فلسطين أون لاين

تاريخ من التضحية والصمود

تفاصيل خانيونس .. معارك محتدمة وعقدة قتال تؤرق قادة الاحتلال

...
إجلاء جرحى وقتلى من جنود الاحتلال خلال معارك مع المقاومة في خانيونس

غزة- فلسطين أون لاين

للشهر الرابع على التوالي من حرب الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي يصعد من ضرباته البرية والبحرية والجوية على طول مدن القطاع، حتى باتت مدينة خانيونس جنوب القطاع مسرحا للمعارك الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال منذ نحو شهر.

وكانت إذاعة الاحتلال الإسرائيلية قد أوضحت أن جيش الاحتلال عمق ووسع من عملياته في مدينة خان يونس من خلال استدعاء 7 ألوية تنشط تحت الأرض وفوقها تحت غطاء إسرائيلي عسكري برا وجوا، واستمرار ضربات المقاومة وعملياتها الموثقة في استهداف الآليات والدبابات العسكرية.

وتعتبر خانيونس معقلا للمقاومة وعقدة قتال ادخر لها جيش الاحتلال الكثير من قواته، وبالرغم من ذلك فإنه فشل حتى الآن في الوصول إلى عمق المدينة، أو تحقيق أي من أهدافه هناك، كما هو الحال مع شمال القطاع ومدينة غزة أيضا.

ولأن خانيونس تعتبر معقلا لحركة حماس والمقاومة عموما، فقد تحدث قادة الاحتلال عن معركة حاسمة وقاسية هناك، حيث قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي الثلاثاء الماضي: "إننا نهاجم مركز الثقل".

وارتبطت خانيونس منذ فترة طويلة باسم رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، والقائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف، اللذين ولدا ونشأا كلاهما في مخيم خانيونس للاجئين.

وفي سياق آخر، أعلن جيش الاحتلال مؤخرا عن دفعة بسبعة ألوية قتالية في خانيونس، أبرزها "المظليون وجفعاتي والكوماندوز والمدرع السابع"، حيث ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية،" أن المعارك الدائرة في غرب خانيونس هي الأعنف من نوعها في جنوب غزة منذ أوائل الشهر الماضي".

ومع احتدام المعارك في المدينة يتعرض الاحتلال يوميا لصدمات لا تقتصر على الخسائر والإخفاقات بل وبإمكانيات المقاومة على صد الهجوم والمناورة، إذ تقول صحيفة "معاريف" العبرية: "إن أنفاق حماس لا تزال تتحدى الجيش مع استمرار القتال العنيف في خانيونس، مع وجود خلايا صغيرة وقاتلة من عناصر حماس تختبئ في الأنفاق وبين أنقاض المباني".

كغيرها من مدن القطاع سطرت مدينة خانيونس على مدار سنوات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي نماذج عديدة في التضحية والفداء، فبعد حرب عام 1948، مثلت مكانا لإيواء خمسين ألف لاجئ فلسطيني لا يزالون يعيشون في معسكرات ومخيمات المدينة في انتظار العودة إلى مدنهم وقراهم التي فقدوها.

بينما في حروب 1956 و1967 ساهمت خانيونس بشكل كبير في المعركة ضد الاحتلال الذي عاقب السكان على صمود المدينة ودورها الأسطوري في صده، وفي عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر، حيث كان قطاع غزة يتبع الإدارة المصرية، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مذبحة شهيرة، في يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا.

وبعد أيام من المجزرة الأولى نفذت وحدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيدا من المدنيين في خانيونس، أما بعد عام 67 سيطرت سلطات الاحتلال على جزء كبير من أراضي مدينة خانيونس واستخدمتها لبناء المستوطنات، حيث شكلت "غوش قطيف" تجمعا استيطانيا كبيرا في قطاع غزة، إذ تستولي المستوطنة على معظم الأراضي الغربية لمدينة خانيونس وتفصل المدينة ومخيمها عن الوصول إلى شاطئ البحر.

وعليه، انخرط سكان خانيونس مبكرا في مقاومة الاحتلال وشاركوا بشكل كبير وفعال في الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث كانت الهجمات تشن يوميا على دوريات الاحتلال في المدينة فضلا عن الإضرابات العامة والمسيرات التي اجتاحت المدينة.

وفي السياق ذاته، عمد سكان خانيونس آنذاك لإحراق الإطارات في الشوارع، وألقت الحشود الحجارة والزجاجات الحارقة على جنود الاحتلال. ورد الجيش الإسرائيلي بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وتعرضت خانيونس في انتفاضة الأقصى لهجمات وحشية من قبل الاحتلال الذي دمر وهدم عشرات المنازل في المدينة، كما أنه ارتكب مجزرة في بلدة خزاعة راح ضحيتها أكثر من 20 شهيدا، إلا أنها جابهت جيش الاحتلال في حرب 2008 وسقط العديد من أبنائها شهداء خلال صد قوات الاحتلال.

المصدر / عربي 21