فلسطين أون لاين

الاحتلال يخفي تفاصيل وضعه الصحي

تقرير الأسير شحاتيت.. الإهمال الطبي ومنع الزيارة يثيران قلق عائلته

...
الأسير مشير الشحاتيت
الخليل-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

تشعر الحاجة إكرام التلاحمة بالأسى وهي ترى حفيدها عز الدين "عامين" ينادي أي رجل يراه بكلمة "بابا" فهو لا يعرف والده المعتقل إداريًّا في سجون الاحتلال.

ويزيد ألم الحاجة تلاحمة وهي تعايش مجددًا تجربة أسر جديدة مع ابنتها مروة بعد زواجها من الأسير "مشير شحاتيت"، إذ سبق أن عايشت تجربة اعتقال زوجها وثلاثة من أبنائها واستشهاد أحدهم "ضياء التلاحمة".

"لكنّ كل تلك المعاناة لم تحل دون موافقتنا على اقتران ابنتنا بمشير لكونه صاحب دين وخلق، لكنني أشفق عليها من المعاناة التي تعيشها في ظل الاعتقالات المتكررة له فهذه المرة الرابعة التي يُعتقل فيها منذ زواجها به"، تقول تلاحمة.

وتضيف: "ما يزيد قلقنا أنّ صحته تدهورت بشكل غير مسبوق في أثناء اعتقاله الحالي، ولا يوجد معلومات لدينا عما آل إليه وضعه الصحي".

وفي الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول نقلت سلطات الاحتلال الأسير مشير عبد القادر الشحاتيت (36 عامًا) من سجن عوفر إلى مستشفى "شعاري تصيدق" في الداخل المحتل، إثر تدهور حالته الصحية بعد إجرائه عملية جراحية، فيما لم يتم الإفصاح حتى اللحظة عن أيّ معلومات عن وضعه الصحي، ما جعل عائلته في حالة قلق دائم على مصيره.

وتشير تلاحمة إلى أنه وقبيل تدهور وضعه الصحي بأيام، منع الاحتلال زوجته مروة من رؤيته رغم وصولها إلى السجن، بزعم أنه "مُعاقب" ما أثار في نفسها تساؤلات عن حقيقة وضعه الصحي.

تقول زوجته: "قضى معظم وقته قبل زيارتي له، في التنقل بين المستشفيات والأطباء في السجن، فكيف يدَّعون أنه ارتكب مخالفة ويعاقبونه، وهو لم يكن في السجن أصلًا؟".

وما أثار قلق الزوجة أنهم أيضًا لم يُدخِلوا له الأغراض التي جلبتها له، فيما أخبروا الصليب الأحمر بأنه ممنوع من الزيارة حتى الثامن عشر من سبتمبر.

"أشق على نفسي"

ورغم أنّ مروة نشأت في منزلٍ عانى مرارًا من الاعتقالات الإسرائيلية لكن أن تكون زوجة أسير أمرٌ مختلف كثيرًا بالنسبة لها وأشقُّ على النفس، "فأنْ تكوني مسئولة في غياب الزوج عن أسرة وثلاثة من الأطفال الصغار أمرٌ ليس بالسهل أبدًا".

وتحاول أن تبثَّ في نفوس أطفالها التفاؤل بأنهم سيرون والدهم قريبًا، "أراعي نفسيتهم وصغر سنهم فأتركهم يتخيلون ويخططون لما يمكن أن يفعلوه سويًّا مع والدهم حال الإفراج عنه، ولكنني في قرارة نفسي أشعر بالقلق الشديد على صحته والخشية من ألا يُفرج الاحتلال عنه".

ورغم أنّ هذا الاعتقال الرابع لـ"مشير" منذ ارتباط "مروة" به إلا أنه الأشد وقعًا على نفسه، فقد جاء في ظل انتشار "جائحة كورونا" وحُرمت من زيارته لفترة طويلة، ثمّ تلا ذلك تدهور كبير في حالته الصحية حتى أنه أخبرها في آخر زيارة لها بأنه لم يعد قادرًا على المشي.

وتمضي إلى القول: "اعتُقل وهو في حالة صحية ممتازة حيث كان يعمل في مجال البناء، لكنه أُصيب في السجن بارتفاع كبير في درجة الحرارة وذلك بعد شهر رمضان، ومن وقتها تدهورت صحته حيث اكتشف الأطباء التهابًا على شكل كتلة في الأمعاء الغليظة وأجروا له عملية جراحية في نهاية الشهر الماضي".

وتشير مروة إلى أنّ الوضع الصحي لزوجها لم يتحسن، إذ أخبرها أنه وبعد العملية لم يعد قادرًا على تحريك يديه وقدميه بشكل طبيعي كما أنه يشعر بثقلٍ في رأسه، ولم يعد قادرًا على ممارسة حياته العادية أو الرياضة، ورغم أنّ الأطباء أوصوا بإخضاعه لفحوصات في الأعصاب إلا أنّ إدارة السجن ماطلت في إجرائها.

ووِفق ما أبلغها به ذوو أسرى موجودين في سجن "عوفر"، نقلت إدارة السجن زوجها "مشير" للمستشفى بدعوى إجراء فحوصات طبية وانقطعت أخباره منذ تلك اللحظة، كما لم يتم إبلاغ المحامي بأيّ تفاصيل.

وينتهي الاعتقال الإداري لـ"شحاتيت" في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل لكن أشد ما تخشاه زوجته أنْ يتم تجديد الاعتقال دون مراعاة الوضع الصحي له، خاصة في ظل تعنت قضاة الاحتلال الذين يصرون على وجود ملف أمني سري من جهات عليا بحقه، وتطالب الجهات الدولية بالتدخل للإفراج عنه حتى يتسنى لعائلته عرضه على أطباء لمعرفة أسباب تدهور وضعه الصحي.

الجدير ذكره، أنّ الأسير شحاتيت أب لثلاثة أطفال، واعتقلته قوات الاحتلال في السادس والعشرين من أكتوبر 2020م، وحوّلته للاعتقال الإداري التعسفي دون أن تُوجّه له أي اتهام، وقد أصدر الاحتلال خلال اعتقاله الحالي، خمسة أوامر اعتقال إداريّ بحقّه، بلغ مجموعها حتى تاريخه 22 شهرًا بشكل متواصل، وهو أسير سابق، وله اعتقالات عديدة في سجون الاحتلال، وهو ينتمي لصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.