فلسطين أون لاين

آلاف الروس يعودون إلى منازلهم لأنهم "غير لائقين للقتال"

...

 أُعيد آلاف الروس الذين تم حشدهم للخدمة العسكرية في أوكرانيا إلى بيوتهم وتمت إقالة المفوض العسكري في منطقة خاباروفسك الروسية، في أحدث نكسة للتعبئة الإلزامية الفوضوية التي أمر بها الرئيس فلاديمير بوتين لعدد 300 ألف جندي.

وقال حاكم منطقة خاباروفسك في أقصى شرق روسيا، ميخائيل ديغاريف، إن عدة آلاف من الرجال تقدموا للتجنيد في غضون عشرة أيام، لكن الكثير منهم غير مؤهلين، وفقا لـ"رويترز".

وأضاف في مقطع مصور على تلغرام "عاد نصفهم تقريبا إلى منازلهم لأنهم لم يستوفوا معايير الاختيار لدخول الخدمة العسكرية"، مشيرا إلى إقالة المفوض العسكري في المنطقة "دون التأثير على التعبئة".

ولم يذكر السبب المحدد لإيقافه لكنه أشار إلى أنه مرتبط بأخطاء عدة.

تعبئة "فوضوية"

في 21 سبتمبر، أعلن بوتين تعبئة "جزئية" للقتال في أوكرانيا، وتشمل رسميا 300 ألف من جنود الاحتياط الذين يتمتعون بخبرة عسكرية أو بمهارات ذات صلة، وفقا لـ"فرانس برس".

وأدت أول تعبئة لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن عانت قواتها من هزائم كبيرة في ساحة المعركة في أوكرانيا، إلى استياء واسع النطاق وأجبرت آلاف الرجال على الفرار إلى الخارج.

وأكدت السلطات الروسية أن تعبئة 300 ألف عنصر احتياط تشمل فقط "الأشخاص الذين لديهم خبرة عسكرية"، لكن تم تسجيل عدد كبير من حالات استدعاء لأشخاص من كل الأعمار في جميع أنحاء البلاد.

وتحدثت وسائل الإعلام ومواطنون روس على مواقع التواصل الاجتماعي عن وصول استدعاءات لكبار سن وطلاب ومرضى وأشخاص يفتقرون للخبرة العسكرية، وفقا لـ"فرانس برس".

وفي وقت سابق، أقر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بارتكاب "أخطاء" في التعبئة التي يفترض أن تشمل 300 ألف عنصر احتياط من ذوي الخبرة العسكرية أو المهارات المفيدة مثل سائقي الشاحنات.

وتم اعتقال أكثر من 2400 شخص خلال تظاهرات ضد التعبئة في روسيا منذ إعلانها في 21 سبتمبر، وفق منظمة "أو في دي-انفو" المتخصصة.

وطالب بوتين الأسبوع الماضي بـ"تصحيح الأخطاء" الناجمة عن التعبئة التي أثارت احتجاجات في روسيا وفرار آلاف الرجال إلى الخارج، حسب "فرانس برس".

ومنذ إعلان بوتين "التعبئة الإلزامية"، سافر حوالي 360 ألف رجل بالفعل إلى جورجيا وكازاخستان هربا من هذا المصير، وشق عدد لا يحصى من الرجال طريقهم إلى بلدان أخرى، وفقا لتقرير لصحيفة "بولتيكيو".

وتشير "الطريقة العشوائية الروسية" لحشد الرجال للقتال في أوكرانيا، إلى عدم امتلاك روسيا "خطة تضمن التوازن داخل المجتمع"، فلا يوجد عدد كاف من النساء لتولي مهام ووظائف "الجنود الذين يتم حشدهم"، حسب الصحيفة.

وسيتسبب ذلك في "تداعيات كارثية" على الاقتصاد والخدمات الحيوية داخل روسيا في حالة طول أمد الحرب، وقد يجد المواطن الروسي نفسه "غير قادر على الحصول على السلع والخدمات التي يحتاجها"، حسب "بولتيكيو".

وبعد قرار التعبئة في أواخر سبتمبر، أظهر استطلاع أجراه مركز "ليفادا المستقل"، تراجع نسبة تأييد بوتين من 83 في المائة إلى 77 في المائة.

وانخفض مستوى ثقة الشعب الروسي في رئيسه من 44 في المائة إلى 40 في المائة فقط، في مؤشر على "تآكل شعبية بوتين"، وفقا لتحليل مطوّل لمجلة "فورين أفيرز".

المصدر / فلسطين أون لاين/وكالات