فلسطين أون لاين

مواطنون بغزة يشتكون الانقطاع المستمر للمياه.. والبلدية توضح الأسباب

...
غزة - صفاء عاشور

يشتكي مواطنون في مدينة غزة من عدم وصول المياه إلى منازلهم، جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ولساعات طويلة، ما أثر بشكل سلبي على كل مناحي حياتهم اليومية.

وأعرب المواطنون عن انزعاجهم من عدم توافق جدول المياه مع فترات مجيء التيار الكهربائي ما يمنعهم من رفع المياه إلى الخزانات الموجودة على أسطح منزلهم.

وبدأت سلطات الاحتلال بتقليص الكهرباء المغذية لقطاع غزة منذ 18 يونيو الماضي، استجابة لطلب رئيس السلطة محمود عباس، والذي اتخذ عدة إجراءات ضد غزة مؤخرًا.

وبلغت نسبة ما تم تقليصه من مجمل الخطوط الإسرائيلية العشرة المغذية للقطاع قرابة 48 ميجاواط من أصل 120 ميجاواط.

مشكلات كثيرة

المواطن سليم الدهشان من مدينة غزة، قال: إن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وعدم تزامنها مع فترة مجيء المياه تسبب بمشكلات كثيرة في بيته، إضافة إلى تكبده خسائر مالية بسبب اضطراره لشراء المياه في كثير من الأحيان.

وأضاف الدهشان في حديث لـ"فلسطين": "خلال الأسابيع الماضية واجهتنا مشكلة كبيرة بسبب وصول التيار الكهربائي في وقت تنقطع فيه المياه، وبمجرد قطع الكهرباء نجد أن المياه قد وصلت للمنزل ونكون غير قادرين على رفع المياه للخزانات الموجودة على سطح المنزل".

وأشار إلى أنه "اضطر في البداية إلى شراء المياه لتعبئة خزان بسعة 1500 لتر وهو ما كلفه 130 شيكلًا، ونظراً للتكلفة المالية المرتفعة اضطرا فيما بعد إلى تخزين المياه في بعض البراميل الصغيرة الموجودة في المنزل".

يُشار إلى أن الكهرباء تصل بالكاد لمنازل المواطنين أربع ساعات يومياً؛ الأمر الذي فاقم من معاناة قرابة مليوني مواطن في قطاع غزة.

ولا يبدو حال المواطنة نجوى عبدو أفضل، التي عبرت عن تذمرها الشديد من استمرار انقطاع المياه عن منزلها لأيام عديدة، مؤكدةً أن عدم وجود المياه في منزلها أدى إلى وقف وشل حياتها اليومية.

وقالت عبدو لـ"فلسطين": إن "انقطاع المياه أصبح ملحوظاً وكنت في البداية لا أعرف كيف أتعامل معه، وأتشاجر مع زوجي لعدم توفرها"، لافتةً إلى أن "أي حلول تقوم بها فهي غير منطقية ولا يمكن أن تؤدي الدور عن المياه المتوفرة في المنزل".

وأضافت: "أصبحت مضطرة إلى تخزين المياه في براميل ذات سعة متوسطة موجودة في المنزل كنت أستخدمها للتخزين، وعند مجيء المياه وعدم تزامنها مع الكهرباء نضطر إلى تعبئة خزانات المياه بدلاءٍ صغيرة ونقلها للبراميل متوسطة الحجم".

وبينت عبدو أن هذه العملية أرهقت أبناءها من القيام بها "ولكن لا بديل عنها في ظل عدم وجود مياه في المنزل".

أسباب عديدة

من جهته، أكد مدير دائرة المياه في بلدية غزة م. ماهر سالم، أن هناك أسبابًا عديدة وراء عدم توافق جدولي الكهرباء والمياه، ما يتسبب في شكاوى كثير من المواطنين، مشيراً إلى أن من 30-50% من المناطق لا تعاني من هذه المشكلة.

وقال سالم في تصريح لـ"فلسطين": إن أحد هذه الأسباب هو "أن نطاق توصيل الكهرباء أوسع من نطاق توصيل المياه، حيث إن شركة الكهرباء تزود مناطق واسعة، في حين أن آبار المياه التابعة للبلدية تزود مناطق أقل مساحة، ما يخلق عدم توافق في أوقات وصل الكهرباء والمياه في بعض المناطق".

وأضاف أن "بمجرد وصول الكهرباء فإن التيار يصل إلى جميع سكان المناطق المستهدفة بشكل آني، في حين أن تشغيل آبار المياه يحتاج إلى وقت حتى تصل المياه إلى منازل المواطنين بشكل متتالٍ، وذلك حسب المسافة بين المنزل والبئر المزودة".

وأوضح أن جدول توزيع الكهرباء متقطع وغير ثابت في مواعيده ولا يمكن ملاحقة التغيرات والتقلبات الحاصلة على هذا الجدول لأكثر من 300 منطقة توزيع مياه في مدينة غزة مقابل عدد لا يزيد على 10 مناطق توزيع لجدول الكهرباء.

ولفت سالم إلى أن ازدياد ساعات قطع الكهرباء يتطلب من البلدية زيادة في ساعات تشغيل المولدات الاحتياطية المخصصة للعمل لساعات محدودة بهدف ضخ المياه من الآبار إلى منازل المواطنين، ما يترتب عليه حاجة البلدية لكميات مضاعفة من الوقود في وقت تعاني فيه البلدية من أزمة في الوقود.

وذكر أن شبكات المياه في كثير من المناطق قديمة ومهترئة ولا تتحمل الضغوط المرتفعة، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها البلدية خلال الفترة الماضية في تركيب شبكات جديدة واستبدال الخطوط القديمة في العديد من المناطق، مستدركًا: "إلا أن هذه الشبكات لا تمكننا من رفع الضغط فيها لضخ المياه بشكل أكبر بهدف إيصالها إلى الأدوار العلوية في المنازل".