اتهم خالد زبارقة محامي الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير أمن الاحتلال الداخلي جلعاد أردان بالوقوف وراء استمرار اعتقال الشيخ صلاح "حتى بدون وجود سبب لاستمرار الاعتقال".
وقال زبارقة في تصريحات لصحيفة "فلسطين": "الذي برز في ملف الشيخ صلاح من خلال مداولات المحاكمة، هو ضلوع أيدٍ خفية تعمل من خلف الكواليس تارة وبشكل علني تارة أخرى للتأثير على مجريات المحاكمة"، مؤكدًا أن "نتنياهو وأردان لهما دور واضح في التأثير على قرارات المحكمة، إذ إنه ليس المهم بالنسبة لهم سبب استمرار اعتقال الشيخ، بل المهم أن يبقى معتقلا".
وأكد أن ما يهم الشيخ صلاح من قضية اعتقاله أن ينتصر للقضايا التي يريدون أن يجرموه فيها، مضيفا "أن الشيخ يريد أن ينتصر لمفهوم "الرباط" من الجانب الشعبي والديني، و"الشهادة" من الجانب الديني والشعبي، و"الثوابت الفلسطينية" بمفهومها الديني أو الشعبي".
وبين أن صلاح مصر على عدم التراجع عن تلك الثوابت مهما كلفه ذلك من ثمن، وأن مسألة الحكم والإجراءات النهائية بهذا الملف لا تهمه، إذ إن ما يهمه أن تنتصر الثوابت الفلسطينية العربية والإسلامية، ليثبتها في ذهن المجتمع العربي الفلسطيني.
وأشار محامي الشيخ صلاح، إلى جلسة الاستئناف التي عقدت نهاية سبتمبر الماضي بمحكمة الاحتلال المركزية بحيفا، والتي تداولت استئناف اعتقال الشيخ صلاح حتى انتهاء إجراءات المحاكمة، مبينًا أنه بالرغم من مرور عشرة أيام على الجلسة لكن قرار المحكمة لم يصدر بعد.
وأضاف: "ما زلنا ننتظر أن يقوم الاحتلال بإصدار قرار بالإفراج عن الشيخ صلاح حتى انتهاء إجراءات المحاكمة، أو استمرار اعتقاله حتى البت بشكل نهائي بهذا الملف".
وعن ظروف اعتقال الشيخ، أوضح زبارقة أنه صلاح يقبع بسجن "رامون" الصحراوي بالنقب المحتل، بقسم العزل الانفرادي وبغرفة معزولة، مبينًا أن الاحتلال يمنع تواصل الشيخ مع باقي الأسرى خاصة السياسيين.
ولفت زبارقة إلى أن وضع الشيخ في العزل بسجن صحراوي يزيد من قساوة ظروف اعتقاله، بالإضافة إلى بعد السجن عن مكان المحكمة، وهو ما اشتكى منه الشيخ صلاح لقضاء الاحتلال خلال جلسة المحاكمة الأخيرة.
ونوه إلى أنه بالرغم من مرور شهرين على اعتقال الشيخ صلاح، إلا أن الاحتلال لم يسمح لعائلته بزيارته، معتبرا أن مماطلة الاحتلال للعائلة نوع من التعسف بحق الشيخ والعائلة التي تعاني من بعده عنها.
ووجهت النيابة العامة الإسرائيلية الشهر الماضي إلى الشيخ صلاح تهمة "التحريض"، بدعوى استخدام آيات قرآنية وأحاديث نبوية في كلمات وخطب له في شهر يوليو/ تموز الماضي.
وكانت قوات من شرطة الاحتلال قد داهمت منزل الشيخ صلاح في مدينة أم الفحم وفتشته بالتزامن مع اعتقاله يوم 15 من شهر أغسطس/ آب الماضي.
وقالت شرطة الاحتلال إنها اعتقلت الشيخ صلاح للتحقيق معه "تحت طائلة التحذير، وفي دائرة الشبهات بالتحريض، وتأييد نشاط جمعية محظورة وخارجة عن القانون"، في إشارة إلى الحركة الإسلامية.
وكانت سلطات الاحتلال قد حظرت الحركة الإسلامية في نوفمبر/ تشرين ثان 2015 بدعوى ممارستها نشاطا ضد دولة الاحتلال في المسجد الأقصى والقدس المحتلة.

