فلسطين أون لاين

النظام السوري يواصل معركته للسيطرة على آخر أحياء حلب

...
جانب من الدمار في حلب (أ ف ب)
حلب - (أ ف ب)

تواصل قوات النظام السوري مدعومة من مجموعات مسلحة موالية لها الخميس 8-12-2016 تقدمها نحو الأحياء الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شرق حلب، في محاولة لتحقيق "تحول في مجرى الحرب"، بحسب ما وصفه الرئيس السوري بشار الأسد.

ومن شأن استكمال النظام المدعوم من روسيا وإيران، سيطرته على ثاني المدن السورية أن يشكل نكسة كبيرة للمعارضة المدعومة من الغرب ومن دول عربية عدة. وسيشكل ذلك أكبر إنجاز عسكري للنظام استراتيجياً ورمزياً منذ بدء النزاع في 2011.

في موازاة استمرار العمليات العسكرية الكثيفة والتقدم السريع لقوات النظام على الأرض، يبقى الأفق الدبلوماسي مسدوداً، إذ لم ينجح وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف خلال لقاء بينهما أمس في ألمانيا في التوصل الى اتفاق على وقف لإطلاق النار في حلب حيث يعيش المدنيون المتبقون في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة تحت وابل من القصف من دون كل مقومات الحياة.

وأشار وزيرا الخارجية إلى أنهما سيعاودان الاتصال صباح اليوم. إلا ان متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت أن "لا لقاءاً مرتقباً" بين الوزيرين في هامبورغ اليوم، من دون استبعاد أن يلتقيا بشكل وجيز من دون موعد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم أن المعارك تتركز اليوم في احياء صلاح الدين وبستان القصر، وان مقاتلي المعارضة يردون بقصف الأحياء الغربية بالقذائف.

- الأطفال "أهداف سهلة" -

وباتت قوات النظام تسيطر على ثمانين في المئة من الأحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.

وقال الرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة "الوطن" السورية نشرت اليوم أن حسم المعركة في حلب سيشكل "محطة كبيرة باتجاه" نهاية الحرب.

وأضاف "صحيح أن معركة حلب ستكون ربحاً، لكن لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب في سوريا.."، معتبراً أن الحرب لا تنتهي "إلا بعد القضاء على الإرهاب تماماً، فالإرهابيون موجودون في مناطق أخرى".

كما اعتبر أن فشل مقاتلي المعارضة وداعميهم في معركة حلب "يعني تحول مجرى الحرب في كل سوريا، وبالتالي سقوط المشروع الخارجي سواء كان إقليمياً أو غربياً".

واستبعد الأسد تطبيق هدنة في حلب. ورداً على سؤال عما "إذا انتهت الهدن اليوم"، قال "عملياً غير موجودة طبعاً.. هم ما زالوا مصرين على طلب الهدنة وخاصة الأميركيون، لأن عملاءهم من الإرهابيين أصبحوا في وضع صعب".

وتعتبر حلب حالياً الجبهة الرئيسية في نزاع تسبب على مدى أكثر من خمسة سنوات بمقتل أكثر من 300 الف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان.

ونددت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" غير الحكومية المدافعة عن الأطفال بتحول "عشرات آلاف الأطفال" في حلب الى "أهداف سهلة". كما توقفت مديرة المنظمة سونيا خوش في بيان عند وضع النازحين من حلب و"أشخاص يسيرون في الشوارع من دون أي شيء إلا ملابسهم لتقيهم من البرد"، منتقدة غياب أي تحرك دولي.

وتسببت المعارك في حلب منذ حوالى الشهر بنزوح ثمانين ألف شخص من الأحياء الشرقية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.