فلسطين أون لاين

تقرير "فزعة" تحمي "شجر تشرين" من عداء المستوطنين

...
فزعة تحمي شجر الزيتون من عداء المستوطنين
رام الله - غزة/ هدى الدلو:

في بلدة سنجل إلى الشمال الشرقي من مدينة رام الله كانت وجهة المشاركين في مبادرة "فزعة" الشبابية التي انطلقت مع موسم جني ثمار الزيتون، الممتد بين منتصف أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر من كل عام.

يقول القائمون على المبادرة إنهم "فزعوا" للمزارعين بعد اعتداء المستوطنون عليهم أكثر من مرة تحت أعين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول إلزام المزارعين الحصول على تنسيق للدخول إلى أراضيهم المثمرة.

وصباح كل يوم يتجمع المشاركون في المبادرة من ناشطين فلسطينيين ومتضامنين أجانب باكرًا ويتوجهون مشيًا بين الأشواك حتى الوصول إلى الأرض المقصودة للمساعدة في جني ثمار الزيتون.

يقول منسق حملة "فزعة" منذر عميرة: إن موسم الزيتون بات يشكّل تحديًا للمزارع الفلسطيني، إذ عليه مواجهة تحدي الوصول إلى أرضه، وتحدي الساعات القليلة التي يخصصها الاحتلال لفلاحة والعناية بالأشجار والثمار، في حين أن الأرض تحتاج إلى أضعاف تلك الساعات.

ويضيف: "انطلقت مبادرة فزعة منذ ثلاثة أعوام لنكن اليد المساعدة للمزارعين الفلسطينيين في قطف ثمار الزيتون، وليشعر المزارع بالاطمئنان في وجود عنصر شبابي يقف معه كتفًا بكتف، ويوفر الحماية والمساندة لهم من قبل المستوطنين الذين يحاولون التنغيص عليهم وسرقة محصولهم، والاعتداء عليهم بشتى الوسائل".

ويشير عميرة إلى أن "فزعة" واجهت هذا العام الكثير من الصعوبات بفعل الاعتداءات المتتالية للمستوطنين، مبينًا أن تلك مهاجمة المزارعين بالحجارة وتكسير زجاج السيارات وإعطاب الإطارات لا يطال المزارعين فقط بل الناشطين أيضًا.

ولا يوجد عدد محدد للمشاركين في مبادرة "فزعة" الشبابية، ولكن هناك مناشدات دائمة تدعو للمشاركة، خاصة أن مهمة المبادرة تقوم على حماية المزارعين وتقويتهم وكسر حاجز خوفهم من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، كما يوضح عميرة.

ويرى أن الجانب الإيجابي لـ"فزعة" أنها انطلقت من حكم العادات والتقاليد الفلسطينية، وأعادت جزءًا من ثقافة المجتمع، بأن يفزع كل فلسطيني في منطقة سكنه، كما أنها أعادت الهيبة للفعل نفسه، وكذلك القوة للعمل التطوعي، "خاصة أن لا حملة ولا لجان شعبية يمكنها أن تحمي المزارع الفلسطيني من الانتهاكات التي يتعرض لها خاصة المتواجدين في منطقة (ج)، ولكن نحاول مساندته".

ويحاول المشاركون في المبادرة تجاوز تلك الأجواء الذي وصفها عميرة بأنها ليست مريحة، وسباق الزمن لكي لا يخسر المزارع تعب العام.

علاقة عاطفية

حبه للأرض وتمسكه بها ورغبته بأن تكون هناك علاقة وثيقة بين الشباب الصاعد والأرض الحمراء، كان الدافع الرئيس لمشاركة الناشط خالد أبو قرع في مبادرة فزعة.

وإلى جانب دعم ومساندة المزارعين الفلسطينيين، يقول أبو قرع: إن موسم الزيتون يعد جزءًا من الحضارة والثقافة الفلسطينية، فقد نسج الفلاح الفلسطيني علاقة عاطفية تاريخية مع هذه الشجر، وقد عبرت الأمثال الشعبية عن هذه العلاقة من قبيل: "الزيت عمار البيت"، و"الخبز والزيت سبعين في البيت"، وبلغت هذه العلاقة حد تبادل الحديث مع شجر الزيتون مثل: "ابعد اختي عني وخذ زيتها مني"، في إشارة إلى أصول زراعة الزيتون، بضرورة ترك مسافة مناسبة بين الأشجار، وأيضًا بقولها "قنبني ولا تحرثني"، وهي تحث الفلاح الكسول على تقليمها إذا تعذّرت عليه حراثة الأرض. 

ويؤكد أبو قرع أهمية في زيادة وعي الشباب الفلسطيني بقضايا المزارعين، وألا يسمحوا للمستوطنين بالاستفراد بالمزارع والسطو على مصدر رزقه طيلة العام.

ويلفت إلى أن "فزعة" تشجع المزارعين على الوصول إلى أراضيهم وقطف محاصيلهم دون خوف.

يمتد تاريخ شجرة الزيتون إلى نحو خمسة آلاف عام، وتُعد هذه الشجرة معمرة ودائمة الخضرة، وغالبًا ما يشار إليها أحيانًا في القرى الفلسطينية بشجر زيتون روماني للتدليل على قِدمها.