فلسطين أون لاين

ومؤشرات تفيد بأنه فقد دعمًا كبيرًا

استطلاع: 60% ممن انتخبوا بـايـدن يؤيدون وقف "تسليح إسرائيل"

...
بايدن نتياهو.jpg
غزة - فلسطين أون لاين

أظهرت نتائج استطلاع رأي في الولايات المتحدة، الأربعاء، أن 62% ممن انتخبوا الرئيس جو بايدن في 2020، يعتقدون أنه يجب على واشنطن وقف تسليح "إسرائيل" وعدم توريد الأسلحة إليها، في وقت قال أحد كبار مستشاري الحملة الانتخابية للرئيس بايدن، إنّ وضعهم قد تضرر من دعمه لـ "إسرائيل".

وتضمن الاستطلاع، بحسب وكالة "الأناضول"، والذي شارك فيه ألف شخص فوق (18 عاماً)، سؤالاً مفاده "يقول الخبراء إن إسرائيل لا تستطيع تنفيذ هجماتها على سكان غزة، دون تلقي الإمدادات المستمرة بالأسلحة من الولايات المتحدة، هل تعتقد أن على الولايات المتحدة وقف تسليح إسرائيل وقطع إمداها بالأسلحة لكي توقف هجماتها على غزة؟".

وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن 62% ممن انتخبوا بايدن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أجابوا بـ"نعم" على هذا السؤال، مقابل 14% بـ"لا"، و24% "محايد"، فيما أجاب بـ “نعم" عن السؤال 30% ممن انتخبوا الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات 2020، مقابل 55% بـ"لا"، و15% "محايد".

فيما يخص المشاركين بالاستطلاع ممن لم يدلوا بأصواتهم في انتخابات 2020، فقد أيد 60% وقف تسليح "إسرائيل"، في حين عارض 17% وقف الدعم، مقابل 23% عبّروا عن حيادهم.

وفي تقارير سابقة، قال أحد كبار مستشاري الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جو بايدن، إنّ وضعهم قد تضرر من دعمه لـ "إسرائيل" بشكل "أكبر مما توقعنا".

كما نقلت وكالة "رويترز"، عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن عمق الغضب داخل الحزب الديمقراطي إزاء تعامل بايدن مع حرب غزة فاجأ حملته الانتخابية، وقد يؤدي إلى تراجع التأييد له.

وفي تقرير آخر، أكد تقرير نشرته مجلة "التايم" الأميركية أن الدعم الكامل الذي يقدمه الرئيس جو بايدن لـ "إسرائيل"، على الرغم من مجازرها المستمرة في غزة، قد يصيب مساره الانتخابي بضرر كبير.

وأضاف التقرير، أن المؤشرات تفيد بأن بايدن فقد دعمًا كبيرًا بين الناخبين العرب الأميركيين، والناخبين التقدميين، وكذلك الشباب بسبب طريقة تعامله مع الحرب على غزة، وتأييده الكامل "لإسرائيل".

وأوضح، أن مراقبين يرون أن الدعم الأميركي المتواصل لحكومة الاحتلال، برغم ما ترتكبه منذ شهور في قطاع غزة المحاصر، قد يكلف بايدن الدعم في الولايات المتأرجحة التي تحسم عادة النتيجة الانتخابية.

وأكد التقرير أن بايدن فعل لصالح "إسرائيل" الشيء الكثير، وبدا ثابتا في موقفه هذا برغم تحذيرات مقربين منه، علما أن "إسرائيل" لم تقابل ذلك باستجابتها لطلبات أميركية بخصوص مسار الحرب على غزة.

كما ذكر، أنه على الرغم من نفوذ الولايات المتحدة على "إسرائيل"، فإن إدارة بايدن أثبتت حتى الآن أنها "غير قادرة أو غير راغبة" في ممارسة ذلك النفوذ، وهي حقيقة لم تمر مرور الكرام سواء في الداخل أو الخارج.

وتابعت "التايم" أن الضغوط تزايدت على واشنطن لكي تفرض شروطا على حليفتها "إسرائيل" مقابل تقديم مساعدات لها، لكن إلى الآن لا يبدو أن ذلك تحقق.

وقال إن التصريحات العلنية للمسؤولين الأميركيين حول الأزمة الإنسانية في غزة، وكذلك ارتفاع القتلى من المدنيين، لم يقابل بتغيير في إستراتيجية "إسرائيل" التي تمضي قدمًا في مخططها لاقتحام رفح، برغم تحذير البيت الأبيض من ذلك.

ويحاول بايدن التخفيف من حدة الضغوط الممارسة عليه مع اقتراب الانتخابات، وقد أصدر أمرًا تنفيذيا يهدف لمعاقبة عنف المستوطنين، وتدبيج مذكرة تطالب الحلفاء الذين يتلقون المساعدات الأميركية بتقديم خطة موثوقة وذات مصداقية تضمن التزامهم بالقانون الدولي.

ونقلت "التايم" عن جونا بلانك، مستشار السياسة الخارجية السابق لبايدن خلال فترة وجوده في مجلس الشيوخ، قوله إن أدوات ممارسة الضغط على "إسرائيل" موجودة، لكن السؤال هو هل سيتم استخدامها؟ مضيفًا أنه مع اقتراب موعد الانتخابات، يبدو أن الرمال تتحرك داخل الولايات المتحدة بشكل أسرع من مبادرات الرئيس.

في سياق متصل، كشف تقرير لوكالة أسوشيتد برس، أمس الثلاثاء، أن كبار حلفاء الرئيس جو بايدن في مجلس الشيوخ يضغطون من أجل وقف تسليح إسرائيل، إذا رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تغيير مساره المتعلق بالحرب ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

التقرير أشار إلى أن مجموعة من الديمقراطيين التقدميين بمجلس الشيوخ، وعلى رأسهم كريس كونز، أقرب المقربين من بايدن في الكونغرس، يعتقدون أن الوقت قد حان لاتخاذ موقف "أكثر صرامة" مع حكومة نتنياهو بشأن كيفية إدارتها للحرب.

حيث دعا السيناتور كريس كونز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير مسقط رأس بايدن، مؤخراً، الولايات المتحدة إلى وقف تسليح إسرائيل وقطع المساعدات العسكرية عنها إذا مضى نتنياهو قدماً في هجوم على مدينة رفح، دون خطة واضحة لحماية أكثر من مليون مدني يحتمون هناك.

أضاف كونز أن "استمرار الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل عند المستويات الحالية، يصبح غير مقبول عندما تظهر إسرائيل أنها غير مستعدة للاستماع إلينا".

في حين ناشد السيناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بايدن بنشر البحرية الأمريكية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

أما السيناتور تيم كين، حليف بايدن، فقد تحدّى الضربات الأمريكية على الحوثيين، قائلاً إنه "من غير المرجح أن توقف الضربات الأمريكية الهجمات في البحر الأحمر"، في حين دعا إسرائيل إلى "تغيير المسار".

عزلة دبلوماسية "مريرة"

من جانب آخر، يتردد الديمقراطيون في الكونغرس في أن يُنظر إليهم على أنهم يتحدون طريقة تعامل الرئيس الديمقراطي مع الصراع، مدركين أن الانتقادات يمكن أن تزيد من إضعاف بايدن في حملة إعادة انتخابه الشاقة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، وفق التقرير ذاته.

وفي تقارير سابقة، قال الكاتب بيوتر سوملار، في تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، بعدما تقوضت مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية بسبب المأساة التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في غزة، منذ بدء الحرب، ووقعت واشنطن في دعم غير مشروط للحكومة "الإسرائيلية"، جعل أمريكا تشعر أنها في عزلة دبلوماسية "مريرة".

وأضاف تقرير "لوموند"، "أنه من حق الفلسطينيين أن "يتحسروا على الاهتمام الضئيل الذي يوليه الأميركيون لمصيرهم، مقارنة بالمدنيين الأوكرانيين ضحايا الحرب الروسية، فالفرق في لهجة وإستراتيجية عمل الولايات المتحدة في الحالتين صارخ".

وقال الكاتب سوملار، إن واشنطن وأفدييفكا الأوكرانية وغزة تعتبر 3 مسارح للأزمات الدولية، والقاسم المشترك بينها أنها اختبار حقيقي لمصداقية الغرب ووحدته.

وأردف: "بسبب مواجهة صعوبات توجيه مساعدات عسكرية لأوكرانيا في الكونغرس الأميركي والخسائر الفادحة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على غزة، تسود أجواء كئيبة في الأنظمة الغربية".

وأوضح تقرير "لوموند" بأن المؤشرات تكشف بأن الديمقراطيات "الليبرالية" تمر بلحظة من الشك الوجودي والضعف، بحيث يبدو أنه لا صوت لهم فيما يتعلق بامتحان القيم، ويركزون بالمقابل على إبراز قوتهم فقط.

ووفق الكاتب، يأتي جزء من هذا الجو الكئيب من واشنطن، إذ يثير احتمال وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة مجددًا مخاوف كبيرة في نفوس حلفاء الولايات المتحدة.

وتابع الكاتب، "بأنه بغض النظر عما قد يحدث في الانتخابات الأميركية، يتعين على الأوروبيين أن يستعدوا للعيش من دون الولايات المتحدة إلى جانبهم".