بعد مضي ساعات فقط على اقتحام قوات الاحتلال لمخيم نور شمس في محافظة طولكرم استهدفت المقاومة مستوطنًا إسرائيليًا بإطلاق نار على باب مستوطنة حرميش شمال طولكرم فأردته قتيلاً، وهذه العملية تذكر الشعب الفلسطيني ببطولات الشهيد رائد الكرمي _رحمه الله_ ابن مدينة طولكرم والذي لقب بصاحب الرد السريع.
يمكننا القول إن طولكرم انضمت الى المناطق الساخنة في الضفة الغربية بعملياتها القوية ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب جنين ونابلس، ما يجعل شمال ووسط الضفة الغربية منطقة ساخنة جدًا، أقول ذلك لأن عملية إطلاق النار ليست يتيمة، بل تأتي في سياق تصاعد كبير لعمليات المقاومة في طولكرم كمًّا ونوعًا، إذ واجهت قوات جيش الاحتلال في أثناء اقتحامها لمخيم نور شمس مقاومة شديدة وهناك حديث عن مقتل وإصابة جنود نتيجة كمائن تعرضوا لها وخاصة بالعبوات الناسفة شديدة الانفجار والتي تستخدم لأول مرة كما ذكرت المقاومة في طولكرم.
حوميش أُخليت بموجب قرار فك الارتباط من حكومة شارون عام 2005، والحكومة الحالية ألغت القرار وسمحت بعودة المستوطنين إليها وقد بدأ المستوطنون بالعودة منذ يومين، وحوميش لا تبعد كثيرًا عن مستوطنة حرميش التي استهدفت أيضًا من شمال طولكرم، وعودة المستوطنين إلى محافظة جنين وهي من أقل محافظات الضفة الغربية من حيث عدد المستوطنات والمستوطنين سوف تؤدي بالضرورة إلى مزيد من التوتر والاستفزاز وبالتالي إلى المزيد من العمل المقاوم.
حكومة نتنياهو تعيث فسادًا في أراضي الضفة الغربية وتستبيح القدس والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وهذا يؤكد غباء تلك الحكومة وعدم إدراكها للمخاطر التي تترتب على أفعالها غير الإنسانية والتي قد تصل إلى جر المنطقة بأكملها إلى حرب ستكون دولة الاحتلال هي الخاسر الأكبر فيها.
على حكومة نتنياهو أن تدرك أن شعبنا الفلسطيني لن يستسلم للواقع الذي تحاول فرضه في الضفة الغربية والقدس، لن تستمر جرائم الاحتلال بل لن يستمر الاحتلال ذاته وهذا أمر مفروغ منه، كذلك فإن الشعب الفلسطيني لا ينتظر النجدة والحماية من المجتمع الدولي الذي زرع الكيان الإسرائيلي كالسرطان في قلب الوطن العربي، الشعب الفلسطيني قادر على حماية نفسه وقادر على تحرير فلسطين حتى آخر شبر فيها، ولكن حكومة نتنياهو مجموعة من الأغبياء تعمل على تعجيل ساعة الفرار من المستوطنات ومن كل الضفة الغربية، على غرار فرارهم من غزة لأن تلك مرحلة لازمة ومقدمة لتحرير فلسطين ونهاية الاحتلال.