لا تتوقف معركة المزارع الفلسطيني في منطقة واد قانا الشهير بين محافظتي سلفيت وقلقيلية، مع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، بفعل الاعتداءات العسكرية والعنصرية ضدهم.
ويعيش المزارعون في تلك المنطقة، حالة من القلق والعذاب، بفعل الاعتداءات اليومية التي تطول المزارع والشجر والمعدات الزراعية، وكذلك الثمار في موسمها.
وتقول المزارعة حفصة منصور (50عاما): "أنا لا أغادر أرضي في واد قانا، العائلة تنتظر المحصول بعد انتظار طويل ونخشى سرقته من جنود الاحتلال والمستوطنين".
وتؤكد منصور: "لن نرحل عن أرضنا مهما كانت المضايقات والإجراءات .. المستوطنون يغضبون عندما يشاهدوننا في أرضنا ويتعقبون أثرنا، ولا يسمحون بزراعة أي أشجار جديدة".
وتشير إلى أن أي زراعة جديدة لأشتال جديدة، تتم بسرية وتمويه، بعيدا عن أعين المستوطنين الذين "سيقتلعونها إذا شاهدوها".
وتتابع: "الحظر والمنع من الإجراءات التي تواجهنا بها قوات الاحتلال يوميا، ومع ذلك نواصل الاعتناء بالأشجار التي زرعها الآباء والأجداد، فبعض الأشجار تعود إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي".
من جهته، قال المزارع إسماعيل عوض: "المعركة في واد قانا ليست بالجديدة وتزداد مع موسم قطف الثمار في فصل الخريف للحمضيات والجوافة وغيرها من الثمار، ورغم كل المضايقات يصر المزارعون على البقاء في هذا الواد الذي تصنفه سلطات الاحتلال بأنه محمية إسرائيلية".
فيما يصف المزارع عاطف منصور، واقع الحياة في منطقة الواد، قائلا: "البؤس والشقاء يلاحقاننا صيفا وشتاء، وضباط الإدارة المدنية الإسرائيلية لا يفارقون المكان خوفا من إضافة أي بناء من الطوب في المنطقة".
وقال منصور: "نجبر نحن (المزارعين) على صف حجارة من بطن الواد فوق بعضها البعض على شكل جدران سميكة على ارتفاع مترين، ووضع ألواح زينكو عليها، وفي فصل الصيف تسكن الأفاعي والعقارب هذه الجدران، بينما تنساب منها مياه الأمطار في فصل الشتاء وتخترقها الرياح".
تجاهل إسرائيلي
بدوره، أكد رئيس بلدية دير استيا، سعيد زيدان، أن معظم أراضي واد قانا تتبع لقرية دير استيا، لكن سلطات الاحتلال تتعمد تدميرها، وعرقلة اهتمام البلدية فيها، والحيلولة دون استفادة المزارعين والمواطنين من خيراتها.
وقال زيدان، إن سلطات الاحتلال لا تسمح للمزارع أو البلدية بشق طرق زراعية أو زراعة أشجار أو حصد الأعشاب البرية، أو بناء غرف زراعية للمبيت فيه في أوقات موسم الثمار.
وأضاف زيدان: "عدة مؤسسات إسرائيلية تحاربنا فهناك ما تسمى سلطة البيئة وسلطة الطبيعة التي تحصي موجودات الوادي وتقوم بمصادرتها، فالمياه داخل الوادي تم سحبها للمستوطنات وجفت فيها الينابيع السطحية وبقي منها الشيء القليل".