فلسطين أون لاين

​المسجد الإبراهيمي.. أنين تحت وطأة السلاح واستباحة المستوطنين لحرمته

...
المسجد الإبراهيمي (أرشيف)
الخليل / غزة - جمال غيث

يعد الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل من أقدم الأماكن الدينية لدى المسلمين، وقد اكتسب هذه المكانة لأنه أقيم فوق مغارة يقال إن الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام دفنوا فيها.

ويعاني الحرم الإبراهيمي منذ أن تم تقسيمه بين اليهود والمسلمين بعد المجزرة التي ارتكبها المتطرف الإسرائيلي باروخ غولدشتاين عام 1994، من إجراءات احتلالية لا تتوقف ترمي للسيطرة عليه وتحويله إلى كنيس يهودي.

وتقيم قوات الاحتلال سلسلة من الحواجز العسكرية حول المسجد، وتفرض إجراءات مشددة وتفتيشا دقيقا على دخول المصلين، وتمنع إقامة الأذان أكثر من خمسين يوما في السنة من بينها أيام السبت وأيام الأعياد اليهودية، كما يمنع أذان المغرب يوميا بدعوى تزامنه مع صلوات للمستوطنين في القسم المخصص لليهود.

محاولات فاشلة

رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، أكد أن بلديته وبالتعاون مع وزارة الأوقاف هي المسؤول الأول والأخير عن إعادة إعمار الحرم الإبراهيمي.

وقال: "إعادة إعمار الحرم الإبراهيمي يقع على عاتق وزارة الأوقاف التي تشرف بشكل كامل على أعمال لجنة إعمار الخليل التي يقع على عاتقها ترميم وتأهيل الحرم الابراهيمي رغم محاولات ما تسمي الإدارة المدنية الإسرائيلية إعاقة العمل فيه".

وأضاف: "من أولويات بلدية الخليل وبإشراف مديرية الأوقاف تقديم الخدمة للحرم الإبراهيمي والعمل على إعادة إعمار الإشراف على المنطقة رغم الحظر الإسرائيلي الذي يفرضه الاحتلال بقوة السلاح".

وأغلقت سلطات الاحتلال مؤخرًا العديد من الشوارع والأزقة والمحال التجارية في البلد القديمة ومحيط الحرم الإبراهيمي، وتحاول نشر الأكاذيب والذرائع من أجل السيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي والمنطقة المجاورة له، وفقاً لأبو سنينة.

وذكر أن بلديته وبالتعاون مع كافة المعنيين يبذلون قصارى جهدهم على المستوى المحلي والدولي للتمسك بالبلدة القديمة والحرم الإبراهيمي، وأنهم لن يتخلوا عنها رغم محاولات الاحتلال التضييق عليهم.

وأشار إلى أنه قبل أن ينتخب رئيسًا لبلدية الخليل عمل لسنوات مديرًا لأوقافها، وفي حينه طلبت "إدارة الاحتلال للشؤون المدنية" وفي أكثر من مناسبة، بناء مصعد للحرم ووضع حمامات داخله بالإضافة إلى مطالبتهم بسقف في المكان الذي يسيطر عليه المستوطنون لكن هذه الطلبات جوبهت بالرفض من الأوقاف ولا زالت ترفض حتى اللحظة.

وأكمل: "تحاول سلطات الاحتلال الالتفاف على وزارة الأوقاف بالخليل صاحبة القرار النهائي في الحرم لممارسة جرائمها ومخططاتها هناك كالسيطرة على المنطقة وتهويدها بالكامل".

وفي ذات السياق، أكد أبو سنينة، أن بلديته أتمت كافة الاستعدادات من أجل إعادة تأهيل شارع السلايمة الذي يقع بمحاذاة الحرم ويصل البؤر الاستيطانية في قلب الخليل بمستوطنة "كريات أربع"، مضيفًا: "لكن لن نقوم بترميمه لأن الاحتلال يريد منعنا من استخدامه في حين سيسمح للمستوطنين باستخدامه.

مخططات إسرائيلية

بدوره، قال مدير عام مديرية أوقاف الخليل، إسماعيل أبو الحلاوة: إن سلطات الاحتلال ومنذ احتلالها للمدينة عام 1967 تسعى جاهدة للاستيلاء على المسجد الإبراهيمي وتهويده وتحويله إلى كنيس يهودي.

وأضاف أبو الحلاوة لصحيفة "فلسطين": "منذ تقسيم المسجد بعد المجزرة التي ارتكبت عام 1994، وما تلاه من تركيب بوابات إلكترونية وكاميرات المراقبة، ونشر جنود مدججين بالسلاح في محيطه، فرض على المسلمين عدة قيود للحد من وصولهم إليه".

وأوضح أن الاحتلال يهدف من وراء إجراءاته تلك تهجير المصلين منه والسماح للمستوطنين للوصول إليه في مختلف الأوقات، مؤكدًا أن الحرم مستباح من قبل الاحتلال ومستوطنيه الذين يقيمون حفلات صاخبة في القسم الذي يسيطر عليه الاحتلال.

ويسيطر الاحتلال على مساحة تصل لقرابة 64% من مساحة الحرم الإبراهيمي الشريف، وفق أبو الحلاوة، الذي أكد أن الاحتلال يسيطر على كافة الساحات المحيطة بالمسجد ولا يسمح للمسلمين من الوصول لها إلا عشرة أيام طوال السنة، وهي أيام الأعياد وليلة القدر.

وكان الاحتلال، أقام مؤخرًا ما يعرف باسم "مغطس الطهارة"، وهو عبارة عن مكان تقام فيه "طقوس تلمودية" معينة تخص النساء من اليهود، وبحسب الأعراف اليهودية، يجب أن يتبع المغطس لكنيس قريب منه لأنه يعتبر جزءًا لا يتجزأ من البناء الهيكلي للكنيس اليهودي.

وتعليقا على ذلك، عد مدير عام مديرية أوقاف الخليل، المغطس أحد محاولات سلطات الاحتلال للسيطرة على الحرم الشريف بالكامل وتنفيذ مخططاته التهويدية.

وقال: "إن أعمال الصيانة وإعادة الإعمار داخل الحرم الإبراهيمي بما فيها المناطق المسيطر عليها من قبل الاحتلال، تقع على عاتق وزارة الأوقاف وبالتعاون مع لجنة الاعمار، لمنع الاحتلال إحداث أي تغيير داخله.

ودعا أبو الحلاوة، المسلمين في مختلف مناطق تواجدهم إلى شد الرحال للحرم الإبراهيمي الشريف طوال العام، أن تقوم المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بحماية الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لاسيما بعد أن أدرج من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" منطقة محمية، ويتم إلغاء كافة الإجراءات الإسرائيلية التي اتخذها الاحتلال بعد مجزرة الحرم عام 1994.