فلسطين أون لاين

تقرير جرح غزة النازف لم يوقف الحياة فيها

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

يطبق الحزن فكيه بقوة على المواطنين في القطاع الذي يرزح تحت العدوان الإسرائيلي من جديد، لكن بقدر هذا الحزن يبدو الغزِّيون صامدين على الرغم من الجرح النازف.

في شوارع القطاع لم تتوقف الحياة مطلقًا، وغادر كثير من المواطنين منازلهم في المحافظات الخمس بالرغم من الأجواء الأمنية الصعبة التي فرضها العدوان وما رافقه من تحليق مكثف لطائرات الاحتلال الحربية، المقاتلات النفاثة، منها والمسيَّرة عن بعد، التي تتلبد بها سماء القطاع منذ مدة طويلة.

وبالكاد استطاع الجريح رامي عبد القادر، العودة إلى شقته في برج فلسطين بمدينة غزة، لأخذ بعض المستلزمات الأساسية للعائلة.

واستهدف جيش الاحتلال شقة سكنية في البرج، مساء الجمعة، 5 أغسطس/ آب الحالي.

وتغطي الضمادات البيضاء مساحة واسعة من وجه عبد القادر الذي كان في شقته لحظة استهداف البرج، وأصيب بجروح عميقة معظمها في منطقة الرأس، وكادت أن تذهب بعينه اليمنى وتحيط بها هالة حمراء كبيرة تجعله غير قادر على فتحها بالكامل.

والشقة السكنية التي يقطن فيها، في الطابق السادس من برج فلسطين، الاتجاه الشمالي الغربي منه، كان يجلس بداخلها عبد القادر وبجواره ابنته أسيل (11 عامًا) ووالده عبد الله عبد القادر (75 عامًا).

يقول لصحيفة "فلسطين": "بينما كنت جالسا في شقتي، تحول كل شيء إلى ركام ودخان ولم أدرِ ما يدور حولي إلا بعد أن جاء شبان ونقلوني بالإسعاف.

وأضاف أن والده أصيب بجروح حرجة من جراء شظية دخلت رأسه ووصلت إلى المخ، وهو يقبع على أسرَّة العناية المكثفة في مجمع الشفاء الطبي.

ويبدو عبد القادر في حالة تشتت لم يعهدها من قبل، ولقد أجبره العدوان وعائلته على إخلاء شقتهم السكنية والانتقال إلى مكان آخر في مدينة غزة.

وقال إن جريمة الاحتلال لا يجب أن تمر مرور الكرام، ويجب على المؤسسات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان القيام بدورها وتحمل مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له المواطنون في غزة من عدوان وانتهاكات.

وفي كل عدوان يشنه جيش الاحتلال على غزة، تكثف الطائرات الحربية استهداف الأبراج السكنية والمكاتب والمؤسسات المحلية ومنازل المواطنين.

ولا تتوقف أصوات الانفجارات في أجواء قطاع غزة بفعل القصف الإسرائيلي وما صاحبه من ردود فصائل المقاومة بإطلاق الصواريخ تجاه بلدات ومدن الداخل الفلسطيني المحتل منذ نكبة 1948.

ولم يُخِفْ ذلك الشاب محمد الأشرم (24 عامًا)، وقرر الخروج إلى شوارع حي الرمال في مدينة غزة، لبيع عبوات مياه باردة تحت أشعة الشمس اللافحة مقابل بضعة شواقل يلبي بها احتياجات بيته.

وأضاف الأشرم -متزوج ولديه بنت بعمر عامٍ ونصف العام، وبعد أيام سيرزق بمولودٍ جديد- أنه مضطر للخروج والعمل رغم القصف الإسرائيلي، ولا يأبه للطائرات والمقاتلات الحربية التي تحلق بكثافة في الأجواء.

وعلى مقربة من برج فلسطين المستهدف في أول ضربة للعدوان، لجأ الشاب حمدي الخولي، إلى فتح أبواب محل المخبوزات والمعجنات الذي يديره في شارع الشهداء بحي الرمال، في ساعة مبكرة، صباح أمس.

وقال الخولي (26 عامًا) لـ "فلسطين": يجب ألا تتوقف الحياة بغزة مطلقًا، فهذا ما يريده الاحتلال من خلال عدوانه العسكري الذي شنه لكسر إرادة المواطنين، لكن ذلك لن يتحقق.

وأضاف: علينا نحن أبناء الشعب الفلسطيني أن نكون موحدين في مواجهة العدوان، والصبر والصمود على آلامنا مهما بلغت.

ويتعمد جيش الاحتلال في كل عدوان استهداف المدنيين في مناطق متفرقة من غزة ضمن مساعيه لإرضاء الرأي العام الإسرائيلي وكسب صوته في انتخابات "الكنيست" المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.