فلسطين أون لاين

لدقيقةٍ واحدة

لو قابلت "رسول الله" ماذا ستقول له؟

...
غزة - هدى الدلو

ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ميلاد أمة، فهو النبي القدوة، أنزل الله تعالى معه النور المبين وجعل خصاله وأفعاله تشريعًا لكل العالمين، و في ذكرى مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، تتجلى شمائل أعظم من أنقذ البشرية ليخرجها من الظلمات إلى النور، وليكون صاحب أعظم رسالة وهي رسالة الدين الإسلامي، ليخرج فيها العباد من عبادة الأصنام إلى عبادة الله وحده، كما أنه جاء ليعلمنا مكارم الأخلاق.. فتخيل –عزيزي القارئ- لو قابلت رسول الله صلى الله عليه وسلم لدقيقة واحدة، ماذا ستفعل أو ستقول في هذه الدقيقة؟، ما هي المشاعر التي ستتملكك وقتها؟

حديث طويل

عندما طرحت "فلسطين" التساؤل السابق على عبدالله أبو يوسف تملكه الصمت لبضع دقائق وهو يتخيل عظمة الموقف، فقال: "سأقول له لقد أنقذنا الله بك من الضلالة، فأرسلك إلينا هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، ونشهد أنك أديت الأمانة، وبلغت الرسالة، ونصحت الأمة، واحتملت من الأذى ما تعجز الجبال عن حمله، فجزاك الله عنا خير الجزاء"..

وأضاف: "اسمح لي يا رسول الله أن أخبرك ما أحدثوا بعدك، فإن قومًا من أمتك اتخذوا منهجك ظهريًا، وشرَّقوا وغرَّبوا بحثًا عن مناهج تصلحهم، مع أن صفاء منهجك فوق رؤوسهم محمول، غير أنهم استحبوا العمى على الهدى، وإن قومًا من أمتك يا رسول الله تمسكوا ببعض المظاهر التي كنت تفعلها في مأكلك ومشربك وملبسك، وأخذوا بحرفية النصوص التي وردت منك لأسباب معينة، وبواعث معللة، دون التفات إلى روحها وحكمتها، فهجروا حيوية سنتك، وفاعلية مسلكك، واعتزلوا إصلاح الواقع، ومواجهة مشكلاته، وحسبوا أنهم على شيء"..

وزاد في قوله على ما يزيد عن دقيقةٍ واحدة: "بعضهم أحيى ذكرى ميلادك، وأمات شمولية منهجك، ولكن لا تزال طائفة من أمتك يتبعون منهجك، ويعتنون بالظاهر والمقصد، والتزكية الروحية وإصلاح الواقع، ويوازنون بين الفرائض العينية التي يعود نفعها على الشخص نفسه، والفرائض العينية التي يتعدى نفعها للآخرين، وما زلنا نتذكرك وندعو لك في صلاتنا وسائر أوقاتنا أن يرزقك الله الوسيلة والفضيلة، ونتوسل إليه سبحانه أن يجمعنا بك في الفردوس الأعلى"، وفق قول أبو يوسف.

بينما سماح إسماعيل التي أخبرتنا بسرعة ودقات قلبها تتزايد بمجرد سماعها للسؤال، وتتساءل: "فكيف لو قابلته وجهًا لوجه؟ فلا أعلم كيف سيكون حالي، فقد لا تقوى قدماي على الوقوف أمامه وفي حضرته، فتلقائية الموقف قد تحتم عليّ النطق بما يلوج وقتها في قلبي، ولكن عندما يتم طرح السؤال، فإنه بلا شك أنه تساؤل كبير يحتاج إلى تفكير ووقفة مع النفس، خاصة أننا مقصرين في حقه، وبأداء سنته، ولم نعمل بحبه".

طلب أخروي

أما عبدالله جمعة فقال: "هذا التساؤل أطرحه على نفسي كل فترة وأخرى، ولكن تكمن المشكلة في أني لا أستطيع الوصول إلى إجابة، فقد يستغرق التفكير فيه لفترة خاصة أني أستحضر كل ما أخطأت به وأذنبت، ومدى تقصيري في حق ربي ورسولي عليه أفضل الصلاة والسلام".

وأضاف: "بالفعل لا أتخيل شيء يمكن أن يُقال في حضرته، سوى البكاء وتقبيل رأسه وقدميه، فسأنسى الدنيا وما فيها؛ وسيكون طلب أخروي وسأطلب منه أن يكون شفيعي في الآخرة، وأن أرافقه في الجنة".

الدعاء والشفاعة

"إنه سؤال كبير وصعب، ولكني لن أضيع الفرصة من بين يدي، فسوف أخبره أننا رأينا ما أخبرنا به من علامات آخر الزمان بأعيننا، ورأينا انتشار الظلم وكثرة الهرج (القتل) وانتشار الفواحش والرويبضة يتحدث في أمور العامة، وهوان المسلمين، ثم سأطلب منه أن يدعو للمسلمين بالنصر والتمكين"، هذا ما قالته رواند مبارك عندما طرح عليها التساؤل.

وأضافت: "كما أن دموعي ستخونني في هذا الموقف، وسأطلب منه أن يشفع لي يوم القيامة وأشرب من يده من نهر الكوثر".

أطلب المسامحة

بينما إسراء الرملي فأجابت على التساؤل: "بمجرد أن طرح التساؤل على مسمعي شعرت بأن قشعريرة دبت في أرجاء جسدي، ودموع ترقرت في مقلتي، وكأن هناك كلام كثير لا أستطيع ايجازه، فالسؤال صعب للغاية".

وتابعت حديثها: "تخيلت ذلك مرارًا ولم تكن أمنيتي في كل مرة إلا واحدة، وهي أن أجالسه وأصلي عليه كثيرًا وأدعو له الوسيلة والفضيلة، وأن أبكي بجانبه وأخبره ما لم أخبر به أحدًا من العالمين وأرجو شفاعته وأشرب من يده شربة لا الظمأ بعدها أبدًا".

وتكمل: "حين أراه أمامي سأستحي من دنيا ألهتني عن ذكره في كل دقيقة وأقول له سامحني يا رسول الله".

و أنت عزيزي القارئ ماذا عساك لو قابلت رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ماذا ستقول له وتخبره؟