فلسطين أون لاين

​توقعاتٌ بنشوب مواجهاتٍ قادمة

"شاكيد" تعلن الحرب على فلسطينيي الداخل عبر مخططٍ لهدم منازلهم

...
طولكرم - خاص "فلسطين"

تستعد حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عمليات هدمٍ واسعة النطاق لمنازل الفلسطينيين الذين بَقوا في مدنهم وقراهم داخل فلسطين المحتلة عام 48؛ وذلك بذريعة البناء دون ترخيص.

وأعلنت وزيرة قضاء الاحتلال أيليت شاكيد مؤخراً، عن وضع خطة لمحاربة ما أطلقت عليه "ظاهرة البناء غير القانوني في المجتمع العربي"؛ وتشمل الخطة تعزيز تطبيق القانون وفرض غراماتٍ باهظة على كل "مخالفة بناء".

وحذر مراقبون من أن تنفيذ مخطط شاكيد يعني هدم أكثر من 50 ألف منزل؛ و تشريد مئات الآلاف من فلسطينيي الداخل.

وحسب الخطة، سيتم قبل فرض الغرامة توجيه إنذارٍ، لكن هذا الأمر لن يسري على من يخرق أمراً إدارياً، و في الحالات التي يقتنع فيها المدعي بعدم نجاح الإنذار المبكر بإعادة الوضع الى سابق عهده؛ حينها ستفرض الغرامة.

مواجهات قادمة

وقال أحمد ملحم رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في وادي عارة: "إن الوزيرة شاكيد هي من حزب البيت اليهودي العنصري؛ ومعروفة بموافقها العنصرية ضد فلسطينيي الداخل بشكلٍ خاص؛ و تسعى عبر خطتها إلى شرعنة عمليات الهدم".

وأضاف ملحم في تصريح لـ "فلسطين": "لا تتعامل "الحكومة اليمينية" ووزرائها معنا في الداخل على أننا مواطنين، بل ينتهجون منطق العداء والمصطلحات العسكرية، من خلال غرفة "عملياتٍ عدوانية"، ولذلك جميع وزراءهم بدءًا من نتنياهو يصرّحون بشكل يومي بأنهم يريدون هدم بيوت العرب في الداخل بزعم تنفيذ القانون على الجميع وهذا كذب".

وأشار ملحم إلى أن الأجواء السائدة اليوم في الداخل الفلسطيني تشبه إلى حدٍ كبير الأجواء التي سادت "يوم الأرض" عام 1976، حين هبَّ فلسطينيو الداخل ضد مصادرة الأراضي، واليوم بعد أن صادروا الأراضي يعتزمون هدم البيوت لمصادرة الأراضي المقامة عليها هذه المنازل، ولذلك هناك مظاهرات احتجاجية في كل مكان.. في النقب ووادي عارة وقلنسوة ضد هدم المنازل".

وأشار إلى أن تصريحات شاكيد وسبقتها تصريحات نتنياهو تشير بما لا يدعو للشك أن الداخل الفلسطيني مقبلٌ على مواجهات مع حكومة الاحتلال؛ إذ سيكون من الصعب التكهن بأي تطوراتٍ قد تجرها هذه المواجهة، محذراً من مخاطر جادة تهدد وجود أهالي الداخل في حال قررت حكومة الاحتلال تنقيذ مخطط شاكيد.

وأشار الناشط الفلسطيني إلى أن نية سلطات الاحتلال في تنفيذ حملة هدم واسعة يأتي في ظل تزايد معاناة فلسطينيي الداخل من الأزمة السكنية والاكتظاظ الكبير الذي تعيشه المدن والقرى الفلسطينية؛ بسبب رفض الاحتلال توسيع المخططات الهيكلية لهذه المدن، لافتاً إلى أن عدد السكان تضاعفَ عشرات المرات وربما المئات؛ وفي المقابل لم يطرأ أي زيادة منذ عشرات السنين على مساحات المدن والقرى الفلسطينية في الداخل.

وبحسبةٍ لا تخلو من تعقيد ما سيترتب عليها؛ فإن أكثر من 130 ألف شاب فلسطيني في الداخل لا يجدون شقة يسكنون فيها؛ ولا قطعة أرض يبنون عليها منزلاً لهم، وهذا يعني أن مصير 130 ألف فتاة أيضا هي في عداد المجهول، مما يعني أن هناك 260 ألف شاب وشابة لا يجدون حتى اللحظة منزلاً يسكنون فيه، مما ينبأ مستقبلاً بتقليل النسل في حال عزف الشباب عن الزواج.

وفي المقابل فإن 93 ألف بيت إسرائيلي أنشئ من دون ترخيص، غير أنّ السلطات الإسرائيلية لا تفعل شيئاً ضد هذه البيوت، وإن فعلت فإنها تتعامل بطريقة "ناعمة" مع اليهود المخالفين وتوفر لهم بدائل، فيما هي تتمادى في ملاحقة المساكن والقرى الفلسطينية بحجة تنظيم البناء، رغم أنها تُقام على أراضٍ خاصة.

وأضاف أن حكومات الاحتلال أقامت أكثر من 750 تجمعاً سكنياً، موزعة بين مستوطنات وبلدات ومدن، على الأراضي التي صادرتها من العرب، بينما لم تقم ببناء أي بلدة للمواطنين الفلسطينيين.

مزاعم الديموقراطية

من جهته قال طلب الصانع رئيس الحزب الديمقراطي العربي والعضو العربي السابق في (الكنيست الاسرائيلي): "إن هذا المخطط فاشي ولا يصدر إلا من حكومة فاشية وعنصرية، فلا يوجد حكومة في العالم هدفها فقط هدم بيوت المواطنين"

وأضاف الصانع في تصريح لـ "فلسطين"، "إن مخطط شاكيد يكذب مزاعم الديمقراطية الإسرائيلية التي تدعيها سلطات الاحتلال زورا وبهتاناً؛ وهي أبعد ما تكون عن الديمقراطية".

وأكد الصانع أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تقوم بشكلٍ منهجي بهدم البيوت العربية وفي المقابل تبني المستوطنات ، ولا يوجد لها إلا طرح واحد للتعامل مع العرب.. إنه الهدم فقط.

وتابع حديثه: "إن تطبيق مخطط شاكيد هو بمثابة إعلان حرب علينا من منطلق العداء الذي تكنه لنا؛ في حين أن الآلاف من البيوت غير المرخصة في الوسط اليهودي لم يجري هدم بيت واحد منها، وحتى مستوطنة عمونة المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين نُقلوا إلى منازل بنتها الحكومة الاسرائيلية؛ أما المنازل التي تهدد شاكيد بهدمها مبنية على أراضي أصحابها".

ودعا الصانع المجتمع الدولي إلى توفير الحماية الدولية لفلسطينيي الداخل، في ضوء الوتيرة المتسارعة لعدوانية المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية.

وطالب بالوقوف أمام الهجمة السلطوية الشرسة على فلسطينيّ الداخل؛ التي توجّه إلى كل قريةٍ ومدينة عربية تقصدها قوات الاحتلال لتهدم البيوت وتهجر أصحابها؛ داعياً قيادة الجماهير العربية إلى اتخاذ الخطوات الضرورية لمواجهة مخطط شاكيد.