فلسطين أون لاين

أقوال الفقهاء في حج المرأة بلا محرم والرأي الراجح

...
أقوال الفقهاء في حج المرأة بلا محرم والرأي الراجح
غزة/ مريم الشوبكي:

امرأة وجب عليها الحج، وهي صحيحة الجسم، ولديها المال الكافي لنفقات حجها، ولكن لم يتيسّر لها زوج أو محرم تحج معه. فهل يجوز لها أن تحج في رفقة بعض المسلمين أو المسلمات؟

يجيب الشيخ العلامة يوسف القرضاوي-رحمه الله-بأنّ الأصل المقرر في شريعة الإسلام ألا تسافر المرأة وحدها، بل يجب أن تكون في صحبة زوجها، أو ذي محرم لها.

ويوضح على موقعه على شبكة الإنترنت بأنّ مستند هذا الحكم ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم".

ويُبيّن أنّ الظاهر اختلاف الروايات لاختلاف السائلين وسؤالهم، غير أنّ أبا حنيفة رجَّح حديث ابن عمر "لا تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم"، ورأى ألا يعتبر المحرم إلا في مسافة القصر. 

وقال: "ليس أساس هذا الحكم سوء الظن بالمرأة وأخلاقها، كما يتوهم بعض الناس؛ ولكنه احتياط لسمعتها وكرامتها، وحماية لها من طمع الذين في قلوبهم مرض، وخاصة في بيئة لا يخلو المسافر فيها من اجتياز صحار مهلكة، في زمن لم يسد فيه الأمان، ولم ينتشر العمران".

اقرأ أيضًا: أهم أحكام الذكر في الأيام العشر من ذي الحجة

ولكن ما الحكم إذا لم تجد المرأة محرمًا يصحبها في سفر مشروع: واجب أو مستحب أو مباح؟ وكان معها بعض الرجال المأمونين، أو النساء الثقات، أو كان الطريق آمنًا.

يقول القرضاوي إنّ الفقهاء بحثوا هذا الموضوع عند تعرضهم لوجوب الحج على النساء، مع نهي الرسول صلى الله عليه وسلم أن تسافر المرأة بغير محرم، فمنهم من تمسك بظاهر الأحاديث المذكورة، فمنع سفرها بغير المحرم، ولو كان لفريضة الحج. 

ومن الفقهاء من استثنى المرأة العجوز التي لا تُشتهى، كما نقل عن القاضي أبي الوليد الباجي، من المالكية، وهو تخصيص للعموم بالنظر إلى المعنى، كما قال ابن دقيق العيد، يعني مع مراعاة الأمر الأغلب.

ومنهم من استثنى من ذلك ما إذا كانت المرأة مع نسوة ثقات، بل اكتفى بعضهم بحرة مسلمة ثقة. أما القول الرابع فهو من اكتفى بأمن الطريق. وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث ذكر ابن مفلح في "الفروع" عنه قال: تحج كل امرأة آمنة مع عدم المحرم، وقال: إنّ هذا متوجه في كل سفر طاعة..، ومثله قال الشافعي إذا كان الطريق آمنًا.

وإذا كان قد قيل في السفر للحج والعمرة، فينبغي أن يطرد الحكم في الأسفار كلها، كما صرح بذلك بعض العلماء؛ لأنّ المقصود هو صيانة المرأة وحفظها وذلك متحقق بأمن الطريق، ووجود الثقات من النساء أو الرجال.

المصدر / فلسطين أون لاين