تُمسك الحاجة "نادية رجب" في يدها اليُمنى العلم الفلسطيني، ومُجسمًا خشبيًا للمسجد الأقصى في يدها اليسرى، في دلالة واضحة على تمسكها وتشبثها بالدفاع عن الأقصى، فتقول بصوت قوي "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة".
"أقولها لبني صهيون.. إن كل انتهاكاتكم وأفعالكم الظالمة إلى زوال، والنصر قريب بإذن الله"، رسالة أخرى توجهها "رجب" في أثناء مشاركتها بالفعالية الجماهيرية الحاشدة التي دعت لها فصائل العمل الوطني والإسلامي على أرض مخيم العودة "ملكة" شرقي مدينة غزة، إحياء للذكرى الـ54 لذكرى إحراق المسجد الأقصى.
ترمي "رجب" بنظرها نحو السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948، وهي تصطحب معها حفيداتها الثلاثة اللاتي يرتدين الثوب الفلسطيني، فتكرر التأكيد، "الاحتلال إلى زوال ونحن على أعتاب النصر بفضل مقاومتنا الباسلة".
وعند سؤالها عن اصطحابها لحفيداتها ردّت بصوت الواثق: "اصطحبتهنَّ معي، من أجل تعريفهنَّ بتاريخنا وحضارتنا ووطنا وحقنا المسلوب الذي سنسترده بإذن الله".
وتبعث رجب برسالة غاضبة للدول العربية والإسلامية "كفاكم صمتًا على جرائم الاحتلال، استفيقوا وانصروا المسجد الأقصى الذي يُدنس من الصهاينة يوميًا".
اقرأ أيضًا: صوافطة: الشعب الفلسطيني ومقاومته مصممان على نيل حقوقهم
تجلس إلى جانبها الحاجة "مُفيدة النملة" التي تحمل أيضًا علم فلسطين، ولم تنقطع عن توجيه نظراتها نحو السياج الفاصل، فتقول "جئنا هنا في ذكرى إحراق المسجد الأقصى لنثبت حقنا به وتنديدًا بجرائم الاحتلال اليومية بحقه".
وتضيف النملة لصحيفة "فلسطين"، "لن نتوانى عن الدفاع عن حقنا في المسجد الأقصى، وسنأتي له وهو محرر من دنس الاحتلال قريبًا بإذن الله".
تخرج عن صمتها وتقول بصوت يرافقه القوّة، "يظن الاحتلال أنه يستفزنا بجرائمه واقتحامات مستوطنيه المتكررة لباحات المسجد الأقصى، لكننا سنبقى صامدين، وسنظل نراقبهم بالمرصاد، حتى تحرير الأقصى".
وتجدد التأكيد أن أنها لن تتوانى عن تقديم الغالي والرخيص وفلذات أكبادها في سبيل تحرير المسجد الأقصى من دنس الاحتلال.
وتدعو النملة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وفصائله الوطنية إلى التوحد والاصطفاف إلى جانب بعضه البعض، حتى يرسل رسالة قوّة وصمود للاحتلال بأنه لن يجعل الأقصى فريسة له.
أمّا الحاجة أم رائد هنية فأكدت أنها جاءت للمشاركة في الفعالية تأكيدًا لرفضها لاقتحامات المستوطنين وجرائم الاحتلال في الأقصى بزعم بناء الهيكل المزعوم.
اقرأ أيضًا: حمادة: الشعب الفلسطيني لن يتردد في الرد على عدوان يستهدف الأقصى
وتقول هنية لـ"فلسطين": "الأقصى لنا والموت للاحتلال، وسوف يرحلون عن الأقصى كما رحلوا عن قطاع غزة"، مشددةً على أن "معركة "سيف القدس" هي الأساس ولا يزال سيفها مشرعًا حتى الآن".
وبعثت رسالة لزعماء العرب الذين لا يزالون يعيشون في حالة صمت إزاء ما يحدث في المسجد الأقصى، "يجب عليكم التحرك والخروج عن صمتكم نصرة للأقصى وغزة المحاصرة".
أما المواطن رياض عاشور، فيقول "بعد مرور 54 عامًا على إقدام الصهاينة بفعلتهم الشنيعة، جئنا لنؤكد حقنا وتمسكنا في المسجد الأقصى، ودعمنا الكامل له، فلن نتركه فريسة سهلة للاحتلال".
ويشدد على أن "الاحتلال لم يتوانَ عن ارتكاب جرائمه بحق المسجد الأقصى، وما شجعه على ذلك وجعله يتمادى أكثر هو الصمت العربي".
ووجه عاشور عدّة رسائل أولها للعالم العربي والإسلامي أن "الأقصى عربي إسلامي منذ أن تسلم مفاتيحه الخليفة عمر بن الخطاب، وحتى هذا اليوم وسيبقى كذلك، ما زال رجال الضفة صامدين لا يهابون مقاومة الاحتلال".
اقرأ أيضًا: الخطيب يدعو لمواجهة أطماع الاحتلال والحفاظ على المسجد الأقصى
والرسالة الأخرى وجهها "عاشور" إلى الشعب الفلسطيني وقيادته "كونوا على قلب رجل واحد، فليس لكم إلا أن تكونوا موحدين ثابتين على أرضكم لأن ثباتكم هو دعم ونصرة للمقاومين في الضفة".
أما المواطن أكرم أبو الحسن، فيقول بثبات وقوّة "جئنا لنؤكد ما أكدناه منذ عشرات السنين أننا لن نترك الأقصى وحده ولا المقدسات الإسلامية".
وأكمل أبو الحسن، "سنظل واقفين وصامدين في الدفاع عن مقدساتنا الإسلامية مهما طالت السنين لأن إيماننا كامل بأن الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهو مهد الأنبياء، وهو ما يؤكد أن الأقصى له بُعد ديني وعقائدي".
ويتابع: "نحن أبناء الشعب الفلسطيني ننوب عن مليار ونصف مسلم في الدفاع عن المقدسات الإسلامية وهذا لا يعني أن نُعفي بقية الأمة الإسلامية من الدفاع عن الأقصى".
ويُشدد على أنه "لا يُعقل إطلاقًا أن يُترك الشعب الفلسطيني وحده في الدفاع المقدسات الإسلامية والأقصى وفلسطين بأكملها".