فلسطين أون لاين

​أكد أن أجهزة السلطة عجزت عن مواجهة المعتدين

حماد: الاعتداء على مستشفى الرازي "انتكاسة"

...
آثار الاعتداء على مستشفى الرازي في مدينة جنين
جنين - مصطفى صبري

وصف المدير الإداري لمستشفى الرازي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، الاعتداء المسلح الذي نفذه "أقرباء مريض"، بحق الطواقم الطبية والاعتداء على الممتلكات، وتحطيم بعضها، قبل أيام، بـ"الانتكاسة"، متهما أجهزة السلطة الشرطية والأمنية، بالعجز عن مواجهة المعتدين وإيقافهم.

وقال المدير فواز حماد، لصحيفة "فلسطين"، أمس، إن "الحالة النفسية لجميع الموظفين في المستشفى، سيئة جدا، جراء الاعتداء الآثم والوحشي الذي تعرضت له الطواقم الطبية من قبل أشخاص لا يراعون الناحية الإنسانية وخدمات المستشفى".

وأضاف حماد، "للأسف! القانون المعمول به في محاكم الضفة، يحمي هؤلاء (المعتدين)؛ لأن القانون لا يعتبر رادعا لمن ينفذ مثل هذه الاعتداءات بحق مشافي تقدم خدمة إنسانية".

واستدل بذلك: "قامت إدارة المستشفى سابقا، برفع قضية على معتد، قام بالشتم وتكسير زجاج أحد الأقسام الطبية، وبعد حضور جلسات ومداولات، أصدر القاضي حكما على المعتدي بتغريمه خمسة دنانير أردني، وقد شكل هذا الحكم لنا كطاقم في المشفى صدمة لا توصف".

وأشار إلى أن رد أجهزة السلطة على المعتدين، "لم يكن بالمستوى المطلوب، وكان باهتا وباردا .. وقت حادث الاعتداء (31 يوليو الماضي) كانت هناك دوريات للشرطة وضابط برتبة كبيرة في المكان، ولم يتدخلوا لمنع المسلحين والمعتدين، ولم يحضروا لقسم الطوارئ لوقف إطلاق النار من قبل المعتدين".

وذكر أن أجهزة السلطة اعتقلت 3 معتدين فقط، فيما لا يزال 12 آخرون خارج المحاكمة والمساءلة.

وتابع أن "هذه الحادثة جعلت كل طبيب وممرض يشعر بانتكاسة وإحباط لا يمكن وصفه، فالأصل في عناصر الأمن التدخل في مثل هذه الحوادث بشكل فوري حتى يكون المعتدي عبرة لغيره ويلقى العقاب المناسب على فعلته".

وشدد على ضرورة نقل تجربة المشافي الأردنية المتمثلة بـتوفير "عناصر أمنية في جميع المستشفيات والمراكز الصحية، وتنفيذ العقوبات ميدانيا عبر ردع المعتدين فورا، وعدم انتظار محاكمتهم، أو الاعتماد على وساطات لحل مشكلة الاعتداء".

وأكد حماد، أن الاعتداء المسلح بحق مستشفى الرازي، سبقته اعتداءات كثيرة غير مسلحة مثل تحطيم الأبواب والزجاج، وشتم الأطباء، مشددا على ضرورة محاسبة جميع المعتدين.

وتمم المدير الإداري للمستشفى بالقول: "الممرضة سارة الطوباسي والطبيب محمد العصعوص وغيرهم من العاملين في المشفى ضحايا عدم وجود قانون وغياب دور الأجهزة الأمنية في توفير الأمن، المشفى يقدم خدمات طبية غير موجودة في المشافي الحكومية وهو يخفف العبء على المواطنين".

نتائج كارثية

من جهته، وصف الطبيب محمد عصعوص الذي تعرض للضرب وإطلاق الرصاص فوق رأسه، الاعتداء بـ "الوحشي والهمجي بحق المستشفى عامة، وحقه خاصة"، عازيا ذلك الاعتداء إلى غياب القانون ومحاسبة المعتدين.

وقال عصعوص: "أنا كطبيب تعرضت لاعتداء بالضرب والركل في البطن مع تهديدي بالقتل.. هذا أمر كارثي وألقى بظلال سلبية على نفسيتي وصحتي"، مشددا على أن المطلوب هو محاسبة المعتدين وعدم حمايتهم ليتسنى لنا تقديم الخدمة الإنسانية لأبناء شعبنا.

فيما وصفت الممرضة سارة الطوباسي المشهد بالقول: "لم أشاهد إطلاق النار أمامي يوما، ما حدث أنني شاهدت ذلك، ورأيت العمل الوحشي بحق زميلي الطبيب .. إنه عمل لا إنساني".