يومًا بعد يوم، تكشف حكومة اليمين عن نواياها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، وآخرها الخطة الاستيطانية التي أعلنها وتبناها وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش بتنظيم 155 بؤرة استيطانية قائمة في المناطق "ج"، وإنشاء أخرى جديدة في شمال الضفة الغربية، ولاحقًا في جنوب جبل الخليل وغور الأردن، وقد بدأ العمل بالفعل في أول 14 نقطة استيطانية، في حين زعمت أوساط الاحتلال أن خطة سموتريتش أعدت، وبدأ العمل على تنفيذها من وراء ظهر الحكومة، مما يدفع المؤسسة الأمنية والجيش للخشية من الترويج للخطة، وعواقبها المحتملة.
عديدة هي البنود الخاصة بهذه الخطة التي أعدها سموتريتش، بعمله وزيرًا بوزارة الحرب، ومسؤولًا تنفيذيًا عن الإدارة المدنية بالضفة الغربية، ومن أهم هذه البنود تنظيم وتقوية البؤر الاستيطانية الزراعية القائمة، وإنشاء أخرى جديدة، بما مجموعه 155 نقطة.
تكمن طريقة الترويج للخطة الاستيطانية في ضخّ الأموال لتنفيذها، وتجهيز الأرض اللازمة لإقامتها فعليًا، وتعبيد الطرق، وربط البنى التحتية، مما يعني أن وظيفة سموتريتش على المستويين السياسي والتنفيذي تكمن في الميدان، مما يسمح له بالعمل من وراء ظهر الحكومة، ودون تصاريح، مع العلم أن أي وزير مالية آخر لن يقوم بمثل هذه الخطة العدوانية، لكن لأنه يتولى وزارة الخزانة والإدارة المدنية معًا، فهو يعمل دون قيود.
اقرأ أيضًا: حكومة اليمين تواصل مسارها التخريبي في دولة الاحتلال
اقرأ أيضًا: انتقال المواجهة إلى داخل حكومة اليمين الفاشية
في الوقت ذاته، فإن من شأن هذه الخطة وإجراءاتها الميدانية أن تزيد كثيرًا عدوان المستوطنين على الفلسطينيين، وهذه المرة بحماية ورعاية الحكومة ووزيرها المباشر، مما يضع المزيد من الأعباء الأمنية على جيش الاحتلال.
في الوقت ذاته فإن ردّ الفعل الإسرائيلي المتوقع أن تدخل حكومة الاحتلال على الفور في مواجهة مع الولايات المتحدة، وهو ما كان في إعلان الخارجية الأمريكية عن إدانتها لهذه الخطة، التي عدت أن "توسيع المستوطنات يقوض المعقولية الجغرافية لتعزيز "حل الدولتين"، ويزيد التوتر، ويضر بالثقة بين الجانبين، ولذلك فإن واشنطن تعارض بشدة تطوير المستوطنات، وتناشد حكومة اليمين بعدم الاستمرار في هذا النوع من النشاط".
تزامنًا مع هذا المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الذي قدمه سموتريتش، فقد اقترح في الأيام الأخيرة خطة إضافية تستند إلى نقل مئات ملايين الشواقل لمستوطنات الضفة الغربية لتقويتها بعد موجة العمليات الفدائية التي استهدفتها في الأشهر الأخيرة.
تتضمن الخطة الإسرائيلية الحالية استثمار عشرات الملايين لتشجيع المزيد من الإسرائيليين على الانتقال إلى الإقامة في هذه المستوطنات، بهدف جعل المنطقة أكثر جاذبية لها، لكنها في الوقت ذاته تثير المخاوف بين الأجهزة الأمنية وجيش الاحتلال من أن تتسبب بردود فعل فلسطينية رافضة لها، وتقف على رأسها استئناف عمليات المقاومة، كما تمثل في الساعات الأخيرة بعملية حوارة.