فلسطين أون لاين

التشاؤم يطغى على مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية

نصف عام بالتمام والكمال مرّ على تشكيل نتنياهو حكومته السادسة، ولا يزال ممنوعًا من دخول البيت الأبيض، صحيح أن التحالف الإسرائيلي الأمريكي لا يزال قويًا، لكن من الصعب تجاهل البرودة المتزايدة بينهما، ولا سيما مع اقتراب إنهاء توم نايدس السفير الأمريكي في (تل أبيب) لمهامه الدبلوماسية وهو الذي حظي باستعداء لا تخطئه العين من حكومة اليمين، بسبب دعمه للمظاهرات الاحتجاجية ضد الانقلاب القانوني.

اللافت أنه في حين فرض الرئيس بايدن مقاطعةً على نتنياهو، إلا أنه فتح أبواب البيت الأبيض أمام رئيس الكيان يتسحاق هرتسوغ في زيارة يُتوقع أن تمثل حدثًا مهمًا ونقطة في حياته المهنية عبر رحلة دبلوماسية لواشنطن تتضمن كل ما يأمل مسؤول إسرائيلي أن يفوز به في زيارة للولايات المتحدة، وإفساح المجال أمامه لإلقاء خطاب أمام الكونغرس، واجتماع مع بايدن، وعدد من كبار المسؤولين في الولايات المتحدة. 

لم يعد الفتور في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مقتصرًا على صناع القرار لديهما، بل امتد إلى هتافات المحتجين والمتظاهرين في شوارع فلسطين المحتلة، وآخرها في الساعات الأخيرة للأسبوع السابع والعشرين على التوالي، وقد باتوا يتهمون نتنياهو بأنه دمّر أهم الأصول السياسية على الإطلاق لدولة الاحتلال، وهي العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا: المعضلة الإسرائيلية أمام رغبة السعودية بتحصيل السلاح النووي

اقرأ أيضًا: الخلافات الإسرائيلية تقفز إلى الائتلاف الحكومي ذاته

صحيح أن نتنياهو يتحضر لزيارة نيويورك في سبتمبر لإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن ليس مؤكدًا أنه سيلتقي على هامش هذا الاجتماع الأممي ببايدن، بالرغم مما تبذله حاشيته من جهود حثيثة مع نظيرتها الأمريكية لإتمام هذا اللقاء، مع أن المسؤولين الأمريكيين يحاولون التخفيف من حدّة هذه القطيعة بزعم أن بايدن لا ينوي مقاطعة نتنياهو إلى أجل غير مسمى. 

بالعودة سنوات قليلة الى الوراء، فقد جرت العادة أن يزور رئيس وزراء الاحتلال البيت الأبيض بعد فترة وجيزة من تشكيل حكومته، وكذلك الأمر مع زيارة رئيس الولايات المتحدة لفلسطين المحتلة، إذ ضُمّنت في التقويم الرئاسي بعد حفل التنصيب لكونها رسالة رمزية لعمق علاقاتهما، بالرغم من توفر "هاتف أحمر" للاتصالات الطارئة، ومسؤولون كبار من الجانبين يجتمعون بانتظام، ويتحدثون عن كل شيء، وهذه المرة يتمثل ذلك بوزير الحرب يوآف غالانت الذي يمتلك حظوة أمريكية لا يخفي نتنياهو غيرته منها.

اليوم مع دخول النصف الثاني من العام الأول لحكومة نتنياهو السادسة، يبدو التنبؤ بالمستقبل متشائمًا للغاية تجاه العلاقات مع واشنطن، حتى لو وصلت الدعوة التي طال انتظارها، لكن التراجع في العلاقات ما زال في تصاعد، بسبب الانقلاب القانوني، والسياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، والخلاف حول الملف الإيراني، فضلًا عن التباين في الموقف من الحرب الأوكرانية.