسطيني، بحسب الأونروا، عن بيوتهم قسرًا وظلمًا، نتيجة حرب الإبادة المدمرة التي استخدمتها سلطات الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني على مدار ستة أشهر متواصلة.