يجري في (إسرائيل) التخطيط لمدينة استيطانيَّة كبيرة تحمل اسم "تعناخ" في شمال الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة، ومدينة باسم "شَمير" في جنوب غرب وسط الضفَّة الغربيَّة. فقَدْ قَدَّم رئيس المجلس الإقليمي للمستعمرات التهويديَّة يوسي داجان مؤخرًا لرئيس «الحكومة الإسرائيليَّة»، بنيامين نتنياهو، مخططًا لزيادة عدد المستوطنين في هذه المنطقة لِيصلَ تعدادهم إلى مليون مستوطن في عام 2050. ويشمل المُخطَّط إقامة «مُدُن» جديدة، مناطق صناعيَّة، مستشفى، سكة حديد ومطار، حسبما ذكر موقع «واينت» الإلكتروني.
إنَّ مشاريع توسيع استعمار وتهويد المناطق المحتلَّة عام 1967 يعني تلقائيًّا إنهاء لعمليَّة التسوية الغارقة في سباتها أصلًا. وتوسيع دائرة العنف المقاوم المشروع من أبناء فلسطين في مواجهة عصابات الاستيطان ومليشيات إيتمار بن غفير وجيش الاحتلال.
فوقف قطار «الضمِّ الإسرائيلي التهويدي الزاحف»، وإحداث تغيير جوهري في المعطيات الأساسيَّة القائمة على الأرض لمصلحة العمليَّة الوطنيَّة الفلسطينيَّة، يتطلب استحضار القدرة الكامنة الفلسطينيَّة، وأوراق القوَّة الفلسطينيَّة المتوافرة:
أوَّلًا: لتفعيل الكفاح الفلسطيني بكُلِّ الأشكال المُمكنة والمتوافرة، في وجْه الاحتلال، وعصابات المستوطنين المُسلَّحين، ومجموعاتهم التي تعيث فسادًا في مناطق مختلفة من الضفَّة الغربيَّة.
وثانيًا: رفع وتيرة فعاليَّات المقاومة الشَّعبيَّة على الأرض ضدَّ الاستيطان الاستعماري والحواجز العسكريَّة والتصدِّي لمحاولات إقامة البؤر الاستيطانيَّة من قِبل المستعمرين على أراضي المواطنين ومشاركة الجميع في هذه الفعاليَّات.
اقرأ أيضًا: الاحتلال وسُعار الاستيطان
اقرأ أيضًا: "الإجماع" الإسرائيلي ضد مطالب "الإجماع" الفلسطيني لا يلغيها
وثالثًا: وبالتوازي مع العمل الشَّعبي على الأرض، وضع آليَّات عمليَّة للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وجرائمه ضدَّ شَعبنا وخصوصًا فرض عقوبات ومقاطعته ومحاكمته على هذه الجرائم لوضع حدٍّ لها وخصوصًا أمام المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة.
ورابعًا: تفعيل وتطوير آليَّات التوجُّه نَحْوَ المُجتمع الدولي، وهيئاته المسؤولة، للضغط على دَولة الاحتلال، ومنعها من تطبيق سياساتها القائمة على «الضمِّ» والتهويد وابتلاع الأرض الفلسطينيَّة، تلك الهيئات الأُمميَّة التي ترى بـ"حلِّ الدولتَيْنِ» حلًّا وحيدًا ومقبولًا ويستند إلى الشرعيَّة الأُمميَّة والقانون الدولي، وهو ما يضْمَن قيام دَولة فلسطينيَّة فوق كامل الأرض المحتلَّة عام 1967، وحقّ اللاجئين الفلسطينيِّين في العودة وفق القرار الأُممي 194 الصادر عن الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة في 11/12/1948.
وعَلَيْه، نقول: إنَّ المرحلة القادمة، وفي أُفقها المنظور، حبلى بالتطوُّرات السِّياسيَّة، وحتَّى المادِّيَّة على الأرض؛ لأنَّ دَولة الاحتلال وجيش الاحتلال، قَدْ وضع خططه (المُعلَنة على كُلِّ حال) لإجراء مجموعة من العمليَّات على الأرض، بما فيها إعادة الاحتلال الجزء الكبير من مساحة المناطق (A) وتفتيت الحالة الفلسطينيَّة، كما حصل عام 2002، عِنْدما وصلت دبابات جيش الاحتلال إلى قلب المقاطعة في رام الله، وطوَّقت المبنى الذي تحصَّن وصمد داخله الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، واستطاع أن يُديرَ معركته واتصالاته السِّياسيَّة العربيَّة والأُمميَّة، إلى حين استشهاده.
وخلاصة القول: يتوقع أن تزدادَ سخونة الوضع في الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة، وعلى جبهة الصراع مع الاحتلال، إلى حدود الانفجار الشامل، وهو ما يفترض بجميع القوى الفلسطينيَّة الاستعداد للمرحلة الصعبة القادمة.