فلسطين أون لاين

صوت التحريض العنصري يرتفع

بَدَت عمليَّة التحريض على الشَّعب العربي الفلسطيني، تتصاعد في المُجتمع "اليهودي الصهيوني" بشكلٍ مُتزايد، وقَدْ أظهرت المُعطيات الأخيرة من داخل كيان الاحتلال "الإسرائيلي" والتي نشرها (موقع عرب 48)، أنَّ "الجهة الأكثر استهدافًا في الإعلام الإسرائيلي كانت، فلسطينيي الضفَّة الغربيَّة (24%)، يلي ذلك المقدسيُّون بنسبة (17%)، يلي ذلك الأسرى بنسبة (15%)، يلي ذلك القيادة الفلسطينيَّة وقيادات جميع القوى والفصائل في الضفَّة الغربيَّة بنسبة (12%)، يلي ذلك فلسطينيو الداخل المحتل عام 1948 بنسبة (11)".

فالوقائع، تقول، إنَّه وبالرغم من الأزمات الطاحنة التي تَدُور في (إسرائيل) بَيْنَ حكومة ائتلاف اليمين المتطرف وباقي الأطراف المحسوبة على المعارضة، والتي لا تختلف عن نتنياهو في جوهر مواقفها بشأن القضيَّة الفلسطينيَّة، بالرغم من ذلك فإنَّ مستويات التحريض والعنصريَّة ارتفعت في منسوبها عَبْرَ الإعلام الإسرائيلي، ونشرت بعض المراكز البحثيَّة قَبل أيامٍ خلت كمركز "إعلام" وفي بيان صدر عنه، أنَّ نسبة التحريض في الرُّبع الأوَّل لهذا العام الجاري 2023، زادت عن العام الماضي (2022) وللفترة ذاتها بـ75%، وعن العام الذي سبقه (2021) بـ67%.

اقرأ أيضًا: اليمين الإسرائيلي يستعرض خياراته الفلسطينية المتعثرة

اقرأ أيضًا: مبدأ عدم المعقولية وانهيار الديمقراطية

وتُشير المعطيات التي أعلنها المركز نفسه، ومن خلال العيِّنة التي تمَّ رصدها، وللفترة الواقعة ما بَيْنَ 1/01/2023 حتى 31/03/2023، إلى أنَّ أعلى نسبة تحريض وُجدت في "تويتر"، وبلغت 41%، يلي ذلك صحيفة "يسرائيل هيوم" بنسبة 12%، ثمَّ صحيفة ’مكور ريشون’ بنسبة 11%، يلي ذلك ’فيسبوك’ بنسبة 9%، ثمَّ في صحيفة "معاريف" بنسبة 8%، يلي ذلك تحريض بنسبة 8% على موقع "شحريت"، وتحريض بنسبة 4% عَبْرَ بثِّ فضائيَّة "القناة 7"، وتحريض بنسبة 3% في كُلٍّ من صحيفة "همبشير"، وصحيفة «يديعوت أحرونوت». ولا ننسى التحريض بشكلٍ عامٍّ على العرب والفلسطينيين عَبْرَ جميع وسائل التواصل التي تتعدَّى "تويتر" والتغريدات، التي يطلقها قيادات حكوميَّة وحزبيَّة "إسرائيليَّة" ومن مختلف الأحزاب في الحكومة وخارجها.

وفي مسارات التحريض، تأتي الاعتداءات اليوميَّة في شهر رمضان المبارك على الأقصى، ومحاولات التقليل من أعداد المُصلِّين أيَّام الجُمع وصلاة التراويح، فحشود المُصلِّين التي باتت تتجاوز ربع مليون من المُصلِّين تقلق الاحتلال، وتُثير الرعب في صفوف المستوطنين، نتيجة الإقدام الفلسطيني على الثبات والرباط في الأقصى وساحاته، والدفاع عن المدينة وعروبتها وإسلاميَّتها ومسيحيَّتها. وفي التحريض «الإسرائيلي» كانت وما زالت الهجمات والاعتداءات تستهدف الكنائس المسيحيَّة في القدس، مهد المسيحيَّة، من خلال تشجيع متطرفين يهود الذين يقومون بمضايقة رجال الدِّين وتخريب ممتلكات الكنيسة بوتيرة متسارعة، وممارسة الاعتداءات الجسديَّة والمضايقات بحقِّ رجال الدين المسيحي. وعلى سبيل الإشارة لممارسات الاحتلال وعصابات المستوطنين، ما قام به في آذار/مارس الفائت 2023 "زوجان إسرائيليَّان" عندما اقتحما (كنيسة جب الزيوت) بجوار (بستان جثسيماني) حيث يقال إنَّ السيِّدة العذراء دفنت هناك، وانقضوا على كاهن الكنيست بقضيب معدني. 

فالمسيحيون العرب الفلسطينيون يتعرَّضون لهجماتٍ مُتزايدة في البلدة القديمة من القدس، ويبدو أنَّ عام 2023 سيشهد المزيد من التصعيد ضدَّ المواطنين العرب الفلسطينيين من المسيحيين للمسيحيين.
إنَّ ارتفاع مستويات التحريض في مُجتمع الفاشيات الهمجيَّة، وارتفاع صوت المتطرفين والفاشيين في كيان دولة الاحتلال، لَنْ يوقفَ عجلة الكفاح الوطني العادل للشَّعب العربي الفلسطيني، بل ستزيد شَعب فلسطين إصرارًا وتصميمًا على متابعة طريقه الممتدِّ منذُ نَحْوَ مائة عام ونيف، حتى الآن منذ وعد بلفور.

 

المصدر / الوطن العمانية