فلسطين أون لاين

الاعتداء على الأقصى عبث في صاعق التفجير

تتسارع الأحداث على الساحة الفلسطينية بشكل مريب، وتشتد حملة الاعتداء في القدس، وتظهر الصور البشعة متلاحقة للاعتداء على المصلين وسحل النساء المرابطات في المسجد الأقصى والسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام ساحاته يوميًا وإقامة طقوس تلمودية استفزازية تزامنًا مع اقتحام الحرم الإبراهيمي بالخليل بمئات المتطرفين والمجرمين، وإقامة حفلات موسيقية داخل المسجد بغطاء من حكومة نتنياهو المتطرفة ومشاركة أعضائها، في حضور هذا المشهد القاتم السواد يجب فهم أبعاد هذه التطورات وتقييم التأثيرات المحتملة على الأوضاع الإقليمية والدولية.

فالمسجد الأقصى يمثل رمزاً دينياً وثقافياً وتاريخياً لجميع المسلمين، لذا فإن هذه الاعتداءات ومحاولات المساس بقدسية ومكانة المسجد الأقصى يثير استياء الفلسطينيين والعرب والمسلمين جميعاً.  وحتماً سيؤدي هذا النهج الإجرامي الذي تنتهجه حكومة نتنياهو إلى تصعيد الصراع الديني في المنطقة بشكل لا يحمد عقباه. وخاصة أن  الأحداث الراهنة في المسجد الأقصى ومدينة القدس تفرض نفسها بأن تكون جزءًا من دائرة الصراع في المنطقة لما لها من تأثيرات هامة ومفصلية إقليمياً ودولياً ، خاصة في هذه الأوقات التي يسعى فيها الاحتلال لتطبيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية فالوضع القائم على الساحة الفلسطينية يؤثر على شعور شعوب الدول المرشحة للتطبيع مع الاحتلال وباقي شعوب المنطقة، كما للاعتداء على المسجد الأقصى تأثيرات سلبية على الأمن والسياسة في المنطقة ويعمل  على عرقلة الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا: اقتحامات الأقصى.. الصاعق الذي يتشكل

اقرأ أيضًا: اقتحام الأقصى.. الأهداف والعبر

 لقد ظلت المقدسات الإسلامية في مدينة القدس محكومة بقواعد قانونية خاصة أوردتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية وأجمع عليها المجتمع الدولي وأكدتها قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وعبر عنها الضمير الإنساني العالمي والتي أكدت منع سلطات الاحتلال من القيام بأعمال أحادية من شأنها تغيير الوضع القائم للمدينة والالتزام بحرمة الأماكن المقدسة، لذلك فإن هذه الممارسات والإجراءات الإجرامية من قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين تعد انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالخصوص (252/86، 276/69، 271/69، 298/71، 465/80 ) والتي أكدت في مجملها على بطلان جميع الإجراءات التشريعية والإدارية والأعمال التي تتخذها سلطات الاحتلال من أجل تغيير الوضع القائم في مدينة القدس إضافة إلى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة (2253،2254/1967) المتعلقة بالإجراءات والأعمال التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الأوضاع في  مدينة القدس المحتلة إلا أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية والأممية ويمضي قدماً بمسلسله الإجرامي بحق الفلسطينيين.

إن هذا التطور الخطير وهذا التهور لحكومة نتنياهو الإجرامية ومحاولات مساسها بقدسية المسجد الأقصى ينذر بتدهور للأوضاع على الساحة الفلسطينية والإقليمية غير مسبوق أو محسوب العواقب وهو بمثابة عبث بصاعق التفجير في المنطقة وهو إثارة لغضب الشعب الفلسطيني الذي سيجابهه بكل أشكال الدفاع عن مقدساته وأراضيه وحقوقه المكفولة له قانونيًا ودوليًا وكذلك الشعوب العربية والإسلامية التي تعد المسجد الأقصى من أولى المقدسات الإسلامية والمسيحية في العالم، لذا يجب أن يكون المجتمع الدولي أكثر جدية وفاعلية لكبح جماح الاحتلال عبر تفعيل دوره ومؤسساته لوضع حد لهذه الاعتداءات على المدينة المقدسة وباقي الأراضي الفلسطينية والعمل الجاد لمنع الوصول إلى مربع الانفجار في المنطقة.