فلسطين أون لاين

​أمضى 17 عامًا في سجون الاحتلال وقطعت السلطة راتبه

زوجة أسير تطالب عباس بإعادة راتبه المقطوع

...
رام الله / غزة - يحيى اليعقوبي

عقيلة رضوان 37 عامًا، امرأة فلسطينية لها حكاية مع الصبر، إذ انتظرت زوجها 17 عامًا وهو في سجون الاحتلال، دافعت عن قضيته وساندته بكل مراحلها وتفاصيلها، تحملت قسوة الظروف ومرارة الحياة لأجل قضية وطن لطالما بذل من أجلها الغالي والنفيس، ومع خروج زوجها الأسير نايف رضوان 45عامًا في صفقة وفاء الأحرار عام 2011م، وما إن مرت عدة سنوات حتى رزق الزوجان بأربعة أبناء أكبرهم لا يتجاوز أربعة أعوام.

فرحة الإفراج عن رضوان لم تكتمل، فقد أعاد الاحتلال اعتقاله في الثامن عشر من يونيو/حزيران 2014م، لمدة 15 يومًا وأفرج عنه بشروط وهي: دفع كفالة مالية، وعدم السماح له بالسفر خارج فلسطين، وأن يذهب كل أسبوع لإثبات وجوده في أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية قرب مستوطنة "بيت إيل" شمال شرق رام الله.

لكن الأمور لم تنتهِ عند هذا الحد في حياة هذه العائلة، بل أصدرت محكمة إسرائيلية في 26 من ديسمبر/كانون أول 2016م، حكمًا بإعادة اعتقال الأسير رضوان مرة أخرى واستكمال فترة المحاكمة السابقة والبالغة مؤبدين و35 عامًا.

الجائزة والمكافأة

فكانت جائزة كل ما سبق، قيام السلطة بقطع راتب زوجها منذ ثلاثة أشهر، مشهد لا تنساه.. الساعة الحادية عشرة صباحًا ذهبت لتستلم راتب زوجها بعد أن وصلت هاتفها رسالة من البنك، وحينما أرادت سحبه أبلغت أنه محجوز، ثم بعد يومين أبلغت أن وزارة مالية رام الله قامت بسحب الراتب من حساب زوجها.

وللأسير رضوان حكاية مع الاحتلال، إذ اعتقله عام 1993م لمدة 45 يومًا ثم أفرج عنه، ثم اعتقل بعدها بعامين وحكم بالسجن مؤبدين و35 عامًا أمضى منها 16 عامًا وخرج في صفقة وفاء الأحرار، فتقول زوجته لصحيفة "فلسطين": "اعتقل الاحتلال زوجي رغم أنه لم يمضِ على زواجنا 35 يومًا وبقيت طوال هذه السنوات بانتظاره.. ليأتي رئيس السلطة محمود عباس ويعطينا المكافأة بقطع الراتب".

لا تخفي رضوان في حديثها لنا صعوبة تلبية احتياجات أطفالها الأربعة الذين لم يتجاوز أكبرهم الأربعة أعوام، خاصة أنهم يحتاجون لرعاية صحية وغذائية متكاملة، لكن هذا الأمر لم تستطع فعله منذ ثلاثة أشهر بعد أن قامت السلطة بقطع راتب زوجها، وتتساءل بنبرة صوت غاضبة: "ما ذنب أطفالي أن يحرموا من الحليب والملابس وأن نكافأ هكذا؟".

خارجة عن الإرادة

اعتمدت ربة الأسرة في ظل هذه الأزمة الحياتية التي أرغمت على الدخول في تفاصيلها بغير إرادتها، على الاقتراض والدين وتقليص احتياجات أطفالها إلى أقل درجة؛ فبدلًا من شراء علبة "حليب" واحدة لكل طفل، أصبح الأربعة يتشاركون في العلبة ذاتها بعد قطع راتب زوجها.

"قرار قطع الراتب ظالم، لا أستطيع تلبية احتياجات أبنائي، الذين حرموا من حقهم براتب والدهم الذي بدوره أيضًا حرم من أموال الكانتينا داخل سجون الاحتلال"، بهذا استهجنت رضوان القرار.

وتزيد: "لم أتوقع في يوم من الأيام، أن تلجأ السلطة إلى هذا التصرف، كون زوجي أسيرًا أمضى 17 عامًا في سجون الاحتلال"؛ موجهة رسالة لرئيس السلطة قائلة له: "إما أن تأخذ أولادي الأربعة وتقوم بتربيتهم أو أن تعيد الراتب"، قالت رسالتها بعد أن أرهقتها مرارة الحياة بلا مصدر دخل، مشيرة إلى صعوبة أوضاعهم المعيشية في ظل إعادة اعتقال الاحتلال لزوجها.