فلسطين أون لاين

تقرير معلمون متقاعدون وآخرون في مدارس خاصة.. تحت مقصلة السلطة

...
تظاهر احتجاجية للمعلمين بالضفة الغربية - أرشيف
رام الله-غزة/ محمد أبو شحمة:

أحدث إقدام حكومة اشتية في رام الله على خصم مبالغ مالية من رواتب معلمين متقاعدين حالة من الغضب في صفوفهم، خاصة أنّ القرار مخالف لقانون التقاعد العام الفلسطيني، ويعني حالةً من التخبط لدى السلطة في التعامل مع إضراب حراك المعلمين.

وأكد معلمون متقاعدون في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" أنهم تفاجؤوا عند استلام رواتبهم بوجود خصم مالي كبير من مخصصاتهم التي تُحوّل لهم من هيئة التأمين والمعاشات.

وبيّن معلمون آخرون أنّ السلطة أحالتهم إلى المحاكم رغم أنهم يدرسون في مدارس خاصة ولا علاقة لهم بالمدارس الحكومية.

نمر عصافرة؛ أحمد المعلمين المتقاعدين الذين تعرضوا لخصم من رواتبهم، أوضح أنه اتجه للتقاعد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي نتيجة الوضع الذي يتعرض له المعلمون، إلا أنه تفاجأ بإقدام حكومة اشتية بخصم مبلغ كبير من راتبه.

وقال عصافرة؛ وهو المتحدث السابق باسم حراك المعلمين الموحد: "عند استلامي راتب الشهر الماضي، وجدت أنّ وزارة المالية التابعة لحكومة اشتية خصمت مبلغ 1820 شيقلًا من إجمالي 2000 شيقل؛ أستلمها من هيئة التأمين والمعاشات".

وأضاف: "راجعت الهيئة إثر الخصم من راتبي، وحينها شعروا بحالة من الصدمة نتيجة ما حصل معي، وحمّلوا المسؤولية الكاملة لوزارة المالية"، معتبرًا إقدام الوزارة على خصم نحو 95 بالمئة من راتب التقاعد الخاص به مخالفًا لقانون التقاعد، ويأتي ضمن حالة التخبط التي تعيشها الحكومة نتيجة حراك المعلمين المستمر.

وتابع أنّ حكومة اشتية لم تكتفِ بخصم النسبة الأكبر من راتبه، بل إنّ أجهزتها أوقفته عند عودته من زيارة أبنائه في مصر عبر "معبر الكرامة"، وتعرَّض للتحقيق من جهاز المخابرات لمدة ساعتين.

وبيّن أنّ ضابط المخابرات الذي حقّق معه بشأن إضراب المعلمين المستمر، لم يكن يعرف أنه معلم متقاعد وليس على رأس عمله، مشيرًا إلى إصابة ضباط التحقيق بالصدمة عند معرفتهم ذلك، وأرجعوا سبب توقيفه إلى جهاز المخابرات في الخليل.

وأحالت حكومة اشتية كذلك المعلم المتقاعد حمزة منصور إلى المحكمة في مدينة الخليل، بتهمة استمرار المشاركة في إضراب حراك المعلمين.

اقرأ أيضًا: تقرير حراك المعلمين في الضفة.. محاولات حكومية لزعزعة الإضراب الشامل

وبيّن المعلم منصور أنه تفاجأ بوصول استدعاء له من محكمة الخليل على قضية مرفوعة ضده من حكومة اشتية بدعوى استمرار مشاركته في الإضراب وتحريضه الطلبة والمعلمين على عدم العودة للعمل.

وقال: لم تعلم الحكومة أنني معلم متقاعد منذ عامين تقريبًا وأتقاضى راتب تقاعد، ورغم ذلك تم إحالتي إلى المحكمة وهو أمر مثير للضحك والاستغراب.

بدوره، أكد المعلم المتقاعد أحمد جبارين أنه تعرض لخصم مبلغ كبير من راتب التقاعد الخاص به دون معرفة الأسباب.

وقال جبارين: كنت سابقًا في حراك المعلمين وتم إحالتي للتقاعد بعد بلوغ سنه، لكنني تفاجأت بخصم مبلغ 2500 شيقل من إجمالي راتب التقاعد البالغ 3000 شيقل للشهر الماضي"، مشيرًا إلى أنه توجه لهيئة التأمين والمعاشات لمعرفة أسباب ذلك، ليكتشف أنّ حكومة اشتية تقف وراء تلك الخصومات بما يخالف القانون.

يُشار إلى أنّ المعلمين في المدارس الحكومية بالضفة الغربية يواصلون الإضراب المفتوح عن التعليم منذ قرابة شهر ونصف للمطالبة بحقوقهم؛ وهي تشكيل نقابة ديمقراطية، وإضافة 15% على طبيعة العمل وصرف راتب كامل، وربط الراتب بغلاء المعيشة.