فلسطين أون لاين

​كبار السن في الضفة ينتابهم الحزن كل جمعة

...
قلقيلية- مصطفى صبري

قلقيلية- مصطفى صبري

في صباح كل جمعة يتوجه عبد الرحمن أبو ذياب (67 عاما) إلى حاجز الاحتلال الاسرائيلي يملؤه الأمل بأن يصلي في المسجد الأقصى مع العشرات من المرابطين، وعند فحص بطاقته ما يلبث أن يُرفض طلبه؛ فيحلّ الألم مكان الأمل.

أبو ذياب واحد من عشرات الشيوخ في الضفة الغربية الذين يعيشون هذا الحال ؛ يقول لــ "فلسطين" بنبرةٍ يغالبها الشوق والضيق:" يمارس الاحتلال العقاب الجماعي بحق المتوجهين للمسجد الأقصى، والذين يَكتوون بنار إجراءاتٍ تعسفية تتعمد الإذلال".

ويضيف: " منذ أحداث الأقصى في الرابع عشر من تموز الماضي؛ ونحن نُحرم من الصلاة يوم الجمعة في المسجد الأقصى؛ ومع أن الاحتلال تراجع عن إجراءاته التي تناقلتها وسائل الإعلام، ولكنه فعلياً يواصل هذه الإجراءات بشكلٍ عنصري ومتعمد بحقنا".

وحسب ملاحظته أن كل من يمتلك تصريح عمل؛ وصغير في السن يسمح له بالمرور ، فيما الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم الـــ 55 عاما يمنعون من المرور ؛ وفقاً لأبو ذياب .

لطفي قبعة ( 71 عاما ) وهو أيضاً من مدينة قلقيلية ليس أفضل حالاً من سابقه؛ يقول :" تخيم الكآبة على حياتنا؛ منذ أن تم منعنا من قبل إدارة المعبر الأمني شمال قلقيلية من العبور للصلاة في المسجد الأقصى في يوم الجمعة".

ويبدي هذا الشيخ الكبير استياءه من هذه الإجراءات؛ موضحاً: "لم يَشفع لنا كبر السن عند الاحتلال، لا تتخيل كيف هو شعور المرء حين تصرخ المجندة في وجهه وتأمره بالعودة، وعند مشاهدة العشرات من النساء والرجال منكسري القلوب؛ وهم يعودون إلى بيوتهم، يشعر الإنسان بالحزن العميق".

وبدوره أكد د. عبد اللطيف أبو سفاقة منسق حملات الرباط في محافظة قلقيلية؛ أن الاحتلال ما زال يواصل عملية العقاب الجماعي بحق المصلين بطريقةٍ ناعمة وبدون ضجة، معتقداً أنه بذلك سيجفف منابع المسجد الأقصى.

ويشعر بالحسرة إزاء ما يفعله الاحتلال؛ قائلاً: "نحن نبعد أكثر من 80 كم عن المسجد الاقصى وتطالنا إجراءات المنع ، فما بالنا بمن هو قريب من الأقصى ، حيث لا تسهيلات ولا رجوع عن أي اجراءات عقابية.

ويوجه أبو سفاقة رسالة واضحة للاحتلال؛ مضيفاً: "مع أننا نُمنع بشكلٍ متواصل من رحلة شد الرحال فإن التسجيل لهذه الرحلات سيستمر؛ وسنذهب للمعبر حتى لو منعونا في كل مرة كي ننال الأجر إن شاء الله؛ ولنثبت أننا لا نكلّ ولا نملّ ، إن المسجد الأقصى يحتاج منا كل دعم لذلك نحرص على تجشم العناء كي نصلي في رحابه".

ووصف رحلة الصلاة في المسجد الأقصى بأنها "رحلة عذاب" واجراءات أمنية؛ داعياً المؤسسات الحقوقية والانسانية إلى معاينة عمليات المنع داخل المعبر وتوثيقها؛ "فمنع الاحتلال لكبار السن من الصلاة في الأقصى إجراء يخالف كافة القوانين التي تضمن حرية العبادة ".